الأحد 14 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع.. قصة قصيرة ـ هو

واحة الإبداع.. قصة قصيرة ـ  هو
واحة الإبداع.. قصة قصيرة ـ هو




اللوحات للفنان
محمد الطراوى

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    

[email protected]


قصة قصيرة

هو

كتبتها - سمية عبد المنعم


ربما أراد أن يقترب من تلك الضحكة المشرقة ويلمس ذلك الوجه النابض بالأمل ليتأكد أنها مازالت تحيا بيننا براءة من نوع خاص.
فراح يدنو  من ملائكيتها رويدا رويدا وكأن هالتها تبتلعه بكليته.
حدجته بنظرة متسائلة وهى ترى اقترابه المأخوذ، حاولت أن تتشاغل بلهوها، قفزت فوق تلك العربة الواقفة وأخفت جسدها الضئيل فى صندوقها، لكنه كان قد وصل إلى محرابها، مد إليها يده مسلما وعلى وجهه شوق مرتعد، أحست به فلم تجد حيرتها بدًا من أن تترك له يدها يحتضنها فى حنو، لكن شوقه لم يقنع بمجرد سلام، فطلب إليها أن يلثم خدها النارى، أطرقت فى خجل أججه أكثر، وأومأت بموافقة حيرى، فأسرع يدنى شفتيه من جنة يشتاقها و....
لكن يدا قاسية مدت نحوه لتنتزعه من ملابسه وتبعده عنها بعنف وصوت غاضب يصيح: ماذا تريد منها؟
ارتبك وتلعثم قائلا: لا شىء.. فقط هى تذكرنى بطفلتى المفقودة.
قالها وخلص ملابسه من بين يد الآخر وأسرع بالانصراف.
فنظر ذلك الشاب إليها سائلا باهتمام: هل أنت بخير؟
لم تجب، فذهب عنها ناصحا إياها بألا تترك الأغراب يلثمونها أبدا.
ابتعد.. لكن ابتعاده صار اقترابا، وتحولت نظراتها الطفولية إلى وجيب يدق بقلبها وعينيها ويلحق به صارخا أن ينتظر، أن يعيد على سمعها عبارات الاهتمام وأن يظل يروى ظمأ قلبها بحنانه.
ومنذ تلك اللحظة عرف قلبها الصغير ذو الخمس سنوات أن هناك فى هذا الكون مخلوقًا رائعا يسمى الحب.