
كمال عامر
«حرام والله اللى بيحصل»
نعم نحن نعيش أزمات وبصراحة وصلت لمرحلة من القلق غير مسبوقة.
لم أفقد إيمانى حتى فى زمن حكم الإخوان بأن ممن الممكن أن نتقدم للأمام.. ولم يختف عن ذهنى بأن المصريين لن يستسلموا لمجموعة سامحها الله تحمل ثأرًا للمصريين.. لم أفقد إيمانى لحظة أن مصر ستعود على الأقل لحالة الاستقرار الاقتصادى جاذبة للاستثمارات.
لكن الآن لا أعلم ماذا ينقص المصريون ليدافعوا عن بلدهم فى المعركة الأهم؟ وهى المعركة الاقتصادية.. فى السياسة انتفض المصريون ونجحوا فى إنهاء حكم دار حوله خلاف.. وفرضوا رأيهم وأعادوا البلد للأغلبية وهو نجاح.. المصريون اكتفوا بهذا الجهاد برغم أنه الأسهل.. والأصعب هنا هو كيف تتحرك عجلة الإنتاج؟
هزمنا الإخوان.. وفشلنا فى هزيمة آلة صماء حديد فى المصانع.. اكتفينا بالفرجة والإعانات وركزنا على البحث حول الحصول على الرواتب والحوافز والأرباح برغم أن المصنع معطل.
كيف يمكن أن نبدأ؟ فى الاقتصاد العجلة تدور بعد البدلية بعام أو أكثر ولكن الملاحظ أن هناك قطاعاً كبيراً مصمماً على الفرجة!
مصر تحتاج ثورة فى التعليم.. من غير المعقول أن نظل هكذا والعالم حولنا يتطور بسرعة الصاروخ.. هل يعقل أن يحصل الجهاز الإدارى بالتعليم على 90٪ من الميزانية.. التعليم الآن أضحوكة.. والمشكلة أن الحكومة ترمم التعليم وتحاول لكن فى النهاية العملية تحتاج ثورة بجد طالما «عاوزين نتقدم ونبقى زى الدول الكبرى».
الدول العربية تقدمت.. بشبابها بيتعلم فى الخارج ومصر يمكنها أن تكون أفضل فى هذا المجال.. وهذا لن يأتى إلا بخطة وفلوس!!
الصحة والمستشفيات والعلاج وعنوان واضح «الموت للفقراء وأيضا للأغنياء».. الفقير بيموت معندوش فلوس.. عندما يمرض يذهب لمستشفيات الحكومة وربنا وحده يعلم وهو الشافى!
أما حكاية الموت للمرضى من الأغنياء أعتقد أن المشكلة أطباء وتشخيص خطأ وعملية سرقة ممنهجة يعلم الله وحده كيف يمكن أن يتم حل جشع الأطباء وانعدام الضمير عند بعضهم!
تصوراً.. مريض بالروماتويد.. عاوز يروح لطبيب متخصص بالزمالك.. السكرتير قال الحجز بعد ثلاثة شهور بـ250 جنيهاً.. ولو بعد شهر 500 جنيه ولو خلال أسبوع بـ800 جنيه.. المعلومة صحيحة واسم الدكتور معى واسم المريضة معى.. طبعا جشع الأطباء لا حدود له.. لكن الأخطر تضارب التشخيص وعدم الانتباه إلى الأخطاء.
بمعنى أوضح.. الصحة الآن فى بلدى رافعة شعار «الموت للمرضى الفقراء.. والأغنياء أسهل الحلول» بالذمة ده كلام.. ناهيك عن الدواء ومشاكله وعملية الغش والله العظيم لو دققنا فى المشهد على الأقل سننتظر الموت فى المنازل ونتحمل الألم.
فى المستشفيات الخاصة والجامعية قوائم الأسعار لا يقدر على تحملها بشر والواسطة مؤكدة.. عشت عن قرب حالة مرضية وما أكتبه عشته عن قرب وهو أمر بالفعل زاد من ألمى!!
طيب الرئيس القادم للبلد هيعمل إيه فى تلك القنابل التى تهزمنا وتقضى على مستقبلنا!!
أنا شخصيا أشفق على القادم رئيسا للبلد.. وأتمنى أن نستيقظ وندقق فى المرشح للمنصب ولنكتشف على الأقل هل يمكن للمرشح أن يحقق ما يقوله لنا.. المشاكل كبيرة وتحتاج بالفعل لرئيس سوبر.