الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السعودية..

السعودية..




المملكة السعودية كانت الزيارة الأولى للرئيس مرسى خارجيا.. وهو ما يعنى فى العرف الدبلوماسى أن السعودية تأتى على رأس الاهتمام المصرى فى كل المجالات.. وأيضا بأنها الدولة الأهم والأقرب للمصريين بدون شك التقارب المصرى - السعودى يزعج بعض الجهات التى كانت تراهن على أن التفاعلات داخل الحيز المصرى قد تعكس اتجاه بوصلة السياسة الخارجية المصرية.. البعض رشح الرئيس لزيارة إيران والبعض رشحه لزيارة قطر والبعض رشحه للسفر إلى أمريكا.. لكن كانت الزيارة والدولة المختارة هى السعودية.. وأعتقد أن البعض من أصيب بصدمة ممن كان يحاول تخريب العلاقات المصرية - السعودية لصالح أطراف أخري.. إذا علينا أن نعترف أن هناك تيارات فى مصر تحاول تغيير الاهتمامات المصرية.. وهى تيارات تعمل وبكل الطرق بالتحرش بالمملكة العربية السعودية وتعكير صفو العلاقة بين مصر والمملكة عن طريق اختلاف مواقف أو صناعة مؤامرات بحشد أصوات لها وتظاهرات أو غيرها كما حدث أمام سفارة السعودية أو بتجنيد إعلام بغرض تشويه الصورة لدى الشارع.. هناك أيضا من يلعب لصالح إيران.. وأعتقد أن تنظيم أكثر من 200 رحلة طيران لمصريين إلى إيران أمر لا يندرج تحت بند التعرف والتقارب لكنه أمراً يجذب الانتباه.
 
 ولأن مصر الآن تعيش أوقات عصيبة والإعلام المصرى يتمتع بحرية ليس فى الحوار أو النقاش بل والحرق وهناك من يلعب لصالح نفسه فى كل الاتجاهات.
 
 تجنيد البعض لصالح الشوشرة على العلاقة مع السعودية لعبة مكشوفة أطرافها أو اللاعبون المهمون فيها معروفون.. لكن المسئولين والشعب كشفوا المؤامرة بسرعة، لم تنجح الجهات التى حاولت استغلال أحداث الثورة لصالح تخريب العلاقة مع السعودية، سقطت المؤامرة والتف الشعب المصرى حول ثوابت العلاقة بين مصر والسعودية، بل أرى أن مرسى يحاول بكل الطرق دفعها للأمام حتى فى وجود ظروف معاكسة قوية السعودية قيادة وشعب ستظل السند القوى لمصر والمصريين.. كما جاء على لسان خادم الحرمين، فى المقابل شكل وحرارة العلاقة جسدها موقف كل شرائح الشعب المصرى فى زيارتهم الأخيرة للمملكة إذا السعودية فى قلب كل مصرى قد لا تجيد السعودية فنون العلاقات العامة أو عمل لوبى يدافع عنها، لكن الملاحظ أنها تعتمد على عمق العلاقة التى تربط بين مصر والسعودية وعلى الشعب.. علاقة صنعها الأجداد وسار على نهجها الأبناء والأحفاد زيارة الرئيس مرسى الأولى واختياره للسعودية فى أول زيارة له خارج مصر رسالة بعث بها للجميع بأن العلاقة مع المملكة أزلية لا يمكن أن تتغير ولا مجال للمخرجيين حتى للاقتراب منها.. السعودية عمق استراتيجى لمصر والقاهرة كانت وستظل الشقيقة الكبرى للسعودية.. وعلى الإعلاميين الذين يرغبون فى توتير العلاقات المتميزة بين الشعبين وأن يرفعوا أيديهم أو يمتنعون علينا أن نحافظ على تلك الثوابت بل نعمل على زيادتها هذه مسئولية كل مواطن أو مسئول مصرى لا يمكن استبدال دور السعودية بدولة قطر مثلاً.. لكن لكل دولة مكانة وغير مسموح المقارنة، مصر فى قلب كل عربي.. وإذا كنا نعيش مرحلة مخاض فيها نشعر بالألم.. لكن أيضا نشعر بالأمل فى غد أفضل بمشاركة الأشقاء العرب.. لا داعى لزراعة الفتنة بين مصر وأى دولة عربية شقيقة.. العلاقات العربية المتميزة تحتاج لرقابة شعبية مصرية للمحافظة عليها والدفاع عنها وقت اللزوم.
 
أعتقد أن الدور المهم والحيوى الذى يؤديه سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة أحمد القطان فى تجاه دعم العلاقات ودفعها للأمام بكل الطرق أمر يحسب له وهو شخصية لم تعد سعودية المولد والجنسية فقط.. بل أصبح مصرى اللهجة والأقرب القلوب المصريين لأنه سفير بدرجة مهندس علاقات وتقارب.