
كمال عامر
الجامعة الأمريكية.. غضب من أجل الآباء
■ غضب عدد كبير من طلاب الجامعة الأمريكية من قرار إدارة الجامعة بزيادة المصروفات الدراسية وتداعيات الغضب تبدأ من حرب على الـ«فيس بوك» مروراً بالامتناع عن حضور الدروس والمحاضرات وأخيراً حصار البوابات من الخارج وهى أمور يجب أن تتوقف فوراً.. لأن استمرارها يعنى تشويه صورة الجامعة تماماً والطلاب.. الأمر فى غاية البساطة فيما لو أن إدارة الجامعة أوقفت زيادة المصروفات، خاصة أن الطالب عندما يلتحق بالجامعة لا يتصور أن المصروفات قد تصل فى السنة النهائية إلى زيادة 50٪ وهو ما لا يوجد أو يتواجد فى أى نظام تعليمى فى مصر سواء خاص أو حكومى!
من غير المعقول ألا تنصت رئيس الجامعة الأمريكية د/ليسا أندرسون لآلام أسر الطلاب.. لأن الأزمة الاقتصادية فى مصر وصلت إلى كل البيوت لم يعد أحد يعمل أو ينتج بل والأخطر أن المصرى غير آمن على حياته وليس عمله فقط.. وأن فلسفة المساعدات المالية فى الجامعة الأمريكية للطلاب غير عادلة، حيث إنها محصورة فى نسبة الزيادة السنوية لعام واحد فقط، وهى لا تتلاءم مع الظروف الصعبة التى تواجه أسر الطلاب!
لا أعلم لماذا إصرار المسئولين عن الجامعة الأمريكية على سياسة العناد التى تدفع للأساتذة والإداريين وغيرهم الملايين.
الأزمة الآن محصورة فى إما أن تستطيع الجامعة الأمريكية المحافظة على مكانتها على الأقل المعنوية وتاريخها وسط الجميع.. أو تجد نفسها مثلها مثل أى جامعة أخرى وقد انتقل لداخلها كل مشاكل الشارع المصرى بما فيه من انفلات.. وقتها ستجد المجموعات الثورية وقد انتقلت إلى داخل الحرم الجامعى.
وقد تغلق الجامعة أبوابها فى هذه الحالة.. ولا أحد يريد غلق الجامعة الأمريكية ولا أحد من الطلاب أو أولياء الأمور يتمنى تعطيل الأولاد دراسياً.. لكن سياسة «العند» بالمصرى أو «الرفض» بالأمريكانى غير مجدية الآن.. أنا لدى يقين أن هناك مجموعة من المصريين يديرون أزمة الطلاب بالجامعة الأمريكية والدليل قرار الجامعة بمنع الدراسة الخميس بعد أن وصل عدد الرافضين للدراسة إلى 1200 طالب وطالبة وكاد أن يزداد.. قرار إدارة الجامعة بخلع أبواب إحدى البوابات حتى لا ينجح الطلبة والطالبات الرافضون لزيادة المصروفات فى سياسة المنع وتفويت الفرصة يدل على أن التخطيط ليس أمريكياً بل مصرياً!.
■ رسالة إلى د/ليسا أندرسون رئيس الجامعة الأمريكية: الاضرابات والاعتصامات تشمل كل الجامعات والشوارع وسط هذه الاضطرابات يجب المحافظة على مقومات الجامعة الأمريكية.. ثورة وغضب الطلاب مبررة لأن الأسرة المصرية تعانى.. وعملية الخصومات التى تقدمها الجامعة أراها وهمية.. لأن التخفيض 10٪ يعنى إعفاء الطالب من الزيادة لعام دراسى واحد.. وبوضوح الطالب الذى التحق بمصروفات 100٪ ألف جنيه سنوياً عليه أن يدفع 10 آلاف جنيه زيادة يعنى لو وصل للفرقة الثالثة مثلاً تكون الزيادة فى حدود 60 ألف جنيه.
التخفيضات مزاجية ولا شروط لها والجامعة الأمريكية شأنها مثل غيرها لا داعى للشرح!.
هناك أمور قد تكون فيها ازدواجية لكل العاملين.. فيها ميزة غير متوافرة فى أى جامعة وهى إلغاء المصروفات تماماً لثلاثة أبناء لكل من يعمل فيها!.. وهو أمر يوضح كيفية مقاومة العاملين بالجامعة الأمريكية لطلب الطلاب العادل بوقف زيادة المصروفات.
تعلمون سيادتكم المعاناة التى يعيشها المصريون وهناك أسر وجدت نفسها أمام متطلبات مؤلمة .. موقف الطلاب وغضبهم من حكاية رفع المصروفات هو انعكاس لموقف الأسرة ولا داعى لإدارة الجامعة التشهير بآلام الطلاب.. وقدرة المسئول على ابتكار حلول المشاكل هو النجاح بعينه.. خارج أسوار الجامعة.. حلول كاذبة ووعود كاذبة لا لون لها ولا طعم ولا أريد أن ينتقل هذا المشهد المؤلم إلى داخل الجامعة الأمريكية.. أنا أرى أن القيم الإنسانية التى يتم تدريسها وتعليمها لطلاب الجامعة فيها تحصين لهم ضد الانفلات والغوغائية والشغب غير المبرر.
لا أحد يرغب أن يخسر ما تعبوا بشأنه الطلاب وأولياء الأمور وإدارة الجامعة.. لذا يجب وقف زيادة المصروفات الدراسية على الأقل للطلاب القدامى.
الجامعة الأمريكية ليست مشروعاً تجارياً مثل غيرها.. ولا تسعى للربح وهى مطالبة بحل مشاكل الطلاب بدون عند!