مسجد سليمان باشا الخادم

روزاليوسف اليومية
يعرف باسم جامع سارية الجبل، تم انشاؤه عام 1528م. ويقع داخل قلعة صلاح الدين الأيوبى أو قلعة الجبل، فى أعلى جبل المقطم، أنشأه سليمان باشا الخادم أحد الولاة العثمانيين على مصر 1528 / 1529م، وتكمن أهمية هذا المسجد فى أنه يعتبر أول المساجد التى أنشئت بمصر على الطراز العثمانى.
ومنشىء المسجد هو الوالى سليمان باشا الخادم وهو «سليمان باشا الخادم عُين واليا على مصر من قبل السلطان العثمانى سليمان القانونى» مرتان الأولى من سنة 931 هـ إلى سنة 941هـ «1525 - 1535م» والثانية من سنة 943 هـ إلى سنة 945هـ «1536 - 1536م»، وقد قام اثناء ولايته على مصر ببعض أعمال التشييد والبناء.
يعتبر أول المساجد التى أنشئت فى مصر على الطراز العثمانى وبنى الجامع على طراز جوامع الآستانة من حيث تخطيطه المستطيل الشكل وقبابه ومئذنته. وقد خصصه سليمان باشا للجنود الانكشارية، حيث بناه تحقيقاً لرغبة الجنود، الذين كان ولاة مصر من الباشوات يبذلون كل جهدهم لكى يظل هؤلاء الجند مقيمين بمساكنهم بسور الانكشارية أو سور صلاح الدين، ولكى يظلوا على وجه الخصوص بمعزل عن جند الغرب الذين كانوا يقيمون بالجانب الآخر من القلعة من باب السلسلة تجاه جامع السلطان حسن ومن جهة أخرى كان بناء هذا الجامع ضرورة حيث كان جامع الناصر محمد بن قلاوون قد أهمل أمره وندر التردد إليه.
وخُط سارية عند وصفه لجامع قسطه. كما أن أحد ابواب القلعة يعرف باسم باب سارية ووقد شيده سليمان باشا فوق أنقاض جامع فاطمى قديم هو جامع قسطة نسبة إلى أبى منصور قسطه أحد رجال المظفر بن أمير الجيوش بدر الجمالى وعينه واليا على الإسكندرية. وقد بنى جامعه بالقلعة كما هو واضح من لوحة تأسيسية ما زالت موجودة فى قبو بالجامع سليمان الخادم - سنة 535 هـ «1141م» فى أيام الحافظ.
عرف هذا الجامع بجامع سارية الجبل وهى تسمية خطأ ربما جاءت تيمنًا بقصة الصحابى الجليل سارية بن زنيم بن عمر بن عبد الله قائد الجيوش الإسلامية فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو الذى ناداه عمر حين كان يخطب على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم جمعة بقوله: يا سارية الجبل الجبل،من استرعى الذئب ظلم، وهذه القصة لا تمت بصلة لجبل المقطم ولا للجامع، ويذكر أن للجامع مسمى ثالثًا؛ حيث أطلق عليه مسجد الردينى نسبة إلى الشيخ الردينى وهو الحسن بن على بن مرزوق بن عبد الله الردينى الفقيه المحدث.
ويتكون الجامع من مستطيل كبير يمتد من الشمال للجنوب، وينقسم إلى مربعين متساويين تقريبًا، القسم الشمالى منهما يتوسطه فناء مكشوف فرشت أرضيته بالرخام الملون تحيط به الأروقة من جهاته الأربع، ويغطى كل رواق قباب ضحلة محمولة على عقود ترتكز عليها أكتاف بنائية، ويعرف هذا الجزء فى التخطيط العثمانى للمساجد بالحرم ويكسو حائط الرواق الشرقى منها وزرة من الرخام الملون،وقد ألحق بالصحن من الجهة الغربية قبة صغيرة بها عدة قبور عليها تراكيب رخامية ذات شواهد تنتهى بنماذج مختلفة لأغطية الرأس التى كانت منتشرة فى ذلك العصر.
والقسم الجنوبى للمسجد هو بيت الصلاة وهو يتصل بالحرم عن طريق باب فى الجدار الجنوبى لرواق الحرم تعلوه الكتابة التذكارية للجامع، ويغطى بيت الصلاة قبة كبيرة من الحجر،ويحيط بها من جهاتها الثلاث الجنوبية والشرقية والغربية أنصاف قباب حليت جميعها بنقوش ملونة جميلة تتخللها كتابات متنوعة، وهذا النوع من التغطية لبيت الصلاة يمثل نموذجًا فريدًا ويعتبر من مميزات العمارة العثمانية عامة.
المئذنة:
تقع بين الحرم وبيت الصلاة، وهى مشيدة على الطراز العثمانى «القلم الرصاص»، وهى أسطوانية الشكل ذات تضليع ولها دورتان كل منهما تبرز عن البدن بواسطة مقرنصات متعددة الحطات وتنتهى من أعلى بمخروط تغطيه ألواح من القاشانى الأخضر، وهذا الطراز من المآذن العثمانية ساد استعماله فى أغلب المساجد التى أنشئت فى العصر العثمانى وأصبح شارة من شارات العمائر الدينية العثمانية فى العالم.
هذا وقد كانت قباب المسجد جميعها من الخارج مكسوة بالقاشانى الأخضر نزعت أجزاء كبيرة منه، ونلاحظها فى قباب الكُتاب.