الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.هانى الناظر: لو كنت وزیراً للصحة لحولت الوزارة لواحدة من أهم مصادر الدخل للدولة

د.هانى الناظر: لو كنت وزیراً للصحة لحولت الوزارة لواحدة من أهم مصادر الدخل للدولة
د.هانى الناظر: لو كنت وزیراً للصحة لحولت الوزارة لواحدة من أهم مصادر الدخل للدولة




أجرى الحوار

مى كرم جبر

اكد د. هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدیة ورئیس المركز القومى للبحوث العلمیة الأسبق، بأن اعداد المصابین بأمراض جلدیة لیسوا قلیلین نتیجة أسباب كثیرة منها زواج الاقارب، كما شدد على أن دخولنا مجال صناعة الدواء سیغنینا عن تحكم شركات الدواء الاجنبیة فى السوق المصرية، وأن مصر هى أكبر سوق فى العالم لشركات الأدویة العالمیة، واستعرض الناظر حلمه بتأسیس أول مستشفى متخصص فى علاج الأمراض الجلدیة بالمجان لغیر القادرین ، و فرص ریادة مصر فى مجال السیاحة العلاجیة، وشرح رؤیته لتطویر قطاع الصحة كما لو كان وزیرًا، كما أجاب الناظر عن العدید من التساؤلات الأخرى فى حواره لـ«روزالیوسف».

■ صرحت بأنك تتمنى تأسیس أول مستشفى متخصص لعلاج الأمراض الجلدیة على مستوى عالمى، حدثنى عن حلمك؟
هى فكرة بدأت الحلم بسیط ومشروع، و هو أن تكون بمصر أكبر مستشفى بالشرق الأوسط لعلاج الأمراض الجلدیة على غرار مستشفى «سان لوى» بفرنسا، وأن یكون بها رعایة طبیة متكاملة مجانیة للمرضى غیر القادرین، لكن فى الحقیقة الفكرة تحتاج إلى دعم كبیر من الدولة والقطاع الخاص وحتى اسهامات المواطنین.
■ لماذا طرأت ببالك هذه الفكرة فى الوقت الحالى؟
- من خلال خبرتى فى مجال الامراض الجلدیة، یمكن أن أقول إن أعداد المصابین بأمراض جلدیة فى مصر لیسوا قلیلین نتیجة أسباب كثیرة، منها زواج الاقارب، وسوء التغذیة وقلة الوعى بشكل عام، والعلاج أصبح مكلف للغایة، علاوة على أن بعض الأمراض الجلدیة مزمنة تلازم المریض طوال حیاته مثل الصدفیة، والبعض الاخر قد تؤدى مضاعفاته للوفاة، لذلك لابد من وجود مستشفى متخصص فى علاج الامراض الجلدیة مدعم بوحدة طوارئ ورعایة مركزة، وطاقم من الاطباء و التمریض المدربین بشكل محترف على التعامل مع الامراض الجلدیة ومضاعفاتها،لأن وصف العلاج الخاطئ قد یصیب المریض ببعض الأمراض مثل حساسیة البنسلین، أو یعرض حیاته للخطر على أسوأ تقدیر.
لذلك فكرت أن یكون لدینا مستشفى اهلى مجانى قائم على المساهمات، ویقدم خدمة طبیة على أعلى مستوى من خلال استخدام أحدث وسائل الفحص والتشخیص ومعامل تحالیل متخصصة فى تحالیل الجلدیة وهذا أمر نادر الوجود فى مصر.
علاوة على وحدة متخصصة لعلاج الامراض الجلدیة الوراثیة لانها منتشرة بكثافة.
