رمضان كريم

تعالوا نتوقف أمام مشوار الحياة.. خلاص.. اللى فات مش قد اللى جاى.. تعالوا نحاول القفز فوق ما يعكر الحياة.
رمضان فرصة طيبة لإصلاح ما تم هدمه مع الناس ومع الدولة ومع الجميع.
أنت عاوز إيه من حياتك؟
أجاوب أنا.. عاوز نستثمر النعم التى منحنى الله إياها.. عاوز ألا أحتاج لأحد فى الصحة.. أو فى المرض.
■ خلاص.. تعالى نبدأ.. أبواب المغفرة والتوبة لا تغلق.
الرزق مكتوب.. والحياة شريط.. نحن لا ندقق ولا نتوقف عنده لنشاهد ما يحدث على الأقل لنستفيد منه.
سنظل نستيقظ.. ونكافح.. نعمل.. نطالب. ونصرخ. ونحاول أن نصحح أو نعالج خطأ ما.. ثم فى النهاية.. لا شىء!
■ رمضان قد تكون فرصة لإعادة  التفكير فى أمور حياتنا.. الوقت لم يمر طالما فيه حياة.
فى مستشفى قصر العينى الفرنساوى.. وفى الاستقبال الطوارئ قضيت ثلاث ساعات.. أتفحص الوجوه المترددة.
أم تحمل طفلها ومغشيا عليه وهى تصرخ.. ورجل يدفع ترولى يحمل شاباً محروقاً.. وأسرة تدفع ترولى يحمل سيدة تصرخ من الألم.. وعجوز يتألم فى صمت.. وفتاة تعانى من آلام مبرحة فى استقبال قصر العينى. أتابع المشهد.. الأهل يصرخون فين الدكتور فى محاولة للحصول على كلمة اطمئنان.
أدقق فى الوجوه.. بسطاء يبحثون عن العلاج والشفاء.
أتذكر.. ماذا يحدث لنا؟ وأنا أتابع اخترت طريق الموت.. دعوت الله ألا أتعذب وألا يعانى أهلى.
بالطبع اللهم لا تحوجنى.. ولا تتعب أهلى.. دعوة أعلم قيمتها.
■ فى قصر العينى الفرنساوى.. مجموعة أطباء تحاول بكل الطرق تخفيف آلام المرضى وفقا لما هو متاح.. طبيعة عملهم جعلت كلاً منهم يلتزم بالهدوء ويتعامل بقيم إنسانية لامتصاص غضب المرضى وانزعاج الأهل.
■ قصر العينى الفرنساوى يتردد عليه الآلاف يوميًا.. وأعتقد أن مجموعة الأطباء والتمريض والجهاز الإدارى داخل المستشفى يعيشون طوارئ فى كل الأوقات.
■ لقد عشنا مع المرضى بالمستشفيات الخاصة وراقبت كيف تصرف الألوف من الجنيهات مقابل خدمات طبية متواضعة!
عشت الابتزاز قبل دخول العمليات إما الدفع أو الموت.. أهل المريض فى موقف حرج.. إما يبيعون ما لديهم من أجل تخفيف المرض.
■ فى قصر العينى الفرنساوى أطباء يبتسمون.. وتمريض منضبط.. وناس بالفعل تحاول تخفيف آلام البسطاء.
أنا بدورى لم أصدق أن فى مستشفيات الدولة وقصر العينى الفرنساوى الأمل والمصداقية.. ناس عاوزة الشفاء للمريض.. لا تسعى لقتل المريض وتشريد أهله.