سلاطنة المبتهلين على موائد أفطار رمضان

محمود ضاحى
كتب - محمود ضاحى
مع آذان المغرب يصافح الملايين قلوب المنشدين خلال فترة الإفطار بأحلى الابتهالات التى تسمو مع مشاعر المسلمين.. فهم علامات مميزة فى عالم الإنشاد.
«الشيخ سيد محمد النقشبندى»، ولد فى 1920 بقرية دميرة بالدقهلية، ثم انتقلت أسرته لمدينة طهطا بالصعيد، ولم يكن بلغ العاشرة وفيها حفظ القرآن وتعلم الإنشاد الدينى فى حلقات الذكر بين مريدى الطريقة النقشبندية، ومازال صوت «النقشبندى» أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم.
وذاعت شهرته فى محافظات مصر والدول العربية، وسافر لسوريا لإحياء الليالى الدينية فى مدنها بدعوة من الرئيس الراحل حافظ الأسد، وزار أبوظبى والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربى ودول الخليج ومعظم الدول الإفريقية والآسيوية.
الشيخ عبدالرحيم دويدار، أحد المبتهلين المشهورين ، ولد ونشأ فى أسرة قرآنية، ورث عن والده حب القرآن الكريم وتلاوته.
تعلم الشيخ قواعد القراءة وأحكام التلاوة على يد كبار شيوخ القرآن فى مصر فى حقبة الأربعينيات والخمسينيات، واستمرت رحلته مع القرآن سفيراً حتى تم اعتماده فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى قارئا للقرآن الكريم فى الإذاعة والتليفزيون المصريين.
«نصر الدين طوبار» منشد إسلامى وقارئ قرآن، ولد عام 1920 بالمنزلة بمحافظة الدقهلية وتوفى فى 6 نوفمبر عام 1986.
حفظ القرآن الكريم وذاع صيته فى مدن وقرى محافظة الدقهلية ونصحه أصدقاؤه بالدقهلية أن يتقدم لاختبارت الإذاعة وبالفعل تقدم إلى اختبارات الإذاعة لكنه رسب خمس مرات متتاليات، إلا أن إصرار من حوله لاقتناعهم بصوته، دفعه إلى دخول اختبارات أصوات قراءة القرآن والإنشاد الدينى للمرة السادسة، وكان أن نجح فى السابعة. الشيخ طه الفشنى أحد أعلام قراء القرآن والمنشدين المصريين، ولد سنة 1900م بمدينة الفشن بمحافظة بنى سويف صعيد مصر.
حضر الشيخ طه إلى القاهرة، و التحق ببطانة الشيخ على محمود، ثم ذاع صيته بأنه قارئ ومنشد حسن الصوت والتحق بالإذاعة سنة 1937م، وعين قارئاً لمسجد السيدة سكينة سنة 1940 وحتى وفاته. لقب بـ«سلطان المبتهلين»، وكان يسهر عشاق صوته حتى الفجر ليستمعوا إليه عبر الإذاعة فى رمضان، وهو يتلو القرآن الكريم ثم يؤدى الابتهالات ويرفع الآذان، وأيضًا حين ينشد التواشيح بمولد السيدة زينب، بنبرة صوته التى تفوح منه المصداقية والروحانيات.
الشيخ طه الفشنى، حُفر اسمه فى الذاكرة رغم تقلب الأيام وتعددها، ولا تزال تسجيلاته شاهدة على نبوغه وعلمه بأصول التلاوة، فضلًا عن ميراثه فى الإنشاد الدينى الذى ارتبط بشهر رمضان فى مصر والعالم الإسلامى، فحظى بعدة ألُقاب منها «صوت الخلود»، «مقرئ الملوك والأمراء»، «رائد الإنشاد الدينى».
روى أنه بدأ حياته كمطرب، وشارك مع أم كلثوم وعبدالوهاب فى إحياء حفل زواج الملك فاروق، وكان فى وسعه أن يستمر فى الغناء لولا النزعة والتربية الدينية التى اكتسبها من أسرته المتدينة ودراسته فى الأزهر، فاتجه إلى القرآن الكريم والتواشيح الدينية. ولد فى بنى سويف عام١٩٠٠، بدأت نشأته الدينية حينما درس فى الأزهر الشريف والتى حسمت مساره، وكان والده يعمل تاجرًا للأقمشة، وحرص والده على إلحاقه بإحدى المدارس الابتدائية ليتلقى تعليمه، وألحقه بكتاب المركز لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، أتم حفظه فى سن العاشرة على يد العزيز السحار أحد علماء الأزهر آنذاك، وحصل على شهادة القراءات العشر، والتحق بالإذاعة المصرية عام 1937، وكان ذلك بمثابة نقطة تحول فى حياته وانطلاقة جديدة له فى طريق الشهرة والتألق. ولجمال صوته، اختارته الخاصة الملكية عام1943 لإحياء ليالى شهر رمضان، وحتى قيام ثورة 1952 كان يقرأ القرآن بقصرى عابدين ورأس التين فى الإسكندرية، ويستمع الملك فاروق إلى تلاوته التى تمتد 45 دقيقة، فضلُا عن الدعوة الملكية لشخصه لتناول طعام الإفطار على المائدة الملكية فى شهر رمضان من كل عام، وكان القارئ المفضل للزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذى أهداه طبقًا من الفضة الخالصة ممهورًا بتوقيعه، ومن بعده الرئيس الراحل محمد أنور السادات.