■ هل یوجد حصر بأنواع الأمراض الجلدیة ومدى انتشارها ؟
- عدد مرضى الصدفیة فى مصر نحو ملیون ، ومرضى البهاق ملیون ایضًا.. یعنى 2 ملیون یعانون من نوعین فقط من الامراض الجلدیة وضیفى لهم آلافًا ممن یعانون من باقى الأمراض مثل قشر السمك والثعلبة، أما الأمراض الفطریة فشریحة كبیرة من الشباب یعانون منها، یمكن القول إن 90 % من المصریین یعانون من أمراض جلدیة تتراوح بین البسیطة والحرجة.. لذلك أحلم بهذا المستشفى الذى سيخدم قطاعًا عریضًا من المصریین وأحلم ایضًا بأن یتلقى غیر القادرین رعایة طبیة مجانیة بهذا المستشفى ابتداء من مراحل الكشف والتشخیص إلى صرف جرعات الدواء كاملة مجانًا.
■ بالتأكید أى اسهام فى مجال الرعایة الطبیة یلقى قبولًا شدیدًا من كل فئات المجتمع ، لكن أود أن أعرف منك كیف جاءت ردود الفعل على هذه الفكرة عندما بدأت فى طرحتها؟
- طرحتها فى البدایة على الفیس بوك ولاقت حماسًا شدیدًا لم أكن اتوقعه، ففى غضون دقائق بسیطة انتشر البوست بشكل كبیر وكانت تعلیقات الناس مرضیة للغایة، وقد أبدى العدید من زملائى الدكاترة حماسهم الشدید للعمل بهذا المستشفى دون مقابل واولهم انا بالتأكید، ولا ینقصنا إلا الأرض الذى یبنى علیه المستشفى وأنا على ثقة ان هناك من سیتحمس للفكرة ویتبرع بالارض ثم بعد ذلك تؤسس جمعیة تتولى تحصیل التبرعات، لكن دائمًا البدایة تكون صعبة ونحن بحاجة الى دعم قوى.
■ یمكن القول إن لك تجربة مشابهة منذ التسعینيات وهى منتجع سفاجا الصحى، حدثنا عنه.
- أسست فى سفاجا مشروعًا وأطلقت علیه اسم «مشروع علاج المرضى غیر القادرین»، بدأت قصته عندما أجریت بعض الأبحاث على البیئة الطبیعیة فى منطقة سفاجا، بهدف علاج مرضى الصدفیة بنظام یسمى «الاستشفاء البیئى» یعتمد فقط على میاه البحر واشعة الشمس دون اى علاجات كیمیائیة أو أدویة لها أعراض جانبیة، وفكرة العلاج كلها معتمدة على أن المریض یستحم فى میاه البحر ویعرض بشرته لأشعة الشمس فى أوقات محددة مرتین یومیًا، وأجرینا عدة ابحاث على تحس حالة المرضى لمدة 3 سنوات وأعلنا النتائج فى مؤتمر عام 1995، ومن بعدها أصبحت منطقة سفاجا لها شهرة فى علاج مرض الصدفیة، مع العلم ان هذا المرض تحدیدًا علاجه صعب للغایة لانه یعد مرضًا مزمنًا، والأدویة التى اكشفت مؤخرًا لها أضرار خطیرة على صحة المریض بشكل عام ، اما العلاج فى سفاجا هو آمن
جدًا ونتیجته فعالة تظهر بعد 4 اسابیع ولا یوجد أى علاج كیمیائى یحقق هذه النتیجة السریعة .. یعنى علاج آمن من الطبیعة وببلاش لا یكلف الدولة شيئًا، لذلك اطلقنا علیه « مشروع العلاج لغیر القادرین،
وبالتأكید یوجد أیضًا منتجعات صحیة للأجانب والعرب ومدفوعة ولیست مجانیة لأنها تعد سیاحة علاجیة، انا اشرف على العلاج بنفسى.. أنا كل خمیس موجود فى سفاجا.
