الإثنين 29 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيارة.. والطيارة!

السيارة.. والطيارة!






 

سيظل الأهلى والزمالك هما عنوانا الرياضة المصرية.. والصراع بينهما أحد أركان اللوحة الجميلة للمشهد.
تعصب الجماهير لكل منهما مشروع.. والهتاف للأهلى والهجوم ضد الزمالك مشروع.. ومناصرة الأبيض والبحث عما يربك الأحمر جميل.. التراس أهلاوى يشجع ناديه.. ويحمس لاعبيه وأيضاً دوره وقف تقدم الزمالك وبأى شكل.. أيضاً من حق الوايت نايتس أن يشجع فريقه.. بكل الطرق.. يزرع الحماس ويدفعه للفوز وتحقيق الانتصارات ورفع روح اللاعبين، وأيضاً من مهامه البحث فى ابتكارات للتشجيع وعرقلة مسيرة الأحمر.
هذه المشاكل الجماهيرية أو ما نطلق عليه الفوضى.. جزء مهم من متعة كرة القدم.
تصوروا.. الكرة بدون الأهلى.. دورى لا طعم له.. حتى جماهير الأحمر لن تجد نفسها متمتعة.. ولن تجهد نفسها لأنها غير معرضة للضغوط أو التوتر وهما سلاح التفوق.
فى نفس الوقت دورى.. أو كرة القدم بدون الزمالك.. أولاً قد يسعد هذا القرار بعض الأهلوية.. لكنه فى المجمل العام.. الدورى بالطبع لن يكون له طعم.. ولن يجذب إلا المتعصبين ولن تتطور كرة القدم فى مصر.
إذن الصراع بين الأهلى والزمالك بكل أشكاله أمر أراه ضرورياً ومشروعاً.. حتى خطط تخويف الحكام وإرهاب الإعلاميين وكلمة هنا أو من هناك.. أنا شخصياً أتابع كل ما ينشر أو يكتب عن هذه الفوضى الجميلة والمطلوبة وأرى كرة القدم علاجاً.. لى ولغيرى.. لأننا «نصرخ» على ضياع الفرصة و«نصرخ» على الهدف.. و«نصرخ» عندما يتعرض فريقى أو لاعبى المفضل للظلم فى كرة أو هدف يدخل مرماه أو العكس.
وفى ملاعب كرة القدم تلغى الفوارق وتذوب تماماً.. قد تجد نفسك محتضناً من يجلس بجانبك عندما يسجل فريقك هدفاً.. هذا الجالس بجوارك لم تهتم لا باسمه أو بعمله ولا بصفته.. هو مواطن يشاركك الفرحة والصرخة.
إذن عندما يهاجم الأهلوية نادى الزمالك من أجل أتوبيس فريق الكرة.. أرى أن جمهور الأحمر لا يفقد حماسه فى مطاردة الأبيض خوفاً من يوم يستيقظ الزمالك ويطيح بالآمال الحمراء.. لذا لن يهدأ المتعصبون للأهلى فى تصدير كل سبل القلق وأنواعه للمعسكر الأبيض.. ليظل الزمالك بعيداً عن بطولة صادرها الأحمر.
إذن ليس من المستغرب أن يدقق الأحمر فى أدق تفاصيل الأبيض لاستغلالها حتى لو كان شكلاً جديداً أو إضافة لفريق الكرة للتنقل من خلال أتوبيس مخصوص.. والأهم أن جماهير الأهلى عادة ما يصطنعون المواقف لزيادة غضب رئيس الزمالك.. لأنهم يعلمون رد الفعل الذى عادة ما ينعكس على خسائر للزمالك.. فى نفس الوقت الجماهير البيضاء لا تترك فرصة لعرقلة الأحمر إلا واستغلتها.. باللجوء إلى الله.. أو تجييش الحكام.. أو البحث فى أى ما يقلق الأحمر أو يسبب له توتراً.
جزء من متعة كرة القدم فى مصر الصراع بين الأحمر والأبيض.. وجماهير الأندية وأيضاً الصحافة الرياضية.
أنا شخصياً.. فخور بأن فى بلدى مجموعات شبابية تمثل الالتراس والوايت نايتس وغيرهما.. تشجع وتصرخ وتزلزل الملعب وتهدد كل من يتوهم أنه قد يلحق الضرر بالناديين.. جابوا أتوبيس.. جابوا طيارة كلها فوائد للناديين.. وتصب لصالح لعبة كلنا نعشقها.