
كمال عامر
إخوان ليبيا
■ بالفعل هناك أخطار تتجه إلينا من الجارة الشقيقة الإخوان المسلمين والمتعاونون معهم سيطروا على البلد.. بعد صراع مع المختلفين معهم.. الآن الحدود الليبية مصدر للاختراق وبالتالى القلق بعد ضبط عدة محاولات لتهريب الأسلحة وغيرها.
السؤال: العلاقة مع ليبيا ومنذ ثلاثين عاما لم تصل لفترة التبريد بل كانت ساخنة وتتوقف على مزاج القيادة السياسية هناك أكثر من مشكلة واختلاف فى وجهات النظر.. الأمر الذى دفع بالقيادة المصرية إلى إشراف المخابرات المصرية على ملف العلاقات المصرية - الليبية.
هذا التوتر كان وراء وقف كل المشروعات المشتركة مع الجار الغربى، وتحديد الزيارات بين المسئولين بالبلدين على أنها بروتوكولية أو صورية.
التوتر التاريخى بين القاهرة وطرابلس لعبت القوى العالمية دورا فى تأجيجه خوفا من تقارب البلدين.. وهو ما وقعت فيه القيادة بالبلدين وفى النهاية لم تنعم القاهرة مع طرابلس بعلاقات طبيعية.
توتر العلاقة بين القاهرة وطرابلس عملية لا ترجع إلى أى من الطرفين.
لكن السؤال: فى ظل هذه الأخطار الموجودة هل يمكن نزع فتيل الأزمة؟ وأيضا إلى أى مدى يمكن أن يصل الخلاف؟
أنا شخصيا مؤمن أن ليبيا هى العمق الاستراتيجى لمصر.. وإذا كان التوتر الحالى واضحاً وعميقاً وناتجاً عن «لعب» إخوان ليبيا بالثوابت الوطنية.. هذا الأمر يحتاج إلى اظهار قوة ردع على الأقل ليعلم الاشقاء أن الشعب الذى أسقط الإخوان فى مصر بعدما انحرفوا عن المسار الوطنى.. قادر أيضا على المحافظة على حدوده ضد أطماع متأسلمين.
الشعب الليبى طيب وقد سافرت إلى الشقيقة الليبية ثلاث مرات والتقيت بالعديد من البسطاء والعاملين والمسئولين.. ومصر بالنسبة لهم الشقيقة الكبرى.. لكن بارونات الحرب والبيزنس لهم وجهة نظر أخرى.
إخوان ليبيا لن يعيدوا إخوان مصر إلى الحكم.. ولن ينجحوا فى تصدير القلق إلى بلدنا.. هم يعلمون جيدا حدود الصبر المصرى.. وما هو المدى المسموح به!
■ الجيش المصرى قوة ردع لأعداء المصريين.. وهو أيضا من يتولى عملية المحافظة على الأمن القومى المصرى والعربى.
■ إذا كان هناك فى ليبيا تيار يغذى العداء مع مصر.. وهو الذى يشرف على تصدير القلق من أسلحة وذخائر رغبة فى تأجيج الخلاف ونحن نعلم من هم المتربحون من هذا المشهد المؤلم.
إخوان ليبيا جزء من الشارع هناك نعم وعليهم أن يندمجوا مع التجربة الجديدة فى ليبيا وأن يتعلموا مما حدث للإخوان فى مصر وتصادمهم مع الشعب.
ليبيا حتى الآن مصدر إزعاج لمصر.. وتهدد حدودنا الغربية.. ولكن هذه التهديدات أراها مؤقتة ولا تنم عن عقيدة سياسية.
القاهرة طبقا لما يحدث تراقب.. وتتخذ خطوات ضرورية لكبح هذه الموجة من الغضب ضد مصر والتى يغذيها ويقودها عناصر إخوانية من ليبيا ومصر.
■ ليبيا الآن دولة منقسمة على نفسها ونحن نقدر الظروف للأشقاء.. لكن فى نفس الوقت نتمنى ألا يصل الأمر إلى لغة الحرب.. وأعتقد أن القاهرة مستعدة لأن تصل بأى من الإجراءات الخاصة بحماية البلد أو الشعب إلى آخر مدى.
نحن لانرغب فى حرب بين القاهرة وطرابلس مهما كانت المبررات.. لكن أدعو الأشقاء فى ليبيا إلى كبح المتطرفين من الإخوان وأعوانهم.
العنف أو تخطى الحدود أو إقامة حواجز ترابية أو غيرها أمور يجب أن تقنن لصالح أمن البلدين.
حكاية الاقتصاد والتكامل بين البلدين لم يحن الوقت بعد لكن هو الأمل الوحيد أولا لقياس نهاية حقبة التوتر وثانيا لإظهار حسن نوايا الأشقاء الرسميين فى ليبيا.