الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المتحدث.. العسكري

المتحدث.. العسكري





■ قد يكون التفاعل مع ما كتبته هنا منذ خمسة عشر يومًا قد تأخر بعض الوقت.. لكن أحمد الله أن له صدي.. فقد طالبت من خلال عدد من المقالات بتوحيد النشر حول العملية «نسر» بل وأكدت أن ترك العملية للإعلام والإعلان سوف يصيب نتائجها بأضرار.. وأيضًا ضبابية الخبر والانقسام حول رؤية الحدث والهدف وكيفية تحقيقه كلها أمور اختلافية. وذكرت أن انقسام الشارع حول نسر هو أحد أهم نتائج البث المباشر للعملية وهي المرة الأولي في حياتي الصحفية التي اسمع أو  أقرأ أو أشاهد البث المباشر لعملية عسكرية للجيش المصري.

بل بالغت في طلبي مطالبًا بمنع النشر عن العملية نسر والعودة لبيانات الجيش.. مدركًا أن تحول العملية الإعلامية في معالجة قضايا القوات المسلحة من المنع إلي السماح بالكل أمر مزعج ويجب أن يكون بالتدريج.. البعض رفض طلبي.
وآخرون وافقوا ورحبوا.. ونشط الطرفان علي الفيس بوك.. وبرغم حالة الاحباط التي عشتها مع تسريب أخبار «نسر» والانعكاس بالشارع وارتفاع أصوات الرافضين لها.. نتيجة التخبط في الاعلام حول متابعتها علي الأرض.
كلها أمور كانت تصيبني بالرعب لأن معني هذا تحديدًا أن الأمور تشير إلي طريق تصادم واضح.. وقد كانت خطوة اجتماع اللواء العصار مع قيادات الإعلام وشرح الظروف التي تواجه القوات المسلحة بشأن شعار «النشر للكل» وأن هناك حالة من الانزعاج المستتر في هذا الشأن وان بث العملية نسر علي الهواء مباشرة أمر كان له تأثير سلبي وطالب اللواء العصار بمراعاة سلامة القوات المسلحة ومعنويات أفرادها.. وتفهم ما تقوم به في سيناء.
وقد كانت سعادتي واضحة بتعيين متحدث رسمي للقوات المسلحة وهو العقيد أحمد محمد علي والأهم أن الرجل تجسيد لرؤيتي، أعترف في المؤتمر الصحفي الأول والذي أقيم بالشئون المعنوية للقوات المسلحة بكل ما يدور في ذهني.. إجاباته كانت رسالة توضيح لما لم يتفهمه الكثير منا.. شرح ببساطة العملية..وماذا حدث فيها.. وتحركات القوات المسلحة والشرطة.
وكانت إجاباته بمثابة رد علي كل ما جري في الشارع وبين الناس من استفسارات  وأسئلة..
اختيار موفق وكل الشكر إلي من استجاب للغة العقل بتعيين متحدث رسمي للقوات المسلحة علي الأقل ليشرح لنا ما لم يستطع أحد أن يشرحه لنا بمفردات بسيطة.. بعد المؤتمر الصحفي.
أعتقد أن التأييد للعملية العسكرية بمساعدة قوات الشرطة في سيناء ازداد، المتحدث الرسمي للقوات المسلحة حقق حالة من الانتعاش لذاكرة الناس بأن هناك أشقاء لنا من الشرطة والجيش يعملون علي حماية أرض الوطن..
والأهم أن الرجل لم يخف التنسيق مع الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن ردًا علي اشاعات الغضب الإسرائيلي وهي أشياء أعتقد أنها مضيعة للوقت وقد انشغل الإعلام بها وشغلنا أيضًا...
المحافظة علي القوات المسلحة والشرطة أمر غير قابل للعبث.. هي عنوان لنا.. الجيش المصري يحمي حدود مصر.. وحريتها.. وعظمتها وتاريخها.. والشرطة تعطي لحياتنا طعمًا وتضاعف من أملنا في غد أفضل..
القوات المسلحة في سيناء أو علي الحدود الشرقية أو الجنوبية لحماية مستقبل كل المصريين.. ليس الإخوان وحدهم أو الليبراليين.. بل الفقراء والطبقة المتوسطة وكل المصريين.. من بائع الخبز إلي بائع التكنولوجيا.. نحن فخورون بها وسنظل كذلك.
هذا كان وراء انزعاجي من عدم وجود رافد موحد للأحداث العسكرية والتي لا يجيد معظمنا التعامل معها.. خوفي علي سلامة أبنائي واشقائي في الشرطة والقوات المسلحة كان وراء طلبي ودعوتي بضرورة توحيدالرؤي والراوفد الإعلامية لأي تحركات خاصة بالقوات المسلحة تحديدًا.. غير معقول أن نتعامل كإعلاميين مع هذه التحركات وكأنها «زفة بلدي» أو حفل عروس أو رحلة.. الكل يصفها أو يكتب عنها كما يريد وطبقًا لفهمه وإدراكه..
هذا قد يكون الأفضل عند مشاهدة فيلم سينمائي.. ولكن في الأمور العسكرية فهو مرفوض..
أنا شخصيًا سعيد جدًا بتعيين العقيد أحمد محمد علي متحدثًا رسميًا للقوات المسلحة ليس مجرد قرار.. بل الشخص نفسه تتوافر فيه مقومات الإقناع هو يتحدث من قلبه، صريح رسالته بسيطة وسلمية وتعبر عن ثقته بنفسه وأيضًا بمن يمثلهم.
[email protected]