■ إلى أى مدى ممكن أن تساهم السیاحة العلاجیة فى زیادة الدخل القومى ؟
- ستساهم بشكل ضخم جدًا، لأن الله حبا مصر بالبیئة الصالحة للسیاحة العلاجیة، تقریبًا فى جميع أنحاء الجمهوریة، مثل سیناء وسیوة والواحات والوادى الجدید وحلوان واسوان ووادى النطرون لو قمنا باستغلال هذه المناطق ستحقق دخلًا للبلد یفوق تحویلات المصریین بالخارج، لان المریض یقضى شهرًا للعلاج فى مصر، لكن هذه المشروعات تحتاج لدعم كبیر حتى تحقق نفس النجاح الذى حققته سفاجا.
■ هل اجریت أبحاثًا على هذه المناطق لاستغلالها فى السیاحة العلاجیة ؟
- حتى الآن لم اقم بذلك لكن هناك حقائق معروفة، حیث تم إجراء أبحاث علمیة على التربة الرملیة بأسوان واكتشف أنها تعالج مرض الروماتوید، وعیون المیاه الكبریتیة بالوادى الجدید وبالمناسبة مصر بها أكثر من 1300 عین للمیاه الكبریتیة وأجریت علیها العدید من الأبحاث، المیاه الجوفیة بعین الصیرة یمكن استخدامها كعلاج وطمیها ایضا، ولو أسس مصنع خاص بمنتجات المیاه عین الصیرة سیحقق شهرة عالمیة، لأنها لا تقل جودة عن البحر المیت، لكنها جمیعًا تحتاج إلى اهتمام وتطویر حتى عیون حلوان التى یتردد علیها الكثیرون تحتاج الى تطویر أیضًا، وعائد هذه المشروعات كبیر جدًا ویمكن للقطاع الخاص ان یساهم فى تطویرها.
■ لو كنت وزیرًا للصحة ما القرارات التى تتخذها؟
- عدة قرارات.. أولًا: التكثیف من حملات التوعیة من خلال ادارة العلاج الوقائى بوزارة الصحة، وبالتأكید هذه الحملات لها تكلفتها لكنها ستكون أقل بكثیر من المبلغ المستقطع من میزانیة الدولة للانفاق على العلاج،إذا جازت المقارنة لانها ستساهم بشكل كبیر فى رفع الوعى الصحى لدى المواطنین والتقلیل من نسب حدوث المرض وما تتكبده الدولة من الانفاق على العلاج وستوفر 40 % من میزانیة وزارة الصحة، یمكن استغلالها فى أمور أخرى كتطویر المستشفیات.
وسأبدأ على الفور بحملة توعیة ضد زواج الأقارب وما ینتج عنه من أمراض تكلف الدولة ملیارات الجنیهات سنویًا، كما أنها ستجنب الأجیال القادمة كمًا غیر عادى من الامراض فى الجلد والجهاز الهضمى والهرمونات والعظم وغیرها من الأمراض المزمنة التى تنهك میزانیة الأسرة ومیزانیة الدولة بشكل عام.
الحملة الثانیة هى التوعیة بمرض السكر فعلى سبیل المثال كانت نسبة الإصابة بهذا المرض فى انجلترا 9% من عدد السكان وبعد الحملات انخفضت إلى 1% فقط ، ومصر تنفق ملایین الجنیهات على علاجات مرض السكر المستوردة والمضاعفات التى تصیب القلب والعیون.
والحملة الثالثة لترشید استهلاك الدواء كما هو معمول به فى الدول المتقدمة.
أما القرار الثانى الذى سوف اتخذه هو توفیر تأمین صحى حقیقى یغطى جمیع طبقات المصریین من أغنى فرد إلى أفقر فرد، بحیث یحقق عدالة اجتماعیة فى مجال الصحة بمعنى أن یتلقى الغنى رعایة صحیة
متمیزة یدفع ثمنها ویتلقى الفقیر نفس المعاملة والرعایة على نفقة الدولة وهذا موجود فى دول كثیرة منها ألمانیا على سبیل المثال، ونستطیع نحن ان نحقق هذا فى مصر.
