
كمال عامر
الشركات.. «إقامتها».. و«سلامتها»
■ وسط الضجيج السياسى غير المبرر.. وانقسام الشارع السياسي.. والإضرابات.. وخشية الأمن والأندية الكبرى من خروج جماهير الكرة المصرية عن حدود التشجيع فى المباريات مما أدى لمنعها من الدخول للملاعب وبالتالى تأرجح موعد بدء مباريات الدورى وسط هذا الجو المؤلم نجح اتحاد الشركات فى إقامة البطولة رقم 45 بالإسكندرية ثم بورسعيد والإسماعيلية.
الملاحظ أن بطولة بمثل هذا الحجم لم يخرج منها لاعب على النص.. بل اختفت وللمرة الأولى الخناقات والاحتكاكات خلال المباريات.. وعندما استقرت كان الرد: كل مشارك فيها كان على مستوى المسئولية الوطنية.. إنهم بهذا الموقف المشرف بعثوا رسالة لكل المصريين بأن المصرى لو أراد لفعل.
د.حسن غندر بدوره عندما كتبت عن الدورة ورسالة السياسيين لها أبدى إعجابه واحترامه لمنظومة الشركات المشاركة فى البطولة رقم 45 وقد أطلقت عليها بطولة «التحدي».. الرياضيون بالمصانع والشركات ومعهم الاتحاد العام للشركات وجدوا فى إقامة بطولة الشركات هذا العام ووسط هذه الظروف بمثابة تحدٍ لكل المشاكل المثارة فى الشارع.. إذاً هى بطولة سياسية قبل أن تكون رياضية.
فى الإسكندرية أقيم عدد من المباريات والمسابقات.. نجح مدير أمن الإسكندرية وقوات الشرطة فى تأمين كل المشاركات والأهم أن الرجل كان شجاعاً فى تحمله المسئولية ونجح فى ذلك.. كان من الممكن أن يرفض إقامة المباريات وهى الطريقة الأسهل والأضمن لكنه تحمل المسئولية بشجاعة.. أيضاً حدث هذا فى بورسعيد والإسماعيلية وهذا الموقف تحديداً رسالة بأن قيادات الشرطة لم تعد تختبئ وراء قرار بل أصبحت تؤدى دورها بقوة وشجاعة ومسئولية.
بطولة التحدى أقصد بطولة الشركات رقم 45 كشفت لنا أن التعاطى بإيجابية مع الموقف هو الأفضل.. وأسلوب المواجهة هو الأفضل لحل المشكلات المستعصية.
والسؤال: لماذا نجح اتحاد الشركات ومديرو أمن الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية فى تنظيم وإقامة بطولة الشركات فى الوقت الذى مازالت المفاوضات تجرى لتنظيم بطولة الدورى؟
الإجابة: إن منظومة اتحاد الشركات سواء مجلس الإدارة أو المشاركون فيها لا يسعون للربح ولا كسب أموال لكنهم يرون فى الملعب مثل المسجد أو المدرسة له طقوس ورسالة وقد بعثوا بها لكل العالم.. بأن مصر دولة آمنة وأن الشوائب الموجودة فى الشارع السياسى أشبه بالفقاقيع المؤقتة.. منظومة اتحاد الشركات بإصرارها على إقامة بطولة التحدى وسط الظروف السياسية المعقدة أثبتت أنها شجاعة.. لم تخش قنبلة أو طلقة رصاص أو سلاحا أبيض أو سرقة سيارات أو الخطف مما هو شائع إعلامياً عن الشارع.. الأهم أن شعب الإسكندرية وسكان بورسعيد والإسماعيلية قدموا كل المساعدات لنجاح البطولة والمباريات، لأن هناك البعض قد أساء إليهم لكن فى النهاية كان أهالى تلك المدن على قدر المسئولية.. نجاح تنظيم بطولة الشركات فى الإسكندرية وبورسعيد دليل على تقدير واحترام سكان تلك المدينتين للرياضة والسياسة والأهم أن وطنيتهم ليست مجالا للمناقشة.. أعتقد أن د.حسنى غندر السكرتير العام لاتحاد الشركات ومجلس إدارة الاتحاد سعداء بما حققوه.. وأضيف أن محافظ بورسعيد اللواء أحمد عبدالله ومدير الأمن اللواء سامح رضوان ومحافظ الاسكندرية المستشار محمد عباس ومدير الأمن اللواء خالد غرابة ومحافظ الاسماعيلية عبدالجليل الفخرانى ومدير الأمن اللواء محمد عيد.. مجموعة تستحق التقدير والاشادة وأيضا على رأسهم اللواء محمد جمال الدين وزير الداخلية هؤلاء لعبوا دوراً مهماً فى النجاح ومعهم المشاركين من الرياضيين هؤلاء يستحقون الإشادة، أما أهالى المدن الثلاث لهم كل الاحترام.
■ المصرى لو أراد يمكنه أن يفعل المستحيل والمجموعة الرياضية بالمصانع والشركات فعلوها.. الحدث هو التزام أكثر من 35 ألف رياضى بقانون لم يكتبه أحداً، وهو المحافظة على مصر من العبث بمقدراتها ومستقبلها.. تعالوا نشوف المشهد من زاوية أخري: ماذا كان سيحدث لو أن فريقا اعتدى بالضرب على فريق أو لاعبا ضرب منافسا كما كان يحدث؟! أعتقد كان وزير الداخلية مع وزير الرياضة ألغيا البطولة وسمعنا تصريحات عنترية.. إذاً النجاح الذى تحقق من بطولة التحدى للشركات رقم 45 أراه فى إقامتها والمحافظة على سلامتها.. ولو قام كل منا بتنفيذ هذا الشعار أى المحافظة على سلامة كل مكان ينتمى إليه لتغير الحال لأن فى النهاية مصر هى الهدف.. على الجهات الأخرى رياضية أو سياسية دراسة الدور المهم الذى لعبته بطولة الشركات رقم 45 فى بث الثقة بين المصريين والسياسيين والقيادات وليس بين الرياضيين وحدهم.
[email protected]