الخميس 24 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القمة العربية.. المؤلمة

القمة العربية.. المؤلمة






■ تعالوا ندقق فى المصطلحات التى تصاحب القمة العربية.. عادة ما تستمع إلى «قمة استثنائية فى ظروف صعبة».. «قمة المواجهة والمصارحة».. «قمة لم الشمل».. «قمة تبحث عن حلول لمشاكل معمقة».. «قمة الرخاء والوحدة».. وأيضا لم يخل خطاب لزعيم عربى من مصطلحات أراها مكررة مثل «التحديات».. «المخاطر».. هموم العرب.. مستقبلهم.. الشعب الفلسطينى.. تحقيق الرغبات المشروعة.. قضية كل العرب.. المساندة.. الحقوق المشروعة.. وهكذا.
ثلاثون عاما وأنا أتابع وأدقق فى الشعارات وأقارن بين ما يحدث على أرض الواقع.
برغم أن قمة الكويت بالفعل تأتى فى ظروف تحتم على الزعماء العرب إيجاد حد أدنى من الاتفاق.. بالطبع أرى أنها قمة تضميد الجراح.. يعنى جراح العرب عميقة.. الجرح غائر كان العلاج سطحى وبالمسكنات.
أما فى الكويت كبار العرب حددوا أهدافهم وحتى الآخرين ايقنوا أن التكتلات الكبرى هى التى ستواجه كل خطط التقسيم أو القلاقل، بينما من يقف وحده سوف يدفع الثمن!
السعودية، الإمارات، الكويت، الأردن والبحرين دول أعلنت بوضوح ودون مواربة مصر القوية سند واضح للأمن القومى العربى.. العربية السعودية لم يتوقف دعمها على كلمات أو مجاملات بل أظهرت ذلك عمليا.. الإمارات المتحدة من جانبها ترجمت موقفها بل دخلت سوق حل مشاكل مصر المزمنة من الإسكان والاقتصاد وغيره.
الكويت برغم ما يحدث فيها من أصوات رفض إلا أن حكومة الكويت وأمير البلاد لديهما تصميم على تعافى مصر ومساندتها لتعود قوية.
قمة العرب فى الكويت أراها بداية لعلاج الجروح برغم أن قطر لم تتفهم رسالة أشقاء الخليج برفع يدها عن التدخل فى الشأن العربى وغيرها كما جاء فى كلمة الأمير قطر، وأعتقد أن التكتل العربى الجديد والذى سيضم مصر والسعودية والإمارات والكويت والبحرين سيعيد ترتيب أوراق المنطقة وسيعمل على حماية الشعوب العربية والدفاع عن آمالها وأحلامها.
أنا شخصيا أتمنى قبل أن اعتزل المهنة أن أرى البدء فورا فى عمل مزيد من التلاحم بين شعوب تلك الدول.. الشباب فى مصر والسعودية وغيرهما بينهما تباعد فى الأفكار والرؤى والحلم.. شباب كل بلد ينظر للشمال حيث أوروبا وإلى أمريكا، هذا يحدث فى كل دول العرب.. الشعب المصرى لا يعلم عن شعب الجزائر إلا سطور فى كتاب.. ولهذا مباراة فى كرة القدم بين مصر والجزائر كانت وراء جفوة وخناقة هددت العلاقة وكادت أن تحرقها.. وهذه الحادثة كشفت لى أن العلاقات بين الدول العربية هشة!
أنا شخصيا أتمنى أن تبدأ السعودية والكويت ومصر والبحرين والأردن فى البدء بتسهيل دراسة تلك المجتمعات أمام شعوب الدول العربية أنا عاوز أعرف هموم ومشاكل وأحلام الشاب العربى فى السعودية والإمارات.. عاوز أعرف رجال الأعمال هناك عاوزين أيه!
عاوز أفهم الأفكار.. ما يحبونه وما يرفضونه.. المصطلحات بيننا ناقصة الشرح والمعنى والفهم هل نبدأ من الآن.. يا ريت.