الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العامري.. وزيرًا للرياضة

العامري.. وزيرًا للرياضة




■ الرياضة المصرية لم تسلم هى أيضًا من المشاكل والخلافات.. وهى أمور متوارثة وليست جديدة.. لكن النتائج الإيجابية التى تحققها عادة ما قللت من المشاكل أو كادت أن تغطى عليها.
 
■ على العامرى فاروق وزير الرياضة الجديد تولى منصبه فى ظروف معاكسة.. يعنى غير عادية.. وعلى مائدة الوزير مشاكل قطاع مزعج.. فالرياضة ليست جزءًا سهلًا من الدولة بل هو الأصعب.. هى ليست إنتاجية.. بل توليفة معنوية ووطنية وكبرياء وفاكهة.. وأيضًا حلم وأمل لقطاع كبير من المصريين.
 
■ المصريون قد يختلفون حول رؤية اقتصادية أو حوار سياسي. لكنهم اتفقوا على الأهلى والزمالك وأبو تريكة وكرم جابر وغيرهم.. فى مباراة للكرة بين الأهلى والزمالك.. ملايين من المصريين فى الداخل والخارج يتابعون الحدث بحب وشغف ولهفة وروح رياضية وتعصب.. إذاً الرياضة هى الأعلى مشاهدة والأكثر انسجاماً مع الناس.. السياسة والرياضة لغة واحدة. النخبة السياسية فى العالم يستخدمون الرياضة لزيادة الشعبية والجماهيرية مع الشارع.. حضور الرئيس مرسى لمباراة أمر فى غاية الأهمية فى عملية قياس الرأى العام والجماهيرية..
 
■ لا تندهش لو شاهدنا بوتين رئيس روسيا وهو يلعب الجودو والرئيس الصينى وهو يلعب تنس الطاولة.. وأوباما الجولف وغيرهم.. فى مصر كان ممارسة الرياضة حتى وقت قريب «عيب»، والعار أن تظهر صورة لوزير وهو يرتدى «ترننج سوت» لكن بدأ الوزراء يتحررون ويسمحون للكاميرات بالتصوير وهم يلعبون ويمارسون الرياضة.
 
■ العامرى فاروق بدأ عمله مع حجم كبير من المشاكل.. دولة لا أحد من المسئولين يعترف إلا بهمومه.. لا أحد يساند وزير الرياضة أو على الأقل يقدم مساعدة.. ليست هناك أموال لتنفيذ خطط التطوير.
 
مشاكل من كل الأنواع.. ولأن الرجل ليس بغريب عن الوسط الرياضي.. ومنذ أن تولى منصبه وهو يحاول جاهدًا حل المشاكل المتنوعة ما بين خلافات إدارية.. ومشاكل فنية.
 
■ العامرى نجح بهدوء وثقة فى هزيمة الملل وأيضًا بنزع فتيل القنابل المتنوعة الصنع والأحجام.. حتى فى مشاكل الاتحاد المصرى لكرة القدم نجح وزير الرياضة فى الفصل بين الرغبات المختلفة ونجحت وجهة نظره بضرورة المحافظة على ديمقراطية القرار داخل الاتحاد ورفض الهيمنة الدولية وإنهاء الخلافات الشخصية.
 
لم يرضخ للضغوط الحمراء أو البيضاء..
 
ومنح خصومه فرصة لإعادة النظر فيما هم مختلفون.. العامرى أكد من خلال عمله أنه الأب الشرعى للجميع.. يرى كل الألوان بوضوح ويشجعها..
 
■ الرياضة المصرية حققت فى الأوليمبياد انتصارات وهى تحسب للعامرى لأنها جرت فى عهده حتى لو كانت فترة الإعداد لصقر أو البناني.
 
■ وزير الرياضة لم يدخل فى صدامات ولم يعترف بالأصنام الإدارية هو يرغب فى التجديد.. ولكنه يعلم أن القيادات الرياضية مسئولية اختيارها لغيره وهى الجمعيات العمومية.. والمسافة بين التعيين والانتخاب شعرة وقرار مكتوب.. لكنه يفضل تعظيم عمل الجمعيات العمومية.. الرياضة المصرية الآن محاصرة ما بين قرارات سياسية بمنع اللعب وصحافة رياضية متعطشة للتغطية وإعلام رياضى أقوى مرات من النتائج.
 
■ على مائدة العامرى فاروق موضوعات ملحة ومهمة.. مطالب بوضع خطط طويلة للموهوبين ومطالب أيضاً بتوفير ميزانيات وخلق جو للعمل والإبداع الرياضي.. يجب أن نعلم ماذا نحتاج من ملاعب لمدة خمسين عامًا قادمة؟ وحتى الكوادر الفنية المطلوبة وبالتفصيل وليتم التنسيق حولها بين العامرى وكليات التربية الرياضية.
 
أنا ضد عمل بروتوكولات وهمية بين وزارة الرياضة والجامعات أو المدارس أو غيرها.. اتضح أن لا أحد يحترمها والدليل أنها موجودة ولم نر شيئًا إيجابياً حولها.. متى يبدأ وزير الرياضة العمل بجد؟
 
الوسط الرياضى يشعر بالارتياح مع وزير الرياضة لأنه معروف من خلال عمله مع الأهلى.. مواقفه صريحة وواضحة وهو رجل يملك رأيًا صلبًا ويدافع عنه بأفكار أخلاقية.. فى كل مواقفه خرج منتصرًا لأنه قبل أى قرار يمنح عقله فرصة للتشاور.
 
أعتقد أنه وخلال الفترة التى تولى منصبه ظهرت بصماته.. لقد أعاد الروح الرياضية إلى المنظومة الرياضية خاصة فى القطاعات المنفلتة.. لم نعد نسمع عن خروقات برغم المشاكل والصعوبات.. ولأن «الحظ» يلعب دورًا فى النتائج الرياضية.. أرى أن العامرى هو قدم سعد جديد على الرياضة المصرية والبداية فى أوليمبياد لندن.