الأربعاء 17 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشباب.. فى الأهرام (1)

الشباب.. فى الأهرام (1)






طلب الرئيس السيسى من جريدة الأهرام تنظيم مؤتمر شبابى أسوة بالمؤتمر الاقتصادى الذى نظمته الأخبار.
البعض يرى أن المؤتمر الاقتصادى بالأخبار الأهم من مؤتمر الأهرام الشبابى، لكن الواقع أن الاقتصاد أرقام وأفكار لعمليات حسابية من السهل تطويعها لصالح الخطط وهناك مؤشرات تمنح المراقب سهولة الحكم على خط السير.. إذا العملية الاقتصادية برمتها تعتمد على قواعد واضحة وأرقام لا تكذب وقد نجحت الأخبار فى توضيح الكثير من الحقائق الاقتصادية وكشفت عن الاسباب ووصفت طريق النجاة.
بينما دور الأهرام فى فتح نقاش حول المشاركة بشكل عام داخل المنظومة الشبابية هو أمر بالغ الصعوبة لأن العملية هنا نقاش وحوار ورغبة وتصادم واختلاف وحقائق وأوهام ومصالح ورؤية ذاتية وصعوبة اتفاق، واستعراض عضلات على حقائق غائبة.. وحلم يصطدم بالواقع والمحصلة قرارات وشعارات وأوراق قد تنضم لما سبقها!! بالادراج.. التعامل مع الشباب هو أخطر أنواع التعامل وأكثرها صعوبة.
الشباب بحكم تفكيره وتكوينه متسرع.. رافض.. وهو يحتاج حكمة وسعة صدر ووقتاً وجهوداً قد لا تتوافر فى الكثير ممن يعملون معه.
الشباب فى الأهرام للبحث عن المشاركة وخبرتهم للعمل العام أو لبناء الوطن ولكن علينا أن نتفهم أن المشاركة أمام الشباب نوعان: مشاركة ذات وسائل سلمية مثل المشاركة فى التصويت.. الترشيح.. عضوية الأحزاب.. مشاركة عامة.. بينما المشاركة غير السلمية محددة فى المظاهرات والاحتجاجات والتجاوزات بكل أنواعها.. لاحظ خطورة تلك التشابك بين أهداف وطرق المشاركة والاعتماد على نصوص أو توجهات أو قناعات دون ضوابط.
هناك مشاكل متنوعة أيضا مثل كيفية تربية الكوادر الشبابية داخل الأحزاب أو أى تكتلات أخرى.. كاميرون رئيس وزراء بريطانيا لم يتم ترشيحه من مسئول ليتولى منصبه.. بل تم اعداده داخل أروقة حزبه.. أوباما كان عضوا بالكونجرس وبوش الابن كان حاكماً لولاية أمريكية.
هكذا تصنع القيادات ويتم الدفع بها فى مصر - الآن - المناصب بقرارات.. أيام الرئيس مبارك تم اصدار قرارات بتعيين ثلاثة نواب لأى وزير من الشباب ونائبا للمحافظ لكن بمرور الوقت ماتت التجربة الآن بعد يناير 2011 أصدر د.الببلاوى قرارا بتعيين نائبين من الشباب لوزيرى الشباب وآخر للرياضة.. وماتت التجربة أيضا لأن من تم اختيارهم قليلو الخبرة والتجربة.
إذا يجب أن نناقش فى مؤتمر الأهرام عملية كيفية تربية الكوادر الشبابية داخل الأحزاب.. مع التأكيد بأن أحزابنا الحالية حقيقية التكوين والمكون الشبابى فيها ضعيف.. وهو ما اتضح فى قرارات عاطفية بتسهيل تشكيل أحزاب شبابية أعتقد أنها تلاشت ولم تنجح ولن تنجح.
الشباب مستعجل نعم عاوز يدخل النهاردة الحزب وبكره يبقى رئيس للحزب أو وزير.. وهم رافعون شعار «عملنا الثورة علشان نحكم» وأعتقد أن اختفاء أكثر من 32 ائتلافاً شبابياً بعد يناير 2011 أمر يؤكد أن ما يحدث مع الشباب من جانب الكبار بالاحزاب أو غيرها لا يتعدى رشاوى من أجل الصمت والسكوت.
وأعتقد أيضا أن سقوط الأحزاب وفشلها فى التعامل مع الشريحة الشبابية أمر واضح ومؤكد فالطرفان غير راضين عن وثيقة العمل بينهما.
وهناك من الحقائق ما يؤكد على ضرورة إعادة النظر فى قواعد العمل مع الشباب داخل وخارج الأحزاب.. وأيضا كيف يمكن أن نساعد فى صقل التجارب والدفع بمن يستحق منهم إلى المناصب العليا..
يتبع