والقرار الثالث هو انى سأسعى بكل ما أتیت من صلاحیات ان تكون هناك صناعة دواء مصریة وطنیة قویة، ونحن مؤهلون لأن نكون دولة مصنعة و مصدرة للدواء ، ولدینا جميع الامكانیات لتحقیق ذلك ولا ینقصنا إلا الإرادة.
والقرار الرابع هو تصنیف مصر كدولة رائدة فى مجال السیاحة العلاجیة، والاستفادة من كل شبر بالجمهوریة یصلح لذلك، وسبب اهتمامى بهذا الأمر هو العائد الذى سیعوض هارد إنفاق وزارة الصحة، ویحولها لجهة تحقق دخلًا للدولة.
وبشكل عام نجاح أى وزیر هو زیادة الموارد المالیة بافكار مبتكرة وتخفیف العبء على میزانیة الدولة.
■ بعض الدول تتعامل مع صناعة الدواء كمشروع قومى، تسخر له كافة طاقتها لانها تعلم جیدًا أنه سیدر علیها اضعاف ما انفقته فى اكتشافه وتصنیعه، لماذا لیست لدینا هذه الثقافة؟
- بالفعل یوجد ادویة مصریة التركیبة والصناعة، مثل دواء البروكسیمول الذى اخترعه المرحوم د.احمد سالم من نبات الحلف بر لعلاج حصوة الحالب، ویوجد ادویة أخرى لكنها أقل من طموحاتنا فصناعة الدواء تتطلب بحثًا علميًا قوى، ومنذ ان كنت رئیسا للمركز القومى للبحوث العلمیة وأنا أعمل مع د.مصطفى السید على علاج السرطان بجزیئات الذهب لأن أبحاث الدواء تأخذ من 10 إلى 15سنة حتى تخرج بالنتیجة المرضیة.
■ هل منافسة الشركات الاجنبیة تقطع علینا الطریق لتحقیق ذلك؟
- بالتأكید لأن دخولنا مجال صناعة الدواء سيغنینا عن تحكم شركات الدواء الأجنبیة فى السوق المصرية، ومصر هى أكبر سوق فى العالم لشركات الادویة العالمیة، لأننا شعب عشوائى فى صرف الأدویة واستخدامها، لذلك الشركات الاجنبیة لا تجرؤ على الانسحاب من السوق المصریة لانهم هیخسروا «هیلاقوا بلد أحسن من كده فین» یحققون من ورائه مكاسب مهولة لن یجدوها فى أى دولة اخرى.
ویوجد سبب آخر یعوق صناعة الدواء فى مصر هو عدم رغبة المستثمر المصرى بضخ أمواله فى هذاالمجال، ولابد للحكومة ان تعمل على تشجیع المستثمرین، وأمامنا فرص كثیرة واعدة اذا تم استغلالها سنتفوق على الهند فى مجال صناعة الدواء.
■ هل توجد أمراض جلدیة محسوبة على الفقراء؟
- مشكلة الأمراض الجلدیة أنها لا تفرق بین غنى وفقیر لكن سوء التغذیة ممكن یتسبب فى مشاكل كثیرة للشعر والبشرة مثل مرض الثعلبة، و امراض فطریة نتیجة لسوء النظافة الشخصیة، والقراع أیضًا ینتشر فى الأطفال، الطبقة الفقیرة.
