بحث أمريكى «جاكسون بولوك».. وجماليات اللوحة

كتبت - مروة الوجيه
وقال روبرت زينيت، أستاذ بكلية الهندسة بجامعة بروان وكاتب فى الصحيفة « PLOS ONE»، أنه على غرار معظم الرسامين التشكيليين فقد مر جاكسون بفترة تجريبية، من أجل تحسين أسلوبه فى أعماله.. وأضاف زينيت، أن نتيجة البحث الذى قدمه العلماء الفيزيائيون أكد أن بولوك استخدم حركات خاصة لها أسلوب تميز بها خلال هذه الفترة التى قدم خلالها أبرز أعماله الفنية وهى «تقارب» (convergence).
وتضمنت تقنية بولوك صب الألوان بشكل مباشر من علب الألوان، أو باستخدام العصا، على لوحة زيتية وضعت على الأرض، وهذه التقنية المعروفة بـ«التنقيط» او ديناميكية المواقع وهى أن يتم تجنب الرسم أو صب اللون بطريقة قطرات منفصلة على قماش اللوحة، وجعلها فى شكل خيوط غير منقطعة.. وقال زينيت: «يمكننا تغيير شيء واحد فى وقت واحد حتى نتمكن من فك شفرة العناصر الرئيسية لهذه التقنية». «على سبيل المثال ، يمكننا تغيير الارتفاع الذى يتم من خلاله صب الألوان والحفاظ على السرعة ثابتة لمعرفة كيفية تغيير الأشياء».
وقال زينيت «ما وجدناه هو أنه حركة يد الرسام العالمى كانت بسرعة عالية وطول قصير بما فيه الكفاية بحيث لا يحدث التفاف فى طريقة صب اللون أو وضع قطرات وجعلها بشكل طولى».
من جهة أخرى نقلت الصحيفة عن باحثين فى الفن التشكيلى أوضحوا أن لوحات جاكسون بولوك بحاجة إلى بعض الوقت والتأنى لفهمها من قبل المتفرج، لأنها تقدم أعمالا إبداعية بحاجة إلى استكشاف جماليتها، ولا تعيد إنتاج جماليات قديمة راسخة فى عقل المتلقى منذ البداية.
ويحتاج المتلقى لفن بولوك إلى التواصل مع اللوحة بصريا وربما عن طريق اللمس ليستطيع التجول فى تلك المتاهات المتشابكة وفك رموزها، ويتمكن من التعاطى مع المشكلات التى تشغل بال الفنان أثناء العمل، وبعد ذلك ربما يتقبل نظريات بولوك أو يرفضها، أو يفضل بعض لوحاته، ولا يفضل البعض الآخر.. ولعل ما يجذب بولوك وغيره من الفنانين المعاصرين هو تلك المواجهة التى تبديها اللوحة مبتعدة عن واقعية التصوير الفوتوغرافي، حيث إن أغلب أصحاب المدرسة التعبيرية التجريبة التى ينتمى إليها بولوك يحبون أن يشعروا بأن عملهم فريد فعلا، ولا يمكن نقله ولا نقل تأثيره عن طريق التصوير الفوتوغرافى مهما كان دقيقا، وربما للسبب نفسه اختار بولوك الأقمشة العريضة والمقاسات الكبيرة، التى لا يستشعر المتفرج سطوتها إلا بالرؤية المباشرة لها.
ويعتبر بول جاكسون بولوك من رواد جماعة «التعبيرية التجريدية»، التى تتبع مدرسة نيويورك، وهى حركة غير رسمية للرسامين والشعراء والموسيقيين، نشأت فى نيويورك فى الخمسينيات والستينيات.
ولد بولوك عام 1912 بمدينة كودى بولاية وايومينج الأمريكية، وواجه خلال حياته المبكرة ثقافة الأمريكيين الأصليين فى رحلاته مع والده، الذى كان يعمل مزارعًا، وعلى الرغم من أنه لم يعترف بتعمد تقليد فنون الأمريكيين الأصليين، فإنه أشار إلى أن التشابه بينه وبين تلك الفنون القديمة نتيجةٌ لذكرياته المبكرة الراسخة فى عقله اللاواعى.