
كمال عامر
حرق خطة «نسف مصر»
■ عندما ذهب الأمريكان إلى العراق واحتلوها مع عدد من الدول الأجنبية «التحالف» كان أول قرار تم ترويجه من جانب المتربحين من الحرب هو إعادة هيكلة الشرطة والجيش.. وعلمنا بعدها أن كلمة «الهيكلة» تعنى التسريح وهذا ما تم بالفعل.
بعد يناير 2011 قرأنا وتابعنا تصريحات من الإخوان والسياسيين الجدد الذين احتلوا المشهد السياسى والإعلامى وهم مجموعة من الهابطين بالبراشوت على المشهد سمعنا من هؤلاء تكرار كلمة «هيكلة الشرطة» وشرحوا بضرورة ضم خريجى كليات جديدة ووضعوا تصورًا وشروطًا جديدة للمنتمين للشرطة، بل سعى الإخوان لضم عدد كبير من العشيرة كطلبة وأدخلوهم كلية الشرطة.. هذا الطرح يعنى بوضوح تسريح جهاز الشرطة وتأسيس بديل بمفهوم جديد لتنفيذ أجندة التيار الراعى للهيكلة، الغريب أن الإخوان ليس وحدهم من طالب بتسريح الشرطة والجيش.. لكن معهم عدد من الاصدقاء السياسيين ونشطاء أثبتت الايام بعد ذلك من خلال شرائط العار أنهم مجموعة جواسيس ومرتشين لا علاقة لهم بالثورة ولا بالعيش والحرية.. خطة تسريح الشرطة والجيش وفقا للتطبيق فى العراق يعنى أولا حربًا أهلية حقيقية لو ضفنا التسليح الإخوانى للعشيرة وللاصدقاء من الجهاديين والارهابيين تستطيع أن نستنتج مدى فوز الطرف الذى يملك السلاح والمال وهم هنا المجموعة التى استعدت مبكرا وخططت المشهد الذى كاد سيحدث بعد تسريح الشرطة والجيش هو احكام الجيش الإسلامى على البلد.. لك أن تتخيل كم عامًا يمكن للشخص أن يدافع عن نفسه دون شرطة أو جيش الأمر هنا كان سيؤدى بنا لحرب أهلية لمدة عشر سنوات على الاقل.. تكون البلد راحت والملايين راحوا ضحايا الخلافات.. والعراق مثال واضح على ضريبة دفعها الشعب العراقى فى غياب الشرطة وتسريح الجيش.
أذكر أيضا أن خطة الإخوان وأصدقائهم من السياسيين والإسلاميين كانت تعتمد على تأسيس حكم يدين بالولاء لتلك التجمعات والتفرغ بهدوء للقطاعات مثل القضاء والإعلام والفنانين وهدم ما هو قائم وتأسيس مجموعات ونظم جديدة تدين بالولاء للنظام الجديد.
شرطة مصر لم تسقط.. محاولات حرق وزارة الداخلية من شارع محمد محمود.. ومحاولة حرق معسكرات الجيش والتى قادها عدد من الشيوخ والسياسيين المنتمين للإخوان أو الذين يدينون لهم بالولاء الشعب انتبه.. وقيادات الجيش والشرطة كانت لديها وعى بالخطة الأمريكية «لنسف» مصر والجهات والاشخاص الذين سيقومون بالدور نيابة عن الامريكان.
حرق مصر عن طريق نسف كل الهيئات والمؤسسات الموجودة.. كان هدفًا مؤكدًا ولو حدث ذلك كانت مصر ستنغلق على نفسها لمدة عشرة أو عشرين عاما فى حرب أهلية تغيب عن عالمها العربى والدولى!!
هو نفس المشهد الذى حدث فى العراق.. التفجيرات اليومية.. والخلافات التى تواجه الاشقاء بينهم أمور جعلت من العراق دولة تعانى من الفقر وانقطاع التيار الكهربائى وسرقة مليارات الدولارات وانتشار حالات الفساد.
قادة الجيش كانوا على علم تام بسيناريو «نسف مصر».. وأدق تفاصيل خطة إلحاق الاذى بمصر والمصريين وكان تحركهم بالاستجابة للشعب حاسما لإنهاء عصر الإخوان والخونة من السياسيين الجواسيس.
■ قبل 30/6 المصريون فكروا فى الهجرة.. كان رد قيادة الاخوان.. اللى مش عاجبه يمشى.. ثم بدأ كل منهم يقسم البلد وشاهدنا أخونة المناصب وبداية تحويل شكل البلد تماما.
■ قبل 30/6 عشنا أسوأ أيام عمرنا تهديدات فى الشارع والعمل والبيت.
■ لاحظ أن الكثيرين منا لم يخرجوا فى انتخابات الرئاسة الأخيرة.. مما أتاح للرئيس مرسى والإخوان الفوز.. الآن مطلوب المشاركة وانتخب اللى أنت عاوزه.. لاحظ أن مصر تحتاج التحية.. وعليك أن تهتف مع أولادك «تحيا مصر».