■ هل ترى ان الخدمات التى تقدمها الوحدات الصحیة فى القرى كافیة؟
- الوحدات الصحیة تؤدى دورها، لكن یمكن تحسین خدماتها ببعض الوسائل البسیطة، حیث یوجد الآن تقنیة جدیدة فى التشخیص وهى العلاج عن بعد وهذا ما أقوم أنا به بشكل مبسط عبر صفحتى على الفیس بوك، حیث أقوم بعلاج ومتابعة حالات فى الأقصر أو السعودیة مثلًا وأنا فى القاهرة، وهذا أسلوب جید لتوصیل الخدمات الطبیة للمناطق البعیدة عن المستشفیات المركزیة فى المحافظات مثل حلایب وشلاتین، ویمكن تطبیق هذه التقنیة من خلال الاستعانة بكامیرات تنقل الشخیص الحى على الهواء بالمستشفیات المركزیة وبالتالى سیقوم طبیبان بالكشف على المریض فى نفس الوقت الطبیب الممارس ویتابعه عبر الكامیرا الطبیب الاستشارى.
■ المستشفیات الحكومیة تعانى من الاهمال الذى یؤثر سلبًا على الخدمة الطبیة المقدمة للمرضى والوزارة تتحجج بعد وجود اعتمادات مالیة . ما الحل من وجهة نظرك؟
لابد ان تخلق المستشفیات لنفسها میزانیتها الخاصة البعیدة عن مخصصات الدولة، وان تحقق دخلًا تصرف منه على اعمال التطویر، لان منظومة الصحة 5 محاور اساسیة هى طبیب ، وهیئة معاونة، المریض، وسائل تشخیص وعلاج، ومقر تلقى الخدمات الطبیة سواء كان مستشفى كبیرا أو وحدة صحیة، والتطویر یجب ان یشمل الخمسة عناصر، حیث یجب توفیر الدورات التدریبیة للأطباء وتحسین دخلهم وتشجیعهم على المشاركة فى المؤتمرات الدولیة وكذلك الأمر بالنسبة لطاقم التمریض، أما المریض نفسه فهو یخضع أیضًا لمنظومة التطویر من خلال حملات التوعیة، والمستشفیات یجب ان تخضع للتحدیث المستمر فى أجهزتها ومعداتها، ویجب العمل على كل المحاور فى نفس الوقت من خلال استراتیجیة واضحة تعتمدها الحكومة ولا ترتبط بشخص الوزیر بحیث یتولى كل المسئولین تنفیذها من أكبرهم إلى أصغر مسئول.
■ دعنى انقلك إلى «التقالیع» التى ظهرت مؤخرًا فى مجال العنایة بالبشرة وهى كریمات الذهب والكافیار، هل هى بالفعل تحتوى على جزیئات الذهب الخالص وتؤخر ظهور علامات تقدم السن؟
- أى كریمات یقال إنها تمنع ظهور التجاعید هذا كذب وتضلیل لا یمكن منع تقدم العمر وإلا كنا اخترعنا دواء یطیل عمر الانسان وهذا غیر منطقى، لكن توجد علاجات تجمیلیة لعلامات تقدم السن مثل حقن البشرة بالفیلر والبوتوكس، وعلى كل سیدة تهتم بجمالها ان تتجنب العوامل التى تساهم فى ظهور التجاعید المبكرة مثل التعرض المستمر لاشعة الشمس والتدخین والسهر والقلق والتوتر.
■ هل تتفق معى ان النصب باسم عیادات الأمراض الجلدیة زاد فى الفترة الاخیرة بشكل مقلق ؟
- للاسف زاد خلال الفترة الماضیة ویتم التغریر بالمواطنین وتقدیم العدید من المغریات فى مراكز وعیادات لا یعمل بها أطباء من الأساس، فمن یمارس المهنة لابد أن یكون دكتور استشاريًا له خبرته وسمعته فى المجال.
