
كمال عامر
مساندة الأهلى
طبعًا يواجه المصريون مجموعة من المواقف الصعبة فى السياسة والاقتصاد.. حالة من الانفلات المتنوع، والنتيجة انشغالنا بما لايفيد.. غياب العقل وراء تداخل المواقف واختلاف الألوان.. وحتى الآن أشعر بأن المسافة التى نقطعها للأمام.. تعود بنا للخلف.. وقد يكون هناك من يسعده ذلك.
خروج المنتخب الوطنى من تصفيات أمم أفريقيا زاد حزن الشارع.. فى الوقت الذى تجمعنا الرياضة وتجذبنا إليها ويدور حوارنا حول لون الفانلة والتشجيع التشكيل وخطط المدرب. قرار حكم مستوى لاعب.. وكرة وصفارة فى الرياضة وكرة القدم بالذات الخلاف يدور حول تلك العناوين.. وفى النهاية آخر الاختلاف.. كلمة منفلته.. بينما فى السياسية أجد الكلمة المنفلته تراجعت وحل مكانها قدائف لولا قرارات الداخلية بمنع تبادل الرصاص لربما وجدنا قتلى.
فى الرياضة خلافى مع الأشخاص حول مجاملة الأهلى وظلم الزمالك المتعمد والموروث.. وإدارة الأحمر التى نجحت فى تسويق حقوق البث للأهلى مقابل 37 مليون جنيه وهناك مفاوضات حول الرعاية بمبلغ مفاجأة.
الخلافات بين تومى فان الزملكاوى ونمر أهلاوى هو حرص كل طرف على تفوق ناديه وحمايته.. وهى أمور ضمن القاموس الرياضي.
الرياضة تجمعنا.. والسياسة تقتلنا وتفرقنا وهو ما يحدث.. وسط هذا الجو الخانق ألمح شعاع ضوء قد يساعد فى خروجنا من الأمراض التى تواجهنا!! الأهلى فى المحطة النهائية للكونفدرالية.. مساء بعد غد السبت.. الأهلى يحمل حلم المصريين.. جماهير اللعبة أهلوية وغيرها ينتظرون الأحمر بطلًا للقارة السمراء.. على الأقل لمسح آثار آلام خروج الفراعنة للمرة الثالثة على التوالى من التصفيات الأولى لأمم أفريقيا والأهلى قادر - كعادته - على تحقيق الانتصار وتعويض خسارته أمام سيوى سبورت الإيفوارى.
الأهلى على موعد مع التاريخ.. والحقيقة المؤكدة أن الأحمر لم يعاند آمال مشجعيه.. الأهلى فى موقف صعب بالنسبة لاهتمام كل المنظومة الرياضية بمبارياته وأهمهما السبت.. لأن الناس معذورة، وعاوزه تفرح.. وهو الفريق الوحيد الذى وصل لنهائى بطولة وعليه أن يحققها كهدية لكل المصريين.
أعملها ياأهلى.. ناس اتخنقت من حمدين.. والإرهابيين وتجار الدين.. والغلاء.. وميزانية مثقلة بالهموم وناس لا ترغب فى العمل.. ورئيس حلمه أن يقدم للجيل الحالى بلداً مستقراً ومزدهراً.. ووزراء ما زالوا يبحثون عن دور.. وسط هذا الجو المشحون بالتوتر.. يبقى الأهلى وانتصاره هو البسمة.