
رشدي أباظة
طومان باى يبعث من جديد
ممالك النار (١-٢)
لن تجد أكذب من «الإسلاميين» ولا يكذب أحد مثلهم. أقول الإسلاميين وليس المسلمين. الفارق كبير! أفواههم فوهات مدافع سريعة القذف تتنفس وتستنشق وتأكل وتشرب على الكذب والتدليس. منذ وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآلة الكذب لا تتوقف حتى على الرسول نفسه الذى قال البخارى عن أحاديثه أنه حذف منها ٥٩٤ ألفًا كتبها هؤلاء باسمه.. ونقلوها عنه زورًا وبهتانًا حتى كتب الصحيح بستة آلاف حديث فقط!
من هذه الأكاذيب تحويل «الاحتلال» التركى العثمانى لمصر وعدد من البلاد العربية إلى «فتح».. تمامًا مثلما فعل الإنجليز «الاحتلال» إلى «استعمار»!
هؤلاء أقنعوا الوعى العام العربى والإسلامى على مدار نحو ٦٠٠ عام بأن آلة القتل والنهب والدمار والسرقة والفجور العثمانى بحق ملايين القتلى والمشردين والمصابين ومسلوبى الحق والحقوق بأنها كانت فتحًا إسلاميًا وخلافة راشدة! لا توجد جريمة أكبر من تزييف الوعى بقلب الأباطيل التاريخية التى فعلها المجرمون الأتراك وملوكهم وسلاطينهم القتلة إلى ملوك عدل ورحمة وخير ونماء! كيف نجح هؤلاء فى ذلك؟ سؤال كبير يحتاج إلى وعى أكبر يجب أن يبدأ من الآن حتى نستعيد الحقوق الفكرية المسروقة مع سبق الإصرار والترصد. ولا عجب أنه فى الوقت الذى ترتكب فيه تركيا جريمتها العلنية بالسرقة والقرصنة فى البحر المتوسط هى فى الحقيقة تُمارس سلوكًا عثمانيًا انكشاريًا أصيلًا يمثل أساسًا وجوديًا للدولة العثمانية التى قامت على سلب ونهب الآخر.. هى الآن دولة تُمارس حالة فريدة من القبلية الدولية رغم ما تدعيه من حداثة فإنها ما زالت تُمارس سلوك الإغارة وقطع الطريق والسلب والسبى فى الشمال السورى وفى سواحل قبرص واليونان وليبيا!
فى هذا التوقيت يعرض مسلسل «ممالك النار» الذى لا نتجاوز إذا قلنا إنه محطة فنية تاريخية تجسد حالة درامية مدهشة توثق جرائم الغازى العثمانى لتقدم تفسيرًا منطقيًا لما يحدث الآن من السلوك العدوانى التركى الذى يتخذ من أكذوبة حماية الإسلام ذريعة للتمدد وللسلوك الاستعمارى والسلب والقتل والنهب برغم أن تاريخها مكتوب بدماء المسلمين وبنيان دولتها الذى يسمح بالدعارة المرخصة وزواج المثليين!
فى المسلسل يظهر «طومان باى» رمزًا لمقاومة المحتل العثمانى وبرغم أنه قتل بأيدى الغدر العثمانى إلا أنه مات شهيدًا وقد نال شرف المقاومة، لكن كلماته الأثيرة وثقت الحقيقة التى تقول: مصر لن يحميها إلا المصريون، وأن أى رئيس لا يستطيع التصدى وحده للأخطار والأطماع التى تواجه بلاده. فى كلماته فى المسلسل ينادى «طومان باى» فى المصريين بأن يدافعوا عن بلادهم بأنفسهم وأن يختبروا حبهم لوطنهم وأن يجعلوا طريق العدو إلى الوطن مفروشًا بالجحيم. غدًا نكمل