
كمال عامر
الإخوان.. وملف الانتقام
مصر تعيش كابوسًا فى كل المجالات، الاقتصاد يكاد يصل لحد الإفلاس، المصانع متوقفة، العصيان والإضرابات والاحتجاجات تهدد الحياة ليس للدولة والنخبة.. بل أيضًا للأشخاص ــ الأخطر أن لا أحد فى البلد يمكنه الإجابة عن سؤال من نوعية «هو فيه إيه.. والبلد رايحة على فين؟!» لا أحد يمكنه أيضًا توقع عودة الاستقرار، أو الاستثمار الأجنبى أو حتى المحلى.. وأيضًا لم يعد لدى الكثير من المصريين أمل، إلا شريحة تحاول ألا تظهر قلقها خوفًا من التداعيات.
فى الاقتصاد.. زيارات هنا وهناك ومانشيتات مبشرة بالصحف.. واختلافات فى الفضائيات، وبين السطور أو التسريبات يمكن أن نلاح إنها زيارات تطلب حل المشاكل أولاً وهى أمورة معروفة فى عالم البيزنس.. ومن غير المعقول أن يستولى القضاء الإدارى على فلوس جميل قنبيط رجل الأعمال السعودى صاحب عمر أفندى.. أو شركات أخرى وهو غير المختص.. أسأل كيف يمكن لمستثمرين عرب أن يستجيبوا لدعوات مختلفة سواء من الرئيس مرسى أو رئيس الوزراء أو غيره لزيادة استثماراتهم فى مصر قبل أن يعرفوا.. أين ذهبت فلوسهم؟ وما هو موقف الحكومة من تلك التأميمات.
إذًا زيارات الوفود العربية وغيرها الخاصة بالاستثمارات ورجال الأعمال هى وفود لحل المشاكل. ولو حكومة د.هشام قنديل جادة فعلاً عليها أن تبدأ فى حل المشاكل الاقتصادية مع رجال الأعمال أولاً غير ذلك.. لن تصدق التصريحات.
الوفود الأجنبية من وزراء وغيرهم لم تحضر إلى مصر الآن لدراسة احتياجات شعب رأى أن الثورة ستحقق الرخاء والعدل بعد الديمقراطية.. لكنها جاءت لتسأل: الدستورية وشكل الدستورى المقبل، والذى سيدير المنظومة المصرية.. هم مهتمون جدًا بعلاقة المؤسسات الدينية وبالدولة ومستقبل مصر السياسى.. هم يضغطون الآن على الحكومة خشية من سيطرة الإسلامية على الدستور وهو ما يعنى أن مصر ستمثل خطرًا على المصالح الغربية هذا هو التصور لما يحدث.. والدليل: أوباما الذى كان يفتخر بالثورة المصرية ويتدخل لصالح الاستقرار عندنا قال: «لا أعلم هل الحكومة المصرية معنا أم ضدنا».. أمريكا ودوائر المال العالمى ضغطوا على الأصدقاء سواء دولاً أو هيئات ومؤسسات مالية لمنع مساعدة مصر وخنقها وهو ما يحدث الآن.
مصر والمصرييو يعيشون أزمة هى الأسوأ اقتصاديًا وسياسيًا وأمنياً.. ضبابية فى كل شىء.. لا أحد يعلم كيف يمكن أن نرى النور ولا متى؟.. ولا حتى كيف ينتهى بنا المطاف.. والأهم أن كبار السياسيين والذين يديرون البلد لا أحد منهم يريد أن يتورط ويعلن الحقائق لنا؟ كنا نعيش أزمة بأن الحكومات غير شجاعة وأنها نخفى الحقائق عن الشعب والآن ونحن نعيش أجواء مختلفة.. أرصد أن نفس السياسة ونفس الأسلوب لا أحد يقول الحقيقة أو نخشاها.
ومع اقتراب أى انتخابات وضمن عملية الرشاوى الانتخابية تغيب الحقائق.. فلم نعد نثق فى أرقام اقتصادية خاصة بالاستثمار أو النمو أو القروض والمنح.. لم نعد نثق فى التحالفات أو المنهج والمعالجة لمعظم قضايانا.. طيب والحل.. على الأقل باحترام عقول الناس.. إلغاء الدعم أو تحريك الأجور أو غيرها أمور لا يمكن أن يصدر فيها قرار فورى.. لماذا لا نلغى دعم المنتجات البترولية على مراحل وخلال ثلاثة أعوام مثلاً.. والأجور وإصلاحها على فترات ومراحل.. أمر ممكن أما حكاية حل المشاكل بالرشاوى فلن تنجح تعالوا أولاً نشخص الأمراض بصراحة، على الأقل لنبدأ العلاج الصحيح وإلا سيموت المريض وسط تصريحات تدور حول أن الموت كان نتيجة أمراض ناتجة من سرطنة الخضار والفاكهة.
واسأل: لماذا الإصرار على حرق مصر؟ على الأقل من جانب ناس المفترض أنهم فى رأى الشارع مخلصون ومنزهون.. القرار الخاطئ جريمة يتساوى مع من يسعى للحرق النتيجة واحدة وحتى لا نجد أنفسنا دولة مفلسة.. يمكن البدء فى وضع حلول، لا يمكن لقيادات الإخوان المسلمين وحدهم وضع تلك الحلول.. فالواضح أن لديهم رغبة فى النجاح.. لكن التجربة السياسية تنقصهم وخصومهم لديهم من الأدوات ما يعطل أى أفكار.. إذا المصالحة، مع رجال الأعمال والسياسيين وغيرهم هى أفضل وأقوى صيغة لنجاح الإخوان ومحاصرة خصومهم.. عدم التفرقة بين الجميع.. وإنهاء كل الخصومات.. وهو ما يعنى وبوضوح غلق ملف الانتقام.. خصوم الإخوان الحقيقيون موجودون بالشارع والفضائيات.. أما رجال النظام السابق رجل أعمال أو سياسيين هم الأقل خصومة.. فهل نغلق ملف الانتقام؟! السؤال لقيادات الإخوان المسلمين أعضاء الحزب الحاكم.