الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سوسن بدر: الوصول إلى الله لا يحتاج «حجاب»

سوسن بدر: الوصول إلى الله لا يحتاج «حجاب»
سوسن بدر: الوصول إلى الله لا يحتاج «حجاب»




تغيبت سوسن بدر فى رمضان هذا العام عن الشاشة الصغيرة، وهى التى اعتادت أن تمتع جمهورها كل عام بأدوار مبتكرة وشخصيات متنوعة، لكنها قررت الاكتفاء ببطولة «الأب الروحي» خارج السباق الرمضانى وأرادت أن تطل على جمهورها بوجه آخر عن طريق المسرح القومى فى عرض «قمر العشاق»، وهو يعتبر التعاون الثانى لها مع الكاتب عبد الرحيم كمال بعد نجاح عرضه الأخير معها «مديح المحبة» رمضان الماضى، وهذا العام تتوقع بدر نفس الإقبال الجماهيرى على «قمر العشاق» خاصة وهو يتناول المحبة الخالصة فى طريق الوصول إلى الله، وعن تعاونها الجديد مع كمال وتغيبها عن دراما رمضان قالت سوسن فى هذا الحوار:

العمل مع عبد الرحيم كمال مكسب كبير وهذه ليست المرة الأولى التى أتعاون فيها معه قدمت معه أغلب أعماله «يونس ولد فضة»، ثم «الخواجة عبد القادر» و«الرحايا»، ففى الحقيقة العمل معه متعة وتعلم لأننى أتعلم منه الكثير، لذلك عندما قرر تقديم «مديح المحبة» العام الماضى كلمنى المخرج محمد الخولى وكان من حسن حظى اختيارى لهذا الدور قبلت على الفور وبلا تردد، وترشح أمامى وقتها الفنان بهاء ثروت وخالد الذهبى فنحن نتحدث عن دين الإسلام بلغة فى غاية الرقة والشاعرية والبساطة، لأنه دين المحبة والتسامح، واليوم للأسف الشديد الإسلام أصبح مدانا فى كل مكان ونحن نحاول إظهار حقيقة إسلامنا وديننا من خلال إبراز تعاليم ربنا والنبى صلى الله عليه وسلم وهذا العام نتحدث عن الطريق إلى الله المفروش بالمحبة.
■ ألم تخشى الوقوف على خشبة المسرح القومى بعد الفخرانى خاصة وأغلب النجوم رفضوا هذه المخاطرة؟
- المسرح القومى هو مسرح الكلمة، والمسرح فى العموم أصله الكلمة، فعندما تكون هناك كلمة حقيقية جيدة، سيأتى لها الجمهور، وفى العام الماضى كان الجمهور مفاجأة لم أتوقعها فى رمضان بعرض «مديح المحبة»، وفى هذا النوع من الفنون، لأن طبيعة العرض شعر وإلقاء وهو ما لم يعتاده الجمهور، لذلك كان شيئا مبهرا ومبهجا هذا الإقبال والحضور الجماهيرى، لأن المشاهد المصرى دائما يفاجئك، فجاء الجمهور وأقبل على العرض ولم يكن العمل به دراما بمعنى كلمة دراما كان شعرا أكثر منه شىء آخر، فمع احترامى لدكتور يحيى ولجميع من وقف أو من سيقف على المسرح القومى الكلمة الحقيقية يأتى لها الجمهور، والمسرح له ناسه وله كلمته.
■ هل يعتمد «قمر العشاق» على الشعر والإلقاء أيضا؟
- «قمر العشاق» يشبه مديح المحبة لأننا ثلاثة أشخاص نقوم بالإلقاء ومعنا فرقة الفراديس، لكن هذه المرة نتناول طريق المحبة إلى الله من خلال الشخصيات التى تمثل رموز موجودة فى المجتمع وهو الشخص شديد الإيمان ويقوم بدوره الفنان خالد الذهبى المفرط فى إيمانه بالله، ثم المرأة التى لم تكن تسير فى طريق الله وصححت مسارها بالعودة إليه والسير فيه، ثم الشخص كثير الجدل والتشكك ويقدمه ناصر سيف، هؤلاء الثلاثة موجودون اليوم فى المجتمع، نقف على المسرح وكل منا يحكى تجربته، فالعرض مزيج بين الدراما والإلقاء معا.
■ لاحظت العام الماضى فى «مديح المحبة» أنك لم تحرصى على ارتداء الحجاب كعادة الفنانات فى لعب هذه النوعية من الأدوار؟
- المحبة ليست لها شروط فحب الله ونبيه ليس مشروطا بارتداء أى شىء لأن المحبة محلها القلوب وإذا كنت محجبة كنت سأرتدى الحجاب.
