الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا لغزو سوريا

لا لغزو سوريا




■ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة تقدم باقتراح لحل الأزمة السورية حدده بضرورة تشكيل جيش عربى للتخلص من نظام الرئيس بشار الأسد.. وهو ما يعنى بمفهوم بعض دوائر المعارضة للنظام السورى تحرير سوريا عسكريًا.. أيًا كان الرأى الرسمى أو الشعبى تجاه ما يحدث فى سوريا يجب عدم الخلط ما بين دول قد ينجح فيها مثل هذا الأمر وأعتقد أن ليبيا تجسيد.. ودول أخرى من الصعب أن تنجح التشكيلات العربية فى حسمها وسوريا تمثل هذا النموذج.. وهناك فارق كبير عن تدخل دول العالم فى العراق.
تلك الدول تملك أسلحة وذخيرة عسكرية قوية وأسلحة متنوعة معروفة وسرية وأيضًا تملك الأموال..
الحالة مختلفة مع سوريا فيما لو تدخل جيش عربى والأهم أن مصر شاركت فى حرب العراق وكانت هناك ظروف مختلفة عما هى الآن.. تدخل الجيش المصرى مع جيوش عربية وقبول مصر لدعوة أمير قطر فى هذا الشأن أمر غير مقبول.. لأن الجنود العرب فى تلك الحالة هم السلاح الرئيسى والضحايا حتى لو قدمت الدول الغربية مساعدات لوجستية من أسلحة أو معلومات استخباراتية.. على الرئيس مرسى تدارك الفخ المنصوب للقوة العسكرية المصرية والعربية..
الغرب أراد أن يقضى على سوريا بيد عربية والمستفيد من تحطيم قدرتها العسكرية والبشرية هنا إسرائيل وأمريكا وهو نفس سيناريو العراق والنتائج التى حققها هذان الحليفان من تلك الحرب معروفة العراق الآن وبعد الحرب عليه ممزق.. ولا أحد يريد لسوريا أن تعيد المشهد المؤلم للعراق.
أدعو الرئيس مرسى وحزب الحرية والعدالة والإخوان المسلمين تحديدًا إلى عدم الوقوع فى الفخ بالموافقة على اشراك الجيش المصرى فى حرب لتمزيق وضياع سوريا حتى لو كان تحت غطاء عربي.. دماء المصريين أغلي.. ودماء الشعب السورى أيضًا.. وإذا كانت هناك حقوق للشعب السورى عليهم أن يتفقوا على شكل التغيير وطريقته لتحقيق مطالبهم، التدخل العسكرى مرفوض تمامًا وتوريط الجيش المصرى مرفوض أيضًا وحتى التدخل العربى فى الشأن السورى مرفوض.. علينا أن نتعلم من التاريخ مع الأسف الزعماء العرب على دراية تامة بمنحنى الأمور.
وأكرر تحذيرى بعدم الانغماس بالشأن السورى عسكريًا.. سوريا غير ليبيا..
والأهم لا يريد أى عربى أن نفقد سوريا كدولة هى شقيقة لنا مثلها والسعودية والكويت والجزائر والسودان.. لا أحد يرغب فى خروج سوريا من خريطة العالم المؤثرة بفعل فاعل ولحساب إسرائيل وأمريكا وأصدقاء الطرفين وخذوا العبرة من العراق..
 
[email protected]