
كمال عامر
عبد الله.. الإنسان
أردت أن أكتب عنه بعد أن ترك منصبه كرئيس لتحرير جريدة ومجلة روزاليوسف مع اشتداد الهجوم ضده لكن إيمانى بأنه المنتصر جعلنى أتراجع.
عبد الله كمال صحفى موهوب.. تحكم فى حروف اللغة وطوعها لصالح فكرته يرفض مبدأ مرور الكرام» فالأحداث أمامه شريط لا يمر بسهولة.. اكتسب ثقة كل من عمل معه أو اقترب منه.. تمتع بجانب إنسانى يفوق شراسة قلمه وعنف حواره.. وصورة المتجهم.
عبد الله كمال اختلف مع عدد من زملاء المهنة.. وغيرهم.. فى نفس الوقت أرتبط بتلك الشريحة بالمودة والصداقة..
عبد الله كمال الإنسانى كان يحمل قلب طفل يسقط أمام المواقف الإنسانية وهو ما جعلنا نستغل هذا الجانب فى حالة منح الشباب فرصًا جديدة للاستمرار أو للهروب من العقاب..
كان مصرًا على أن يكون قويًا مع شباب الصحفيين الجدد.. الغريب أنه بعد نهاية الاجتماعات يتحول لشخص مختلف مبتسمًا وضاحكًا عندما استفسرت لماذا؟ كان رده لكى ييتعودا على المواجهة والضغوط.
فى مدرسة عبد الله كمال الصحفية عشرات من الصحفيين والأهم أن دوره لا ينتهى معهم فى حدود العمل بل كان مصرًا على متابعتهم ومساندتهم بكل الطرق.
عبد الله كمال حاله خاصة فى روزاليوسف إنه الصحفى صانع الجدل حول موضوعاته أو أفكاره وهى مهنة لم تعد موجودة حيث يكتفى الكثيرون بمجرد النشر!!
■ لم يترك مناسبة اجتماعية إلا وكان موجودًا.. مفاتيح شخصيته الإنسانية لم تكن متوافرة إلا لدائرة ضيقة وأنا منهم..
مشاكل وهموم قضايا الناس لم تفارق أجندة عبد الله كمال..!
فى اجتماعات مجلس التحرير كان يصر على تفجير طاقة الإبداع لدى الموجودين.. يدخل فى تصادم ونقاش حول الأفكار ولا يترك صاحبها إلا بعد أن تتضح كل جوانب الفكرة وخط سير العمل..
عندما يثق فى شخص من الصعب أن يبدل رأيه.. وفى سبيل ذلك كصاحب عمل يمكن أن يسمع لكنه لا يتخذ قرارًا إلا بعد حوار ونقاش وتحقيق شخص واستماع لأطراف.
عبد الله كمال بالفعل كان قاسيًا فى كتاباته عندما يكون الأمر متعلقًا بالوطن والناس.. وهنا تظهر شراسته.. ولا يستسلم حتى النهاية..
■ عبد الله كمال كان مخلصًا لكل عمل يقوم به أو اسند إليه.. آمن بأن الله منح كل شخص موهبة وعليه أن ينميها بالمشاركة مع صاحبها وهو ما جعله ناجحًا فى تكوين فرق صحفية مقاتلة فى كل مكان ذهب إليه.
رفض الاستسلام للمرض.. لم يرضخ كعادته وكحياته لأحد حتى للأطباء.. حياته تبدأ بالعمل.. وتنتهى بالعمل وما بين الفترتين أفكار لتطوير العمل..
ظل رقمًا مؤثرًا فى الحياة الصحفية داخل مؤسسة روز اليوسف أو خارجها.. فى الوقت الذى اختفى أصدقاء وزملاء، إلا أن أفكاره المتجددة ومواقفه الواضحة والشجاعة جعلته فى دائرة الضوء والجدل.
أمام مستسشفى كيلو باترا.. أحاطت به فئات عمرية صحفية متنوعة.. شباب يملكون كل الغد.. وكبار لهم مكانتهم.. حتى من اختلف معهم صحفيًا سالت دموعهم حزنًا على فراق عبد الله كمال.. فى بلدته السيفا خرجت القرية تستقبله كعادتها.. الشباب والكبار والأطفال، المشهد هنا مختلف لأن كمال كان محمولًا على الأعناق وليس بينهم.. سيظل عبد الله كمال اسمًا لموهوب صحفيًا وصحاب رأى ورسالة سياسية وإنسانية.. فارس لم ينهزم إلا أمام قلبه..
رحم الله عبد الله كمال