ونحن حالیًا فى فصل الصیف و هو موسم النصب من قبل مراكزالتجمیل الوهمیة، وأخطر ما تقوم به هذه المراكز هو فرد الشعر المجعد بمواد تحتوى على الفورمالین المسرطن، وانصح الفتیات بعدم القیام بفرد الشعر تحت أى مسمى لأن فى الفترة الأخیرة ظهر ما یسمى بالنانو بروتین و البوتوكس والكولاجین كبدیل آمن للكریاتین وللأسف هذا كذب، لان جمیع هذه المسمیات لها نفس التركیبة وتحتوى على الفورمالین وهو مادة مسرطنة تدمر الشعر، وتصیبه باعلى درجات التلف والضعف الشدید، حیث یتكسر لجزیئات صغیرة جدًا اشبه بالرمال أو الدقیق وهذه كارثة، وعادة تنخدع الفتیات لأن أول مرة فرد ترى شعرها أملس وناعم و تستمر فى التكرار إلى أن تفاجأ بتلف كل الشعر مع المرة الثالثة أو الرابعة من الفرد.
■ وهل یوجد علاج للشعر التالف من مواد الفرد؟
 - یوجد بالتأكید لكنه یأخذ وقتًا طویلًا حتى یتعافى.
■ ما هى ایضا الأمراض الجلدیة التى تصاب بها الفتیات بسبب هوس الموضة فى الصیف ؟
- من اشهر الامراض الالتهابات التى تسببها رسومات الحناء السوداء على البشرة، و قد حذرت الفتیات أكثر من مرة على صفحتى على الفیس البوك و طالبتهن بعدم رسم الحنة نهائیا ، لأن المواد التى تضاف لنبات الحناء كى تثبت لونها تشكل خطورة كبیرة على البشرة.
■ یرتبط الصیف بالأمراض الجلدیة خصوصًا خلال فترة المصیف، ما نصیحتك لتجنب هذا؟
- أنصح الامهات بتحضیر شنطة صغیرة بها بعض العلاجات اللازمة خلال فترة المصیف، تتكون الشنطة من 5 أشیاء رئیسیة.. أولًا: كریم واق للشمس ویوجد منه أنواع مصریة الصنع بأسعار رخیصة.
ثانیا : غسول كالمینا وهو موجود فى أى صیدلیة وهو علاج سریع لأى التهاب، حیث یقضى علیه تمامًا.
ویلطف احساس الحرقان الذى یصیب البشرة ، یدهن ثلاث مرات یومیًا على المنطقة الملتهبة .
ثالثًا: محلول بیتادین المطهر لأن عادة الاطفال يفضلون السیر حفاة على الرمال أو یقومون ببعض الأنشطة والألعاب تعرضهم للإصابات مثل ركوب الدراجات، لذلك لابد من تطهیر أى جروح بواسطة المحلول.
رابعًا: زجاجة خل ویدهن منها على الجلد المصاب بلدعات قندیل البحر، لأن حموضة الخل تعادل قلویة المادة التى یفرزها القندیل والتصیب البشرة بالتهابات مؤلمة جدًا وتترك بقعًا غامقة على الجلد تستمر لشهور، ویفضل غسل البشرة المصابة بمیاه البحر جیدًا ثم تدهن بالخل.
خامسًا: صابونة الجلسرین وهى ممتازة للجلد الحساس ولیس لها أى آثار جانبیة ومناسبة لبشرة الأطفال، وآمن تمامًا لكل أنواع الصابون والشامبو التى تحتوى على نسب عالیة من الكیماویات الضارة.
وأحذر بشدة من استخدام لوف الاستحمام لأنه نسیج نباتى ینمو علیه نوع من البكتیریا یصیب الجلد ویؤثر على نضارة البشر، كما أنصح باستخدام الشمسیة والقباعات خلال التعرض لأشعة الشمس حتى داخل القاهرة نفسها.. «مش عیب خالص» والشمسیة تحمينا من مشاكل عدیدة مثل ضربة الشمس وحروق الجلد والنمش وبقع الكلف، الامر الآخر الذى یجب ان یتغیرفى ثقافتنا تماما هو الاستحمام بالماء الساخن فى الصیف وهذا خطأ لانه یزید من الاصابة بحمو النیل.