■ هل كان من السهل استقبال الجمهور لعرض يعتمد على الإلقاء فقط العام الماضى؟
- عروض الإلقاء ليست سهلة على الإطلاق لكن عندما امتلك كلاما سلسا قريبا من وجدان الناس ومخرجا يستطيعا التعامل مع هذا النوع من المسرح بما لا يصيبه بملل هنا تكتمل عناصر المشاهدة الجيدة ومن حسن حظنا أن المخرج محمد الخولى بارع فى كسر حالة الملل بهذا النوع من المسرح وبالتالى ضمنا اتحاد واكتمال هذه العناصر لأنها هى التى تحافظ على رونق العرض.
■ أصبح هناك اتجاه لتقديم أعمال صوفية خلال هذه الفترة فى رأيك هل هذه الأعمال ستساهم فى تغيير الخطاب الدينى؟
- المفروض وهذا ما نأمله لأن كل هذه العروض تدور حول معنى واحد أن ديننا هو دين محبة ولسنا دين عنف، فيجب أن نظهر ونقدم الوجه الحقيقى للإسلام، لأن الفن قوة مهمة فى التأثير بالمجتمع والفنان بطبيعته شخصية محبوبة فعندما يخرج على المسرح بكلام بسيط ومدلوله مهم وفيه إظهار للروح الحقيقية هذا سيغير الكثير فى وجدان الجمهور وسيتقبله بسهولة ويسر وهذا شىء مهم للغاية فى تغيير لغة الخطاب الدينى والثقافى.
■ لكن ألا ترين أن هذه الأعمال مجرد اجتهادات شخصية من بعض الفنانين؟
- المسرح فتح لنا الأبواب وهذه خطوة جيدة، وحتى نغير لغة الخطاب لابد من تغيير مفهوم المكسب من الفن وبالتالى هنا يجب أن تعود الدولة من جديد لاسترداد مكانتها فى الإنتاج الفنى فالجهة الوحيدة المسئولة عن الإنتاج فى الدولة هى المسرح فقط، وليس لدينا جهات أخرى، فليس هناك جهاز إنتاج بالسينما أو الفيديو مثل قطاع الإنتاج، اقتصرت المسألة على المسرح، ودور الدولة تضاءل إلى حد الاختفاء الكامل من التليفزيون والسينما وهو ما ساهم فى ترك المجال إلى كثيرين كل يفعل ما يريد!!
■ هل أصبحنا مقصرين على المستوى الفنى فى تقديم أعمال دينية وتاريخية كما كان سابقا؟
- بالتأكيد نحن مقصرون، وأذكر أننى فى بداياتى بالسبيعنيات شاركت فى معظم هذه الأعمال الدينية والتاريخية، وكانت كلها مسلسلات عظيمة مثل «على هامش السيرة» و«محمد رسول الله» هذه المسلسلات المهمة التى قدمها قطاع الإنتاج وانتجتها الدولة كان لها أثر كبير وعميق جدا فى تثقيف وتعليم وإظهار ديننا بشكل واضح وحقيقى، لكن اليوم للأسف ليس هناك منتج فى مجال القطاع الخاص من الممكن أن يتصدى لعمل من هذا النوع لأن منتج القطاع الخاص يفكر عادة فى الربح فقط، وما يهمه هو المكسب المادى قبل أى شىء، وهذه الأعمال مكلفة للغاية والقطاع الخاص لن يجازف بالإنفاق عليها وبالتالى اضمحلال دور الدولة فى الإنتاج شىء خطر جدا على الدولة وعلى الفن وعلى المجتمع، ولدى أمل أن نحارب من خلال المسرح هذه الفترة وسنحاول توصيل العمل للتليفزيون على الأقل، أتمنى أن تقوم الدولة بتصوير المسرحية وبيعها للتليفزيون وعرضها للجمهور لأن هذا أضعف الإيمان.
■ بخلاف أزمة الإنتاج هل أصبحت هناك أزمة فى التأليف الدرامى؟
- أصبح دور المؤلف يتوارى فى ورش فنية، وهذا ما أعتبره كسلا واستسهالا، وهو شىء مضر وسيئ لأقصى درجة ومؤلم للغاية لأن معظم الأعمال التى تقدم أصبحت ليست شبه المجتمع المصرى نحن نعتمد فقط على الفورمات الأجنبية وننسج من خلالها عملا درامى تقوم ورشة تأليف بتمصيره مكونة من خمسة أو عشرة شباب كل واحد يكتب فى واد بمفرده بعيدا عن الآخر ولست من انصار هذا الأسلوب فى التأليف والكتابة لأن المسلسل لا يكون بطعم واحد ووجهة نظر واحدة عندما يكتبه خمسة أشخاص، فأصبح نادرا أن نجد مؤلفا كتب عمله من الألف إلى الياء مثل عبدالرحيم كمال على سبيل المثال.
