الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤشر الرخاء العالمى 2019

مؤشر الرخاء العالمى 2019

صدر منذ عدة أيام تقرير سنوى بعنوان «مؤشر الرخاء العالمى لعام 2019» والذى يصدر عن معهد ليجاتوم البريطانى الذى يعد أحد مراكز الفكر النشطة فى المملكة المتحدة. وقبل أن نتطرق إلى شرح نتائج المؤشر والمؤشرات الفرعية المكونة له ينبغى أن نشير إلى نقطتين. النقطة الأولى وهى تحسن ترتيب مصر هذا العام حيث تقدمت ثلاثة مراكز وحصلت على المركز 126 من إجمالى 163 دولة مقارنة بالمركز 129 فى تقرير العام الماضى. النقطة الثانية مرتبطة بما يتم قياسه من خلال هذا المؤشر ومن خلال مؤشرات أخرى عديدة مثل مؤشر السعادة العالمى الأمر الذى يوضح التوجه الجديد الذى لايرتبط فقط باعتبار مؤشرات النمو الاقتصادى كمعيار وحيد للتقدم وجودة الحياة مثلما كان الاعتقاد والاتجاه الذى تبناه الاقتصاديون خلال النصف الثانى من القرن العشرين. ولذلك فإن هذا المؤشر يتكون من 12 محورًا مقسمين على ثلاثة مجالات هى المجتمعات والاقتصاد وتمكين العنصر البشرى وتشمل المؤشرات الفرعية ما هو مرتبط  بالحوكمة والحريات والعلاقات الاجتماعية ومناخ الاستثمار ووضع الشركات والبنية الأساسية والوصول إلى الأسواق ومستوى المعيشة الصحى والتعليمى وحالة البيئة. عناصر كثيرة ومتنوعة وبالفعل عند إمعان التفكير نجد أن كل هذه العوامل مهمة لإحداث الرخاء وليس فقط الاهتمام بالجانب المرتبط بالاقتصاد فقط وهو ما نراه حاليًا من اهتمام الدولة و توزيع الجهد فى كل تلك المجالات فى نفس الوقت....ربما نحتاج مقالات عدة لسرد تلك الجهود ولكن عودة إلى المؤشر فنجد أن الاتجاه العام لقيم المؤشر على المستوى الكلى-البشرية كلها- قد ارتفعت من 54.5 درجة عام 2009 إلى حوالى 57 درجة عام 2019 بالرغم من الأحداث المختلفة والصراعات والتغييرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التى يشهدها العالم كله. بالطبع أفضل قيم للمؤشر فى أمريكا الشمالية ثم غرب أوروبا ثم شرق أوروبا ثم أمريكا اللاتينية ثم آسيا ثم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ثم صحراء إفريقيا. منهجية وأسلوب جمع البيانات وتحليلها قد تشوبه بعض التوجهات غير العلمية وهذا أمر مفهوم وإن كان غير مقبول ولمزيد من البيانات يمكن الاطلاع على التقرير الكامل على موقع المعهد على شبكة الإنترنت ولكن ما نود التأكيد عليه هو نقطة فى غاية الأهمية مرتبطة بنظرة العالم لمفاهيم الرخاء والسعادة وعدم ربطها بالنمو الاقتصادى فقط وهو ما يؤكد على ضرورة الاهتمام بالتأثيرات المباشرة وغير المباشرة لباقى العوامل مجتمعة. تغريدة: العمل على التوازى هو الحل وهو ما تقوم به الدولة حاليًا إيمانًا بأهمية كافة المحاور مجتمعة.