
رشدي أباظة
ممالك النار 2-2
طومان باى يُبعث من جديد!
مسلسل «ممالك النار» فكرة تعدت العظمة الفنية والأداء العالمى للدراما التاريخية العربية إلى عظمة عودة الوعى للشعوب والجمهور العربى.. فإذا كانت الأجيال التى مضت قد فنيت على أكبر مغالطة تاريخية بأن الاحتلال التركى للبلاد العربية الذى قام على السلب والنهب والقتل كان فتحًا إسلاميًا وخلافة راشدة فإن المسلسل العظيم يعيد حق المعرفة للأجيال المقبلة بأن تعى الحقيقة وتقف عليها ويعيد إليها الرشد والصواب بأن الأتراك كانوا مجموعات من القتلة ولصوص الأرض والعرض شأنهم شأن كل محتل غاصب مجرم سطا على الأراضى والحقوق العربية .
فى «ممالك النار» الذى تعرضه مجموعة قنوات mbc ويشارك الفنان المصرى العالمى خالد النبوى فى بطولته يظهر «طومان باى» رمزًا لمقاومة المحتل العثمانى، وبرغم أنه قتل بأيدى الغدر العثمانى إلا أنه مات شهيدًا وقد نال شرف المقاومة.. لكن كلماته الأثيرة وثّقت الحقيقة التى تقول إن مصر لن يحميها إلا المصريون.. وأن أى رئيس لا يستطيع التصدى وحده للأخطار والأطماع التى تواجه بلاده. ينادى طومان باى داخل ممالك النار فى المصريين أن يدافعوا عن بلادهم بأنفسهم.. وأن يختبروا حبهم لوطنهم وأن يجعلوا طريق العدو إلى الوطن مفروشًا بالجحيم! على امتداد التاريخ تكرر المخاطر نفسها ويعود العدو التركى إلى سلوكه الإجرامى نحو مصر ليبدأ من نقطة إيواء كل إرهابى يعادى مصر إلى تنظيم الانتقال المنظم للمقاتلين على حدود مصر إلى محاولات سلب ثروات الطاقة. كلمات «طومان باى» امتدت إلى حنجرة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى الذى نادى فى المصريين ذات ليلة من ليالى المقاومة: « أنا مستعد أواجه العالم كله بس انتوا تبقوا معايا إنما.. غير كده مقدرش».
لقد كان هذا نص تلاه السيسى عقب هجوم إرهابى غاشم فى سيناء!
الدراما العربية تتألق فى «ممالك النار» تألقًا ينير العقول حتى كدت أصرخ وأقول لولاه لظل الاحتلال فتحًا ولانتظرت بلادنا الإسلام يأتى من الباب العالى فى إسطنبول!