الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
جريمة الألتراس

جريمة الألتراس




 الألتراس صاحب رسالة رياضية.. أضاف من خلالها لعناصر كرة القدم التشجيع بصوره المختلفة مما منح الملعب واللعبة شيئاً جديداً من الجمال.. هم مجموعة مميزة.. وهم العنصر الوحيد الذى يتحمل قيمة أعماله.. إذا كان المدرب يحصل على أجر واللاعب والإدارى وكل من فى الملعب.. إلا الألتراس وهم الجماهير التى تبذل الجهد والعرق والأموال لهدف محدد وهو تشجيع فريقها ليحقق الفوز.. أدوات الألتراس فى التشجيع.. والهتافات الجماعية الجميلة.. واللافتات والدخلات والأشكال الهندسية الرائعة والمرسومة بالأجساد أو الأعلام.. الألتراس هم شكل جديد من التشجيع وقد انقسم حولهم الناس.
 
البعض- وأنا منهم - يرى أنهم من أهم أجزاء المشهد الكروي.. وآخرون حاربوهم وهاجموهم ووصفوهم بأنهم خطر على كرة القدم المصرية.. أنا شخصياً لم اعترض على انضمام ولدىّ عمر ويوسف للألتراس والسماح لهما بحضور الاجتماعات من أجل دراسة شكل التشجيع فى الملعب.
 
كنت سعيداً عندما علمت أن يوسف كان يشارك أحد أهم مشجعى الزمالك وهو م. محمد الجارحى فى عمل الرسومات والكتابة على اللافتات ووضع الرسوم للدخلات للمنتخب الوطنى تحديداً وهو تعاون كان يتم فى حى الأشجار بمدينة 6 أكتوبر.
 
لست نادماً على السماح لولدى بالانضمام لألتراس الأهلى لأننى لاحظت تغييراً للأفضل فى سلوكيات المدرجات.. وطريقة الاحتفال بالانتصار.. كنت أراقب الألتراس وولدى وهم يحملون علم الـ30 متراً «ستارة» ويطوفون به ميدان الكربة وشارع صلاح سالم وهم يحتفلون بانتصارات الأهلى أو المنتخب، ولكن بعد الثورة.. حدث أن تغير سلوك الألتراس.. لو وضعتا فى الاعتبار محطات الغضب وراء تغيير سلوكيات الألتراس أرى أن ثورة 25 يناير كانت نقطة الخطر فى قاموس المتفرجين وفى ظل توقف المباريات بعد أحداث ستاد بورسعيد.. بدأت ألاحظ أن دور الألتراس تبدل.. وكأنهم كانوا فى مرحلة كمون.. ظهر جانب غير مرغوب فيه.. سلوكيات بعيدة عن الرياضة.. كيف تبدل حال الألتراس؟ من حقهم أن يغضبوا ويحزنوا على الأصدقاء الذين دفعوا حياتهم ثمناً لمشاهدة وتشجيع فريقهم الأهلي.. ولكن هذا ليس مبرراً للاحتقان.. قبل الحادث نزل الألتراس إلى الشارع.. ودخل عالم السياسة من باب الاحتقان.. هاجم الداخلية واشتبك مع الشارع.. كشف الألتراس عن وجه جديد لم أتصوره.. تصادف ظهور احتقان الألتراس مع الثورة وهو أمر غريب وعجيب.. من الملاحظ أن هناك «يداً» مأجورة تدخلت لإفساد دور الألتراس وتشويه صورته عندما استعانت به لحسم خلافات لصالحها مع جهات أخرى!
 
ولا أعلم لماذا غضب الألتراس من وزارة الداخلية وهى الوزارة التى تقوم بحماية هدف الألتراس من المباريات وهم اللاعبون.. ولا أعلم أيضاً لماذا انضم الألتراس إلى بعض المحتقنين فى الشارع السياسي.. ولا أعلم الهدف من انحياز الألتراس لمجموعة سياسية واعتراضه على أخري.. دور الألتراس فى الملاعب.. أما خروجه إلى الشارع فأراه أمراً يؤكد أن هناك أموراً سرية مؤلمة لتشويه هذه الشريحة من الشباب.. قد يكون بينهم من يسعى لمكاسب مالية وهو هنا استغل هؤلاء الشباب لتحقيق مصالحه على حساب أشياء أخرى.
 
إذاً وبوضوح.. عندما خرج الألتراس إلى الشارع بدلاً من المدرجات كان هذا ناقوس خطر بأن هناك سياسة جديدة خطرة ينتهجها الألتراس الأحمر.. هو يهدد ويتوعد ويقتحم ويحاصر ويخرب.. مثل هذه الأمور أرفض أن يشارك فيها عمر أو يوسف وهما مشجعان للأهلى وللمنتخب.. وليسا مخربين أو بلطجية أو متآمرين أو خونة!
 
إلى الذين يستخدمون الألتراس لصالح أهدافهم الشخصية.. أقول: جريمة أن تستغل طاقة هذه الشريحة من الشباب لتدمير أى منشأة أو مبنى.