■ ارتفعت أسعار ادویة الامراض الجلدیة على وجه التحدید بشكل مبالغ فیه ، كیف تتعامل انت كطبیب مع هذه المشكلة؟
- الآن الكثیر من الأدویة الجلدیة تصنع فى مصر وأنا اناشد الأطباء الاعتماد على الأدویة المصریة فىعلاج الامراض الجلدیة ویجب على المریض ان یقول لطبیبه «اكتبلى دواء مصريًا»، و روشتتى أنا شخصیًا كلها أدویة مصریة ولا أكتب أى أدویة مستوردة للمرضى، حتى الادویة التجمیلیة كلها ادویة  مصریة 100٪.
■ ما أكثر الشكاوى التى تتلقاها من السیدات ؟
- سقوط الشعر، الشكوى المتكررة لكل السیدات، والمفاجأة بالنسبة لى عندما ارسلنا قافلة علاجیة للفیوم،70 % من الشكاوى كانت عن سقوط الشعر وكنت أتوقع أن أرى أمراضًا جلدیة خطیرة ومزمنة وهذا خالف توقعاتى.
■ الشعر یتطلب العنایة وعادة ما تكون مستحضراته مكلفة للغایة، فهل توجد عنایة رخیصة الثمن للشعر؟
- الآن تتوافر بالصیدلیات شامبوهات مصریة أسعارها رخیصة وجودتها عالیة، و بالنسبة لشكوى الفتیات من الضرر الذى یصیب الشعر بسبب ملوحة البحر والشمس والكلور فى حمامات السباحة، أنصح بأن یدهن الشعر بأى نوع من الزیوت قبل السباحة لأنها تغلفه وتشكل عامل حمایة له من الأضرار والجفاف، وبالنسبة لتساقط الشعر انصح بتركیبة عبارة عن خلیط من 4 زیوت بكمیات متساویة هى زیت الزیتون، اللوز الحلو، السمسم، وأخیرًا زیت بذور الجزر، تخلط جمیعًا وتدلك بها فروة الرأس ویدهن على الشعر ثم یترك خلال اللیل ویغسل الشعر فى الصباح ویكرر اسبوعیًا، خلال شهرين سیقل التساقط بشكل ملحوظ.
■ ماذا عن العنایة بالبشرة هل توجد مستحضرات رخیصة الثمن وتعطى نتیجة جیدة؟
- نعم بالفعل یوجد فمثلًا الفیزلین لعلاج جفاف الجلد وتشقق الكعب وهو متوافر فى الصیدلیات بأسعار رخیصة، وحمام المیاه والملح یقلل الاحساس بالهرش الذى یعانى منه بعض المرضى، ولعلاج الشفاه المتشققة یمكن تحضیر مستحضر رخیص الثمن من الجلسرین وعسل النحل وتدهن به الشفاه ثلاث مرات یومیًا.
ولتفتیح البشرة ندلك الأماكن الغامقة بعصیر اللیمون لأن فیتامین سى یعمل على تفتیحها.

أتمنى أن نولى البحث العلمى الاهتمام الذى یستحقه

■ كیف تقیم البحث العلمى حالیًا؟
- اتمنى ان یزید الاهتمام بالبحث العلمى خلال السنوات القادمة ویعظم دوره فى تطویر جميع مناحى الحیاة، وهذا لیس من قبیل الرفاهیة لأن البحت العلمى یساهم فى تقدم الشعوب، والمركز القومى للبحوث العلمیة.به تخصصات وأبحاث فى كل المجالات لكنها حبیسة الادراج، والتجارب الناجحة التى ظهرت على أرض الواقع هى محدودة وتمت بجهود فردیة بدون أى مظلة او سیاسة واضحة للتعامل معها ، وهذا كله بسبب دمج وزارة البحث العلمى مع التعلیم العالى.. باختصار أتمنى ان یأتى الیوم الذى نولى فیه البحث العلمى الاهتمام الذى يستحقه.