الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رسالة الشركات للشارع السياسى

رسالة الشركات للشارع السياسى




 
المسئولون بمصر مازالوا يتخوفون من تنظيم مباراة فى أى لعبة رياضية.. هم يخشون الشارع فيما لو انتقل التراشق والشحن وبالتالى التصادم والشغب إلى الملاعب.. مازالوا يبحثون عن موعد لبدء الدورى العام لكرة القدم.. وكيف يمكن التفاهم مع الألتراس وترطيب الأجواء مع روابط الجماهير الأخرى.
 
▪ رجل واحد لم ينتظر الاستفتاء على بدء اللعب لأنه مؤمن تمامًا من خلال مشوار عطاء استمر أكثر من خمسة وأربعين عامًا بالمنظومة الرياضية على عدد من الحقائق.. لم ينتظر وأعطى إشارة البدء فى اللعب فورًا متحديًا كل العراقيل النفسية.. د.حسنى غندر يعتبر أحد أشهر الشخصيات الرياضية بمصر يتولى منصب السكرتير العام لأكبر اتحاد رياضى من حيث العدد والفرق والمشاركين وهو الاتحاد المصرى للشركات مشوار عطاء يجب أن نتوقف عنده قليلاً.. غندر نجح فى فرض قواعده على الملاعب.
 
▪ بطولة الشركات أصبحت رمزًا للرياضيين البسطاء.. سواء العاملين بالمصانع أو الشركات وهؤلاء تحديدًا هم رمز للسواد الأعظم من الشعب المصرى. «هم رياضيون متميزون. لكنهم لا يملكون الواسطة» أو الإمكانيات للوصول إلى الناس.. لكن لديهم تصميم أكبر على اللعب والتنافس والثورة وأيضًا الإنتاج.. معظم لاعبى فرق الشركات جنود عاملة. يختلط عرقهم مع الإنتاج والاتحاد الرياضى للشركات من جانبه يعلم ويدرك أنه اتحاد رياضى مختلف.. لذا هو يفتح باب التنافس فى الرياضة والثقافة والفنون.. عمله محصور فى تفجير طاقة الإبداع لدى هذه الشريحة البسيطة من هنا جاءت جهود د.حسنى غندر السكرتير العام لاتحاد الشركات ومدير بطولة الشركات وإصراره ومجلس إدارة الاتحاد على أن تقام الدورة فى موعدها.. اختار اتحاد الشركات مدينة الإسكندرية لإقامة مباريات الأسبوع الأول ثم تنتقل إلى بورسعيد لتكملة المشوار.. الاختبار له معنى واضح حيث ساعد إقامة البطولة بالإسكندرية بإحداث طفرة فى اشغال الفنادق ولأول مرة الفنادق كاملة العدد وهو ما صرح به وزير السياحة أمس الأول!
 
دون أن يشرح أن د.حسنى غندر ومجلس إدارة اتحاد الشركات وراء هذه الطفرة المهمة والمطلوبة فى هذا التوقيت.. رسالة بعث بها اتحاد الشركات إلى الجميع فى الداخل والخارج بأن مصر دولة آمنة وملاعبها آمنة وشعبها مُسالم ولديه وعى يمكنه أن يفرق ما بين الخطر والتنافس.. مصر تتعرض لأخطار خارجية وداخلية.. نتيجة الصراع السياسى المحتدم بين أطراف النخبة.. لكن الرياضيين بالمصانع والشركات أعلنوا رفضهم أن ينحرف التنافس إلى صراع وخراب.. لذا جاءت بطولة الشركات رقم 54 بالإسكندرية لتعلن للجميع ضرورة التكاتف خلف العلم المصرى البطولة قالت: أيضًا.. مصر هى الهدف والأمل والغد علينا جميعًا أن نحافظ عليها عمليًا رسالة سياسية مهمة من 45 ألف رياضى ورياضية من العاملين بالوحدات الإنتاجية لكل المصريين.
 
د.حسنى غندر ورفاقه أعضاء مجلس إدارة اتحاد الشركات أعلنوا التحدى لكل مبررات عدم اللعب والتنافس الشريف بالملاعب.. أعلنوا أيضًا أن الملعب هو أفضل مكان للتلاقى ونبذ العنف.. عن طريق اللعب والتنافس بين فرق العمال والموظفين وأن للعب قواعد عادلة ويحتاج إلى حكم عادل ليفوز من يفوز.. والفائز هنا مصرى! وهذه القواعد الرياضية لو التزم بها النخبة السياسية لربما اختتفى احتقان الشارع.
 
▪ الاتحاد المصرى للشركات قال: من خلال د.حسنى غندر: على الرفاق والفرقاء السياسيين الالتزام بقواعد اللعب النظيف.. لا ضرب من تحت الحزام. لا اعتداء على الخصم من خلف ظهر الحكم أو بعيدًا عن القانون.. هكذا بعث مجلس إدارة اتحاد الشركات برسالة رياضية إلى النخبة السياسية معناها «ضرورة أن تقول للمنتصر مبروك.. وللمهزوم هارد لك..».
 
نجح اتحاد الشركات فى الفوز على مشاكلنا السياسية الملتهبة بإصراره على إقامة بطولة الشركات رقم 54 بمدينة الإسكندرية وبورسعيد والتى أرى فيها رسالة سلام ومحبة وتؤكد أن الرياضة والرياضيين يملكون مفاتيح التلاحم والحب.. مجموعة ترفض أن يهزمها أحد من خارج الملعب.. مهما كانت قوته.. فرق المصانع والشركات قالت كلمتها على ملاعب الإسكندرية ثم بورسعيد إنها فرق تؤمن بالقواعد الرياضية والأحكام الرياضية.. كل التحية والتقدير لكل من ساهم فى نجاح هذا الحدث الرياضى الضخم.. والذى كان قرار تنظيمه يعنى مخاطرة، لكن قيادات اتحاد الشركات ود.حسنى غندر تحديدًا كانوا أكثر ثقة من السياسيين فى بلدى.. هم مؤمنون بسلامة الحركة الرياضية داخل اتحاد الشركات وخارجها. لذا قرروا تنظيم البطولة دون خوف أو رهبة من شغب مصطنع ونقلهم للبطولة فى الأسبوع الثانى إلى بورسعيد لربما يحاولون ألا يكون مشهد مصرع الألتراس هو آخر مشهد لملاعب بورسعيد فى عقول المصريين والعالم اتحاد الشركات يحاول طى الصفحة وبدء صفحة جديدة ليزيل بذلك الكراهية الموجودة بين جماهير الكرة المصرية والمسئولين بالدولة.