
كمال عامر
عبد الله كمال.. المنتصر
لا أعتقد أنه قصة انتهت سطورها.. بل أرى أنها مازالت أحداثها جارية..
رؤيته للأحداث أعتقد أنها انسجمت مع النتائج حارب من أجل قناعاته.. دخل معارك صحفية مع الكثيرين أفراداً وأحزاباً.. سياسيين وفنانين وفى كل مرة كنت أسأله كيف تضحك وحولك هذا الكم من المشاكل؟ كيف يمكنك مواصلة حياتك وهناك أكثر من جهة تطالب برأسك وحريتك؟
كان يبتسم ويكرر.. هناك طريقتان للتعامل مع الأحداث.. إما تنفعل وتقتل وقتك.. أو تعلم حجم ردود الفعل ونهايته وتقفز فوقه.
■ عبد الله كمال لم يحترم قواعد العيش والصحة.. هو يفكر فى كل الأوقات ويكتب حتى مع الشيشة والسيجار.. حتى عندما كان الوقت يطارده وتناول غذاءه أو دواءه بالمكتب تجد سماعة التليفون على كتفه والأوراق أمامه ومتابعته فى جهاز الكمبيوتر لما هو جديد فى الحياة والعالم.. والاتصالات لا تنقطع.
■ عبدالله قلبه لم يتحمل تلون البعض بعد يناير 2011.. وابتعاد الأصدقاء وتصدى بشجاعة يحسد عليها للمعارضين له والانتهازيين الذين هاجموه تقربا من نظام الإخوان.
■ قلبه لم يتحمل عملية التلون والتى سارع إلى انتهاجها كبار الصحفيين والسياسيين وغيرهما.. ووجد نفسه يدافع عن أفكاره وحده دون مساندة كعادته.
عاد عبدالله كمال بعد فترة محاصرة إلى الأضواء تدريجيا بعد أن انتصرت أفكاره وبفضل شجاعته وصموده وتضحياته.
■ خصوم عبدالله كمال فشلوا فى محاصرته.. حاولوا بكل الطرق أن يدفعوه إلى النسيان.. أو الاعتزال.. هو لم يستسلم.. وحده نجح فى إحباط كل خطط الاعتزال.. وأسوأ ما واجهه عبدالله كمال وأصاب قلبه هو سهم غادر من صديق كان يرى أنه الأقرب.. هذا النوع من الإصابة وراء تمرد وغضب قلبه.. وفقدانه السيطرة على نبضاته فالآلام التى يسببها الأصدقاء هى الأخطر على القلب!!
■ لم يستسلم عبدالله كمال لهجوم ومؤامرات دولة الإخوان.
تصوروا دولة بكل أجهزتها حاربت شخصا لايملك إلا قلما وورقة وإرادة وابتسامة ومساحة إنسانية ممتدة.
من اختلف معهم قبل يناير وجدوها فرصة للقصاص منه.. صالوا وجالوا فى كل أفرع الإعلام.. هاجموه بكل الطرق بدءا من بلاغات للتشكيك فى ذمته المالية مروراً باستعداء الدولة ككل حاولوا تشويه صورته وبالتالى أفكاره مرة عن طريق اتهامه باستلامه هدية لعدد من رابطات العنق.
الإخوان وأصدقاؤهم من الانتهازيين لم يتركوا مناسبة إلاواستغلوها لصالح القضاء على عبدالله.
وفى كل موقعة خرج عبدالله كمال منتصرا برغم أنه كان يحارب دولة الإخوان بما تملكه.. أسلحته.. إيمانه بأفكاره.. وطهارة يده وشفافية قلمه.. وصدق توجهاته.
المنزعجون من عبدالله كمال دولة الإخوان وبعض ممن أصابتهم كلماته.. والغريب أمام مستشفى كليوبابترا اجتمع المحبون للكاتب والمعارضون له فى مشهد نادر.. قلبه أراد له أن يتصالح مع الجميع علنا.
أنا هنا لا أدافع عن عبدالله كمال.. الرجل دافع عن نفسه بقلمه وعقله وابتسامته.. فاز على دولة الإخوان بما فيها.. وهزم الظروف المعاكسة وفى كل مرة يسقط إلا ويقف منتصرا بعدها.
رحم الله عبدالله كمال...
القلب النابض يحب الوطن.. وأعتقد أن حياته ستظل قصة لن تنتهى.