
كمال عامر
اغتيال مرتضى.. دروس مهمة!
■ علمونا الرياضة أخلاق وقيم حميمة، ومساحة جمال مفيدة للعقل والجسد والروح والأخلاق.. زمان فتحنا عنينا على رسوم على سور المدرسة لمصطلحات جميلة وتشبيهات أجمل للرياضة يرفعها شاب ذو عضلات.
■ مع الأهلى والزمالك والخناقات الكروية والمشاجرات بين أطراف المنظومة الرياضية.. رصدت الخلافات وأدوات الخناقات وكانت محصورة فى تصريح صحفى.. وبلاغ أو كلمة بصوت عال.. هكذا تعلمت حدود الخلاف وتأكدت من نظافة المنظومة الرياضية.. بمرور الوقت بدأت تدخل للملاعب ظاهرة الطوب والزجاجات الفارغة.. لكن أيضًا فى الحدود الآمنة.. وتطور الخلاف إلى الدم والقتل، كما حدث فى سيناريو بورسعيد وقتها تسابقت الأطراف فى إلقاء تهمة انتقال القتل والدم من الشوارع إلى الملاعب.. كل طرف حاول أن يبرئ نفسه فألقى التهمة على الجانب الآخر.. مع الأسف أهملنا دراسة السبب الحقيقى لظاهرة الدم فى الملاعب الرياضية.. وأعتقد أن دماء السياسة اختلطت وغطت على القتل أو الموت فى الملاعب الرياضية لم نستمع أو نرصد الظاهرة الجديدة على ملاعبنا.. أهملنا درس بورسعيد فوقعنا فى فخ عملية اغتيال مرتضى منصور رئيس الزمالك مرة بالرصاص ومرة بماء النار، وهذه جريمة مكتملة الأركان.. مرتضى منصور يقود ناديًا من أكبر الأندية المصرية، يحاول أن يصنع انتصارًا يدخل به تاريخ الأبيض، وهو يعمل احتدم مع بعض الجماهير وكان الرد إطلاق الرصاص على مرتضى وثارت مصر وغضب الجميع لأنها المرة الأولى التى تطارد شخصية رياضية وتتعرض للاغتيال حيث لم يسبق أن مجرد استمعت لمثل هذا الحدث!
■ مرتضى منصور ليس وحده فى هذا الشأن.. هو ضحية ويجب أن تتوقف عند هذا الحدث، والحمد لله على نجاة رئيس الزمالك من حادث الاغتيال ويجب أن ندرس ظاهرة الاغتيال فى الوسط الرياضي.
■ جماهير الوايت نايتس أعلنت مسئوليتها عن حادث سلق وحرق مرتضى منصور أمس الأول والأمر مما يحتاج لوقفة.. إذا كانت الداخلية قررت أن تطهر الجامعات من المتطرفين والإرهابيين.. إذا علينا أيضًا أن نتكاتف معًا لتطهير الرياضة المصرية وملاعبها من المتطرفين أو المتعصبين.. الأمر هنا لا يحتاج للتفكير.. مقاومة العنف فى الرياضة المصرية مسئولية كل من يعمل فى هذا المجال لاعبًا، إداريا، عضوا أو رئيس اتحاد أو ناقدًا رياضيًا وإعلاميًا.. ولو لم نحارب هذه الظاهرة.. فاليوم مرتضى منصور وغدًا صحفى هاجم الوايت نايتس أو الألتراس أو غيرهما.. اليوم مرتضى منصور وغدًا أى رئيس ناد قد يقدم على عمل يغضب على أثره جمهور ناديه.. العمل الرياضى تطوعى.. وليس من الأخلاق أن يموت المتطوع رميًا بالرصاص أو حرقًا بماء النار... والرجل هنا يعطى لناديه جهدًا وفكرًا ووقتًا دون أن يحصل على مقابل.. العنف الذى ظهر أخيرًا داخل المنظومة الرياضية.. حتى الآن فرديًا وأعتقد أن استعانة بعض التيارات السياسية بشباب المشجعين للكرة فى حربها ضد تيارات أخرى أعطى هؤلاء الشباب «خبرة» و«جرأة» على تطوير الغضب من طوبة إلى طلقة رصاص ومن كلمة إلى الرش بماء النار.. الشارع السياسى أضر بالجماهير الكروية عندما دفع لها لحرق اتحاد الكرة ونادى الشرطة ومحاولة حرق وزارة الداخلية.. وأعتقد أن من استغل هؤلاء الشباب منذ يناير 2011 حتى يونيو هو المجرم الحقيقى الذى درب هؤلاء على الجرأة التى وصلت إلى إطلاق الرصاص أو محاولة حرق رئيس نادى الزمالك.. نعم السياسة «لوثت» الرياضة.. وصدرت لها أسوأ أنواع التعامل.. ويجب معالجة الموقف فورًا.. لا يمكن لعنصر من المنظومة الرياضية أن يتخلف عن تقديم المساعدة لعلاج ظاهرة التطرف بين جماهير الكرة المصرية اليوم مرتضى منصور.. وغدًا رئيس ناد آخر.. أوقد أكون أنا أو أنت أو غيرنا.
احذروا ظاهرة انتقال الاغتيالات من الشارع إلى الملاعب.