
كمال عامر
سلامة الحركة الشبابية
شباب مصر بالفعل خط أحمر.. برغم أن الكلمة فقدت مدلولها بعد استخدامها عشرات المرات فى غير مكانها الصحيح.. مما جعلها كلمة سيئة السمعة غير قابلة للتصديق!!
لكن بالفعل شباب مصر خط أحمر.. وأقصد هنا تحديدًا عملية تلوين التثقيف السياسى أو التدريب الفعلى أو خطط المعسكرات أو الخدمة العامة بأى شكل من الأشكال الحزبية جريمة فى حق مصر.. لأن هذا معناه لو دخل حزب معين على الخط فى تلك العناوين يعني أن هذا الحزب وضع يده على مستقبل مصر تمامًا ببساطة من خلال التجربة والرصد.. يمكن للفصيل السياسى أو الحزب الراغب فى الاستحواذ على مستقبل مصر أن يلون كل البرامج بلون حزبه أو الفصيل السياسى سواء إخوان مسلمين أو مجموعة حزبية أو متحزبة أخرى.. هذا خطر واضح..
أنا أحذر من دخول أى فصيل سياسى إخوانى أو شيعيين أو أى اتجاهات سياسية أخرى فى الأجندة الشبابية..
وأعتقد أن وزير الشباب الحالى أسامة ياسين على دراية ويقين بكيفية الاستحواذ على شباب مصر لصالح جهة أو جبهة أو حزب أو غيره.. وأنا أثق بأن الرجل وطنى وغيور على بلده وسيعمل على الفصل ما بين قناعاته وواجبه العملى..
الرجل لديه طموح فى النجاح وعلى الأقل ليقدم صورة طيبة عن قناعاته وتوجهاته الحزبية..
والفرصة مواتية على الأقل ليقدم نفسه لنا بأن عمله قومى لا حزبى يرفع شعار ممنوع الاقتراب من شباب مصر وأول المستبعدين هم الإخوان المسلمون أو غيرهم أنا أيضًا أثق بأن الرجل فى عهد وزارته لن تستبدل الإخوان بدلًا من الحزب الوطني.. برغم أن الأخير لم تكن له فلسفة عقائدية واعتمد على المصالح وجعل من مراكز الشباب قوة دفع انتخابية إلا أن الإخوان المسلمين حتى فى زمن الحزب الوطني اقتسموا مراكز الشباب مع الوطنى لنفس الغرض.. الآن ليس هناك حزب وطني.. والإخوان يلعبون علنًا وهذا حقهم. لكن هناك فرقاً فى مساحة اللعب ونوع اللعبة.. واللعبة الخطرة هى شباب مصر..
لا أتمنى أن اسمع أن إدارة المعسكرات بوزارة الشباب منحت معسكرات بعينها بأفواجها للإخوان المسلمين. ولا أريد أن أسمع أن استثمارات المعسكرات فى «يد» الاتحادات الطلابية الإخوانية فقط.. ولدى ثقة بأن أسامة ياسين وزير الشباب سيعمل من خلال خطواته على بعث رسالة اطمئنان لمن يتابع أو يهتم.. أنا شخصيًا أتمنى له التوفيق خاصة أن وجود وزير قريب من السلطة يذيب الخلافات ويسهل من الأمور..
خوفى مشروع.. وأنا هنا ليس لى هدف من وراء ما أكتبه إلا المحافظة على مستقبل مصر وأيضًا حاضرها.. إذا كانت الدول الكبرى ترفض تحزب شبابها بمنع أى فصيل سياسى أو حزبى من الاقتراب من شبابها حتى عمر 22 عامًا ثم نترك الحرية بعدها لمن يرغب منهم الانضمام لأى حزب هو «حر» ليمارس حياته الحزبية بما يتلاءم مع قناعاته..
تصوروا لو أن حزباً ما استحوذ على شباب مصر..
بتدريس مناهجه وعقائده وبرامجه لهم فى هذه السن.. ماذا سيحدث بعد ذلك...
اكرر: المحافظة على الحركة الشبابية مسئولية رئيس الجمهورية قبل وزير الشباب .. والمحافظة يعنى قطع «يد» كل من يتدخل للعب والتلاعب بأفكارهم عن طريق تدريس توجهات ما. وطنية هؤلاء تدفعهم حتى لو لمحاربة كل من يسعى لتخريب أو لتعذيب واستغلال شباب مصر.