
كمال عامر
البلد بين البترول والمالية
■ الدولة المصرية لم تسقط حتى فى زمن الإخوان.. لم تفلس.. لم تتمزق.. وتم حصار الإرهاب فى حدود أطماع لدى أطراف.
نجح المصريون فى الدفاع عن بلدهم ضد عدو ظاهر وأفكار مضادة معروف مصدرها وصاحبها.
■ حتى عندما عم الانفلات البلد وزادت ظاهرة السرقة بالإكراه للسيارات وغيرها.. لم تفقد إيماننا بأن النظام وبسرعة وهى عملية وقت.
■ لم نفقد إيماننا بأن البلد تعطل فقط دون أن ينهار فى الاقتصاد وغيره.
■ حتى عندما تم توقف حركة الاستثمارات الأجنبية تمامًا.. كان لدى يقين بأن البلد سيعود أقوى مما كان. فقط عملية وقت.
■ دخلنا سباق انتخابات الرئاسة وعشنا أوقاتًا صعبة بعد تهديدات محور الشر.. لكن لم نفقد الأمل بأن العملية الانتخابية سوف تمر بسلام وبنجاح وقد حدث بالفعل أن انتصرت إرادة الشعب.
■ قلنا السيسى هو الحل بالفعل تمت انتخابه وبجدارة.. وبدأنا نتهيأ للأفراح والأخبار المفرحة.. وسط هذا الشعور تلقينا مجموعة من القنابل.
فرض ضريبة على الأرباح على البورصة. وتم تسريب الخبر والقرار.. وبعد ذلك تم اتخاذ القرار ثم قام وزير المالية بشرح أبعاد القرار.
الخطأ هنا هو طريقة تمرير القرار وعرضه واتخاذه!
كنت أتصور أن تقوم المالية بعمل حملة معمقة مثل حملة وزارة البترول بشأن رفع دعم المنتجات البترولية الناس الآن مهيأة ومتفهمة جدًا لتحرير سعر الطاقة برغم أن هذا القرار زلزال يمتد أثره إلى كل سبل الحياة.
وزارة البترول بمساعدة كل وزارات البلد ألقت الضوء على المشكلة.. وشرحت أبعادها وكيف أن الأغنياء هم الأكثر استفادة من عملية الدعم والنتيجة أن الناس بلد الغلاء التدريجى للمواد البترولية.
ثم فى عملية الضريبة الأرباح على مكاسب البورصة فهى معمول بها فى العالم.. وهى عملية عادلة.. لكن وزارة المالية فشلت فى تسويق القرار أو بذل الجهد فى تعريف الناس على أبعاده.
المالية بدورها فشلت وانهزمت أمام الرأسماليين الجدد.. بينما هى تحاول أن تحصل على حقوق الشعب كان رد فعل المتضررين من القرار فعالاً لدرجة أن البورصة خسرت المليارات والعودة إلى القرار أزمة ولكن هذا الموضوع قد يدفعنا للتعلم فى كيفية تمرير قرار مرتبط بحياة فئة معينة.
وزارة المالية لم تتعلم الدرس.. وفشلت فشلاً واضحًا فى تمرير عملية الضرائب على أرباح البورصة، برغم أن القرار عادل ومطبق فى العالم كله إلا أن المتربحين من أموال البورصة يرفضون المساس بأرباحهم السنوية وشنوا حملة ضد المالية وشوهوا كل إنجازات محَلب.
نعم هناك مؤامرة من رجال الأعمال ضد مصر السيسى الرجل رفض مساعداتهم المالية.. وبالتالى دفع الفواتير.
أنا شخصيًا مؤمن بأن رجال الأعمال المصريين تحملوا خلال السنوات الثلاث الأخيرة الكثير من المشاكل والخسائر.. هم العامل المؤثر فى النخبة يجب التحاور معهم.