
كمال عامر
بطل لم يراهن عليه أحد
■ كرم جابر يستحق الميدالية الذهبية الأوليمبية في المصارعة.. البطل المصري حقق الفضية مع أنه الأفضل.. كرم موهبة رياضية..
امتنع عن التدريب ثلاث سنوات متواصلة.. عاد ولم يكن أحد يتوقع عودته للفورمة.. من هنا لم يراهن علي كرم جابر أي مسئول رياضي مصري..
دعم كرم جابر وهو غير ملتزم بالتدريبات كان يعني إهدارًا للمال العام.. وهو ما جعل الكل يمتنع.
.. اللاعب موهوب في لعبة المصارعة وعنده تصميم غريب ويملك إرادة فولاذية وأيضًا مساحة كبيرة من الحظ.. والمؤكد أنه حتي اللحظات الأخيرة ومن خلال مشوار اللاعب وتصرفاته تجاه المواقف كان هناك الكثيرون ممن فقدوا الثقة في أن يحقق كرم جابر أي نتائج أوليمبية طبقًا لنتائجه في بطولة العالم الأخيرة.
حيث إن تأهله للأوليمبياد جاء عن طريق أفريقيا وليس بطولات العالم..وعملها كرم جابر وحقق ميدالية فضية أوليمبية وهي تاني ميدالية له وهو إنجاز بحجم الإعجاز.
لا تلوموا المسئولين عن الرياضة أو غيرها ممن تخلوا عن اللاعب.. لأن لا أحد كان يتوقع هذا الإنجاز الضخم.. بالفعل يستحق كرم جابر التكريم.. مصر الرياضية والسياسية. والشعبية تسابقت في تكريم كرم جابر عندما حقق ذهبية المصارعة عام 2004.. اللافت أن أسرة المصارع أعلنت بأنه لا أحد ساعد البطل.. هم محقون في ذلك.. لأنه لا أحد توقع للبطل الصعود.. الوحيد الذي كان لديه قناعة في قدراته هو اللاعب نفسه..
عملها كرم دون تنسيق مع أحد..
حقق أعظم انتصار له ولبلده.. وحافظ علي مكانته كأعظم رياضي مصري بفوزه بميداليتين أوليمبيتين وهو يستحق التكريم ومكافأة مالية كتعويض له عن الإهمال الرسمي لمشوار الإعداد للأوليمبياد.
■ لكن قال لي أحد الأصدقاء كرم جابر باع الميدالية لروسيا.. قلت لماذا؟ قال لي: كان من الممكن أن يحقق الميدالية الذهبية بسهولة وجدت نفس أقول له: يا راجل احنا صايمين.. كرم جابر هو الأكثر منا جميعًا حرصًا علي تحقيق إنجاز من العيار الذهبي.. وقد بكي بعد أن خسر الميدالية الذهبية.. قال لي الصديق: ركز علي دموعه.. كرم لاعب عاوز فلوس.. وحدت نفسي أترك زميلي بسرعة وأنا أردد اللهم أني صايم!!! من غير المعقول أن يفرط لاعب في مجد تاريخي..
■ نتائج البعثة المصرية في لندن 2012 - الدورة الأوليمبية- معبرة بصدق عن حالة الرياضة المصرية ومشاكلها وهمومها.
لا أبالغ إذا قلت إن الميدليتين نصيب مصر من المصارعة والشيش مفاجأة غير متوقعة.
■ إذا وقعت الـ.. كثرت السكاكين!! علي الزملاء المتابعين للحركة الرياضية تغيير مصطلحات الهجوم والنقد.. الرياضة المصرية مثلها مثل غيرها من القطاعات لا يمكن بأي حال من الأحوال تخليصها من آلامها ومشاكلها.. لأنها مزمنة مثل التعليم والصحة والإسكان.
لو بالفعل نسعي لمجتمع جديد من الممكن أن نفكر قبل أن نتخذ القرارات والتي أثبتت التجارب أنها قرارات غير مفيدة بالمرة.. لأننا لم ندرسها قبل إقرارها لذا نتجه بعد الإعلان عنها إلي الأدراج فورا.
لا داعي لفتح الملفات ولا أسلوب الشرشحة في الحوار.. مطلوب من وزير الرياضة العامري فاروق علي الأقل البدء في عمل خريطة بالتشوهات الرياضية ولا حلول الآن!