■ لماذا قررتى الاكتفاء بالأب الروحى خارج السباق الرمضانى؟
- كان لدى مشروع فى رمضان لكن لم يتم إنتاجه لظروف فقررت أن أمنح نفسى إجازة خلال رمضان وأتفرغ للمسرح ولدى مشروعين خلال الفترة المقبلة.
■ هل أزعجك هجوم البعض على الأب الروحى لاقتباسه من العمل السينمائى الأشهر؟
- أكثر ما يقدم بالدراما حاليا أعمال مقتبسة من أعمال أجنبية وعلى العكس ردود الفعل كانت جيدة جدا وفكرة ااقتباسات أصبحت لا تستوقف الجمهور خاصة فى السنوات الأخيرة لأن أغلب الأعمال المصرية اقتباسات من أعمال أجنبية لأنه كما ذكرت العقل المصرى تقريبا توقف عن الإبداع كل أعمالنا أصبحت فرومات من أعمال أجنبية فالجمهور المصرى اعتاد ذلك ولم يندهش من اقتباس المسلسل من عمل أجنبى، وعلى العكس رد الفعل جاء جيدا جدا على المسلسل.
■ كيف ترين فكرة تقديم أعمال درامية خارج رمضان؟
- زمان كنا نقدم هذه الأعمال، ونعمل طوال السنة خارج وداخل رمضان، لكن فكرة اقتصار الأعمال على رمضان فقط أعتقد أنها كانت موضة رمضان وانتهت وسنعود كما كنا نعمل طوال العام، خاصة واستقبال الجمهور لهذه الأعمال كان قويا جدا رغم أننى كنت قلقة من خوض التجربة فى البداية لأننى لا أعلم كيفية استقبال الجمهور لها خارج شهر رمضان الذى اعتاد عليه، لكننى وجدتهم يتابعون بشغف ويتحدثون معى فى تفاصيل الحلقات وخشيت التجربة لأنها ستون حلقة لأننى اخشى الملل لكن وجدتهم يتحدثون معلقين على تفاصيل الحلقة الخمسين فالجمهور فى مصر واع ومتابع يشاهد وينتقى فى المشاهدة فجمهورنا لا يرحم.
■ استطعتم التأثير بقوة على حركة السياحة بمدينة الأقصر بعد مسلسل «جراند أوتيل» كيف ترين إعادة استغلال الدراما فى تنشيط حركة السياحة إلى مصر؟
- بعد جراند أوتيل الفندق أصبح محجوزا عاما كاملا وهذا يوضح ويؤكد على دور وقوة الفن فى التأثير بالمجتمع نحن نعانى فى مصر كجهات إنتاج، ولست جهة انتاج بالطبع لكننى أعلم ذلك جيدا، فلابد أن يكون هناك تعاون ما بين وزارة السياحة والنقابات الفنية ووزارة الثقافة حتى نقوم بالتصوير فى القلعة أو الهرم أو أى معلم من معالم مصر السياحية لأننا نضطر إلى دفع مبالغ باهظة ومرعبة وتكون عبئا على الميزانية وعبئا على الإنتاج وبالتالى يتراجع المنتج عن ذلك، فى حين أن التصوير فى الأماكن السياحية فى تركيا يكون مجانا وممنوع أن يحصل المسلسل على تصريح بالعرض إلا إذا احتوى على مشاهد داخل أماكن سياحية فى البلاد والدولة تساهم فى ذلك بالمجان، وبالتالى تدعم تركيا السياحة لبلدها عن طريق أعمالها الفنية، لذلك المنتج فى مصر معذور عندما يعترض على التصوير بأى مكان سياحى لأنه سيدفع مبلغا وقدره، فكيف نشرح وننتبه لهذه المسألة كيف تنتبه الدولة لهذه الأزمة فى جراند أوتيل المحافظة ساعدتنا كثيرا والأوتيل نفسه سخر لنا كل شىء لكن هذا لا يمنع أن الدولة لابد أن تتنبه للمعالم السياحية بها لأننى لا أتحدث عن مجرد أوتيل فمصر مليئة بمعالم سياحية كبيرة تستحق الإبراز والمشاهدة.