
كمال عامر
الشباب.. والمخاطر
■ حتى الآن فشلت كل الجهات فى جذب الشباب للمشاركة المجتمعية.. ما يحدث من جانبهم فى هذا الشأن أمر شخصى
العملية ليست مؤتمراً وكلاما مكررا ومحاضر بيتكلم من أوراق.. لكنها سياسة وخطة ووقت وصبر.. ما يدور محاولات والنتيجة مؤتمرات تتحول لصراخات.. شباب مصر فى خطر..
■ مخطئ من يظن أن مصر خرجت من مؤتمرات محور الشر من دول وهيئات وتنظيمات.. البلد مازال مهدداً.. هناك قوى تحاول بكل الطرق أن تظل مصر داخل صندوق محكم الغلق على الأقل للتحكم فى مسار الحياة بها.. محور الشر فشل فى معركته الأولى لتقسيم مصر وتغذية الحرب الأهلية.. فيها.. ولكن مازال حتى الآن يناوش ويعمل لإلحاق الأذى بالبلد..
الرئيس السيسى نجح فى فك الحصار المفروض على مصر.. وجذب الانتباه إلى دور مصر المحورى فى ضبط إيقاع المنطقة..
مصر خارج الصندوق الآن وأقصد بالصندوق الضوابط المفروضة من الغرب وأعتقد أن مصر تمردت على تلك النظرية.. لكن مازالت الحرائق حولنا.. وإعادة صياغة حدود الدول مستمرة فى سوريا واليمن والعراق.
الغرب لن ييأس من تطبيق الخطة «2» بعد أن أفشل الرئيس السيسى والشعب المصرى الخطة «1» والتى كانت تهدف إلى تقسيم مصر وتغيير الحدود للدول العربية.. الخطة 2 يسعى الغرب من خلالها لتحديد ومحاصرة مصر وأعتقد أن الشعب المصرى والقيادة يجب أن يدركوا خطورة الموقف وعلى جميع فئات المجتمع المساعدة فى إفشال الخطة «2»..
حصار مصر يجرى على قدم وساق.. فى اليمن ظهور التيار الشيعى والاستيلاء على صنعاء أمر مزعج.. وفى ليبيا الغرب يرفض تكملة العمليات العسكرية لفرض الأمن المفقود بعد أن أحرقوها وأشعلوا النيران يرفضون أن يخمدوها وليس من المستغرب أن نستيقظ على قلق من الجنوب أو من جهات أخرى.. مصر لن تسقط ولن تركع نعم.. لكن الحصار أمر ليس بيد المصريين الذين دافعوا عن أنفسهم ضد فكرة التقسيم والحرب الأهلية.. وعلى شرائح المجتمع من أحزاب تسعى للبرلمان وشباب مستعجل يتمسك بالقشور دون المضمون.. وعمالة لم تقدم ما يتلاءم مع ما تحصل عليه.. وإعلام يرفض أو فشل فى حجز دور له فى بناء الدولة..
علينا أن نعيد النظر فيما يحدث.. ربما نحتاج إلى استنفار ذاتى لحماية البلد ومستقبله.. والمؤكد أن إرادة المصريين أصبحت علامة مميزة لهم عند دوائر الغرب.. وهذه الإرادة كانت وراء عودة مصر للمصريين واسترداد إرادتهم وحماية مستقبلهم.. هذه الإرادة أرى أن هناك جيوباً تحاول استنزافها وتوظيفها لصالح الهدم لا البناء.. الجدل لا الاتفاق وهو ما يفقدنا عنصر التركيز فى البحث عن أفكار لمقاومة مؤامرات الغرب.
على المصريين إدراك ما يحدث والانتباه لأن تقسيم العالم العربى وتغيير الخرائط مؤامرة مازالت مستمرة ولم تسقط بثورة 30 يونيو.. حتى لو اتخذت أشكالاً أخري.
استنزاف الموارد المصرية هو الهدف فى النهاية لتجويع الشعب وركوع البلد وبالتالى تمرير الأجندة الأجنبية بشأن إقامة منطقة خضراء عازلة فى أسيوط على مساحة 10 آلاف فدان صورة طبق الأصل من منطقة العراق وتقوم أمريكا بتخزين السلاح فيها دون أى رقابة من مصر.. الغرب لن يهدأ فى تحقيق هدفه.. ولكن أنا أراهن على إرادة المصريين وإدراك القيادة السياسية للمخاطر التى تحاصرنا.. الكرة فى ملعب الناس.