
كمال عامر
فى ضيافة.. عبدالله كمال
فى ماراثون حزنى على عبدالله كمال..
اكتشفت حجم محبى عبدالله كمال بعد وفاته.. وأن كل شخص أحبه بطريقة مختلفة.. وقد أدركت فى النهاية أن كلا من هؤلاء لا يعلم إلا جزءا من شخصية عبدالله كمال..
الحقيقة أننى لسنوات طويلة تزاملنا فيها.. وتحولت إلى صداقة متينة.. زادت مع قراره المفاجئ والصادم بإعادة إصدار جريدة «روزاليوسف».
المفاجئ لأن المؤسسة اعتادت على مطبوعة أسبوعية أسبوعية.. وليس لديها أدنى فكرة أو إمكانيات عن إصدار جريدة يومية.
الأخطر أن العملية التحريرية للمطبوعة الأسبوعية تختلف كليا عن تحرير جريدة يومية!
ثم من أين لنا بالإمكانيات المالية والصحفية وكان قرار عبدالله كمال.. هيعيد إصدارها خلال عشرة أيام!!
يا جماعة فين العدد زيرو.. والتجهيز.. الرد من عبدالله كمال.. لا أعترف بالمشاكل!!
ونجح عبدالله كمال فى إعادة إصدار «روزاليوسف» اليومية..
عبدالله كمال صحفى موهوب.. نعم.. فى نفس الوقت يملك راداراً للتعرف على أفكار من يتعامل معه.. غضبه لا يستمر إلا دقائق.. ينهار أمام القصص الإنسانية وقد كنت استغلها لصالح إعادة محرر للعمل.. أو إصلاح العلاقة بينه وبين غيره.
فى جلسة مع ثلاثة وزراء فى حكومة د.نظيف بأحد الفنادق الكبرى.. وجدته يهاجم أحدهم بقوة ولم يتوقف مما أشعرنى بالخجل.. بعد اللقاء قلت له: الراجل خطفته؟ رد.. ليعرف مع من يتعامل ثم هو لم ينتبه فى حواره.. لكذا وكذا..
عبدالله كمال بالفعل يملك قاذفات لهب فى صورة حروف وكلمات.. كنت فى كل مرة نجتمع لنناقش الأعمال.. يجدنى أقرأ رؤوس الموضوعات للاتفاق على رأى.. وخلال الجلسة كنت أستشعر بكم المشاكل والخلافات والمشاجرات.. معارك من كل نوع.. برغم كل هذا القلق إلا أننى كنت أدقق فى ملامحه مرددا.. إزاى عايش كده.. كان يضحك من قلبه.. ويرد.. بسيطة.
■ عبدالله كمال حاول بكل الطرق أن تزدهر مؤسسة «روزاليوسف».. كان يملك علاقات متنوعة سخرها لصالح «روزاليوسف» والصحفيين فيها.
■ لا يمكن أن نغفل دور عبدالله كمال فى خلق حالة من الجدل حول كتاباته وجريدة ومجلة «روزاليوسف».
نعم عبدالله كمال ابن موت.. شخص يملك هذه الشفافية الإنسانية وقوة القلم.. ورؤية صحيحة للأحداث.. كلها سمات مهمة فى شخصه.
فى «روزاليوسف» فى نفس قاعة الاجتماعات التى كان عبدالله كمال يقود حركة العمل فيها.. كنت أجلس على يساره طوال سنوات عمله فى الجريدة للتحرير والمجلة رئيسا للتحرير.
فى نفس القاعة التى حملت لنا الأفكار والأحلام والهموم والآلام.. جاءت كلمات ضيوف تأبين عبدالله كمال.
المتحدثون برغم أنهم معظمهم ليس من العاملين بـ«روزاليوسف» إلا أن القاسم المشترك بينهم كان الحزن على عبدالله كمال.. ذكريات مختلطة بالدموع.
■ صديقى عبدالله كمال..
أعلم جيدا أنك تسمعنى.. أو تشعر بى.. لأننى مؤمن بأن روحك دائما ستحيط بنا.
أفكارك وحواراتك معى وغيرى وجدلك.. وابتسامتك وحتى غضبك أراها أشياء ستحيا بيننا..
■ ... صديقى عبدالله كمال..
افتقدناك