براءة.. القاتل

والله العظيم هذا حصل.. يوسف ابنى 17 سنة لاعب كرة.. لا يترك أى مباراة للأهلى أو للزمالك والمنتخب.. كان حاضرًا الأهلى مع الشرطة، مستعدًا لمباراة الزمالك وانبى.. وفى الرابعة قبل المباراة قال لى: «يا نهار أسود.. فيه درس النهاردة ينتهى قبل المباراة بنصف ساعة»، قلت.. خلص الدرس واذهب للمباراة.. وأضاف «دى هتبقى مباراة نار يا معلم.. طرفها الزمالك المتصدر وإنبى الذى يطارده.. اتصل بى يوسف قائلاً: وناس بتموت.. أصحابى اتصلوا بى من هناك.. من أجل مباراة.. ومن أجل تشجيع فريقه.. عاد جثة إلى أهله.. هذا حال قتلى جمهور الزمالك أمام استاد الدفاع الجوى..
القصة واضحة.. احنا مبنتعلمش.. سيناريو مجزرة استاد بورسعيد مكرر.. جمهور برىء سقط تحت الأقدام ولقى مصرعه.. لا رصاص ولا خرطوش.
الخلاف فى الأسباب والطرف الثانى.
جمهور الزمالك المخلص لناديه صدق أخبار منشورة على لسان مسئولى الزمالك.
إبان المباراة ببلاش.. طلاب الجامعات حضروا المحاضرات وبعدها ذهبوا إلى ستاد الدفاع الجوى.. والبسطاء من الجماهير والغلابة صدقوا أيضًًا.
أمام الاستاد قتل عدد من جماهير الزمالك نتيجة الزحام ورغبة الهروب من الغاز القاتل.. مع الأسف معظم المعلقين على الحادث المؤلم.. والصادم.. كل واحد منهم أراد أن ينفث عما بداخله تجاه خصم له وكأن هؤلاء لم يرغبوا فى تمرير الحادث دون استفادة!!
البعض لعن أبو اتحاد الكرة.. الأمن ووزارة الشباب.. وهم غير مدركين أن الجانى الحقيقى هو من خدع الجماهير ولعب دورًا فى أن يذهبوا لاستاد وهو مهندس التصادم.. هذا المسئول أو الشخص وراء كل تداعيات السيناريو.. اتحاد الكرة كان من الممكن أن يلغى المباراة لكن يظهر أن الأمن أرادها أن تقام كتحد لصالحه.
التحقيق فى المذبحة أمر يهمنا على الأقل لنتعلم ثم نقدم المحرض للعدالة مهما كان منصبه وأيضًا لإرضاء أهالى الضحايا.
ما ذنب هؤلاء الأبرياء أن يعودوا لأهلهم قتلى! ما ذنب هؤلاء الأبرياء فى أن يعاقبوا بالقتل وكل ذنبهم أن كلاً منهم متحمس لناديه ويتعامل معه كأنه الحياة.
نعم جمهور مجنون يحب ناديه، قد تكون درجة الحب أكبر ولكن فى المقابل الزمالك حياته والمشجع متقبل وراض.
مع الأسف أنا حزين جدًا من إعلام منفلب.. يحاول أن يركب الموجة كعادته مرة بهجومه على شباب الروابط من المشجعين ظنًا منه أن هذا سيزيد من شعبيته وأيضًا، طبعًا متأكد من أن نتيجة التحقيق ستشهد براءة القاتل والقبض على القتيل.. لأن المتهم هو الإهمال.