الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حرمة الأوطان

حرمة الأوطان

«الوطن» كلمة لها شعور كبير فى النفس السوية، التى تعتبر الوطن هو كل شىء، فمعه يكون  الحاضر والمستقبل، وبه تعلو الهمم، وفيه مأوى الأهل والأحباب، وعليه تنشأ الآمال وتحقق الأحلام، كل هذه المعانى تمثل حقيقة الوطن مع الإنسان الحقيقى، الذى يعرف حقيقة وطنه. وعندما نقول: إن حب الوطن من الدين لا نكون مبالغين، لأن الدفاع عن الأرض يعد  من الواجبات التى اقرها الشرع الحنيف، وكما قال علماؤنا فإن مِن أثمَن الأشياء عند أهل الفِطَر السليمة: حُبُّ البلاد التى وُلِدُوا فيها وعاشُوا على أرضها، وأكلُوا مِن خيرات الله - جلَّ وعلا- فيها. وإن هذه الحقيقةَ قد أقرَّتْها شريعةُ الإسلام، وأحاطَتْها بحُقوقٍ وواجِباتٍ رِعايةً لمصالِح الدين والدنيا معًا؛ فقد اقتَرَن حُبُّ البلاد والدِّيار عند الإنسان بحبِّ النفسِ،.. وفى قضيَّة حُبِّ الدِّيار ومحبَّته. ومن الغريب أن نسمع من يردد فكرة هدم الأوطان لبناء زعامة واهية باسم الدين، وهو ما يردده أصحاب الفكر المنحرف والمعوج والذين يحملون على عاقتهم حربًا ضد أوطانهم، ويسعون فى خرابها، غير عابئين بما يحل للبلد وأهله، مدفوعين من أعداء الوطن  ليكون فى صفوفهم ضد بلادهم التى نشأوا فيها وتربوا على ترابها. إن من مفاهِيم حُبِّ البلاد فى الإسلام: أن يحرِصَ كلُّ فردٍ مِن أفرادِ المُجتمع على كفِّ الأذَى والضَّرر عن البلاد وأهلِها، ومن حُقوقِ البلاد وأهلِها على أفرادِه: أن يحذَرَ المُسلمُ مِن الخِيانةِ لبلادِه ولوُلاتها ولمُجتمعها. ولا تزال كلمات الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الراحل تتردد فى مسامعى حيث يقول: «الحب والانتماء والولاء للوطن واجب، ومن يتلاعب بتلك المفاهيم يعد خائنًا فى عرف الشرع والقانون، وعلى المصريين المحافظة على بلدهم فمكانته عالية، فقد ذُكر فى كتاب الله أكثر من 30 مرة صراحة وتلميحًا،  وأوصى به الرسول الكريم. وإذا كان حب البلاد أمر مقر فى الشريعة فما بالنا بحب مصر التى ورد ذكرها صراحة فى كتاب الله خمس مرات لتبين قيمة مصر ومكانتها، فعلى أرضها التقت الديانات السماوية وعاش أهل تلك الديانات فى سلام ووئام، وهى البلد التى مدحها رسول الله  بأن أهلها فى رباط إلى يوم القيامة، وهى البلد التى تكفل الله بحفظها إلى يوم الدين, حيث يقول تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين». وكلمة حق.. على كل مصرى أن يعلم أن عليه واجبًا تجاه وطنه وهو العمل من أجل أن يتقدم  هذا البلد ويواجه كل هذه المخططات التى تحاك ضده لتهدمه، وتضعفه، وعليه أن يعلم أن ترديد كلام من يهربون من بلادهم لينعموا بالترف على حساب تمزيق وطنهم خيانة للدين والوطن معًا، فهؤلاء خائنون لا يعرفون حقيقة الدين، وأهمية الوطن، ولا يستحقون أن ينتسبوا لهذا البلد.