
كمال عامر
مرتضى والرئاسة
بدون شك دفع مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك أكبر ضريبة ممكنة مقابل ما يؤمن به.. لم يهادن نظامًا سياسيًا.. صريح لدرجة مؤلمة.. فى كل مرة يعتقد البعض أن نهاية قصته قد لاحت إلا ويفاجأ الجميع بعودته أكثر قوة وانتشارًا.
مرتضى منصور نجح رئيسًا لنادى الزمالك، وفاز على اثنين من خبراء لعبة الانتخابات، كان وراء استبعاد وابتعاد ممدوح عباس وهزيمة كمال درويش ورؤف جاسر قدم لنا فاصلًا من الديمقراطية أراه جديدًا وغير متوقع.
البعض وأنا منهم لم يتوقع نجاح مرتضي.. لكن قبل فرز أصوات الجمعية العمومية استمعت وكنت ضيفًا على فضائية النهار الرياضية لاحمد مرتضى وهو يتحدث فى مداخلة لم أصدق وهو يعلق على سير العملية الانتخابية بهدوء وثقة واستخدام كلمات عاقلة.. هنا توقعت فوز مرتضى منصور.
بصرف النظر على التغييرات التى أدخلها مرتضى منصور على خطابه وتصرفاته وإدارته للأمور إلا أن النتيجة تؤكد أن نجاحه فى الزمالك تأكيد على تغيير إيجابى فى شخص مرتضي..
الزمالك ينتظر أفكار مرتضى منصور.. لحل مشاكل عميقة.. للأعضاء ولفريق الكرة. وأنا اشفق عليه.
■ الزمالكاوية بدورهم أيضًا وراء مرتضى فى عودة الكبرياء والقوى للزمالك بجانب تطوير الخدمات للأعضاء.
ثمة أمر جديد.. مرتضى منصور رئيس الزمالك أعلن رغبته فى الترشح لرئاسة الجمهورية.
مرتضى حر ومن حقه تلك الخطوة. فى المقابل هناك من انزعج.. وهناك من اندهش وأيضًا رفض.
على كل الأحوال مرتضى منصور واضح وصادق.. دفع ثمناً غاليًا من حريته وعمله نتيجة معتقداته وتوجهاته وشجاعته وهو فى الترشح جرئ.. وأنا أثق فى كونه يملك عقلانية ووضوحًا وهو يعلم جيدًا.. أن تلك الخطوة سوف تزيد من خصومه خاصة ممن يرفضون السيسى رئيسًا.
مرتضى منصور رئيسًا للزمالك ومرشحاً لرئاسة مصر.. هذا القرار بالفعل حرك المياه الراكدة وأظهر جدلًا مطلوبًا على الأقل ليدقق المصريون فى اختياراتهم ومن يمنحونه أصواتهم.
تصريحات سيد البيت الأبيض أراها عقلانية ومهمة.. وإذا كنت أحد الذين ساندوا مرتضى وقت الأزمات فأنا أشفق عليه واحترم قراره.. حتى لو كنت سأمنح صوتى لمن حمل حياته فوق يديه مدافعًا عنى وأسرتى هذا لا يقلل من احترامى وإعجابى لشجاعة مرتضى منصور.
انتخابات الرئاسة.. أحلى ما فيها حالة الجدل والحوارات والنقاش والمنافسات والصراخ.. حتى الاحتكاكات وتمزيق اللافتات هى جزء من السيناريو المهم الموجود وأنا سعيد بأن بلدى بدأت تتعافى من أمراض سيطرت على أجسادنا واستشعرنا بأنها قاتلة ومميتة.. لكن طبيب شاب كان تشخيص لأمراضنا واضح ومحدد ووضع روشتة وبدأ الجسم يستجيب للعلاج وسط دهشة منا!!
هذا ما حدث لنا مع عبدالفتاح السيسى بعد أن فقدنا حتى الأمل فى الحياة وجدنا من يفتح لى ولغيرى طاقة جديدة بمر من خلالها شعاع وضوء.
عبدالفتاح السيسى لم يفقد إيمانه بمصر والمصريين.. وأنا شخصيًا لم أتصور أن فى بلدى من يمكنه ان يساعدنا فى تكملة مشوار الحياة بعد ان أغلق الإخوان كل المنافذ لرؤية الضوء.