الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحقائق الغائبة والمسئولية الواجبة!

النقاب فى قصور الثقافة

الحقائق الغائبة والمسئولية الواجبة!

قبل سنوات طويلة وذات ليلة من ليالى التحرش الدينى بالهوية المصرية كتبت إحدى الصحف الدينية المتطرفة عنوانًا مثيرًا عن اللاعب المتطرف آنذاك «مدحت وردة» الذى رفع المصحف بديلًا عن الكأس عقب فوز فريقه بإحدى البطولات الإفريقية الكبيرة وكتبت تقول: رفع المصحف.. فرفضوا نشر صوره! كان ذلك تحرشًا دينيًا ومباشرًا بالهوية المصرية ومحاولة لبث فنون الفتن بين المجتمع باستثارة مشاعره الدينية التى تقسم الشعوب والمجتمعات وتؤسس لطائفية مقيتة لا تبقى ولاتذر! تذكرت تلك الواقعة التى رصدها الشهيد الراحل د.فرج فودة فى كتيباته التى كانت تحذر من الشائعات الدينية وخطورتها على المجتمع بعد استثارته بعد إذاعة نبأ السيدة المنقبة التى أعلن توليها منصبا فى وزارة الثقافة بإحدى المحافظات الإقليمية.



حالة من البلبلة سادت مواقع التواصل بسبب استبعاد السيدة المنقبة من رئاسة قصر ثقافة كفر الدوار. 

الجميع تعامل شكليًا مع الأزمة «المصنعة سلفيًا» وادعى أن الاستبعاد تم بسبب نقابها. نتوقف هنا عند الحقائق التالية: ١- الموظفة المعينة التى تدعى منى عبدالفتاح قد صدر لها قرار بتسيير الأعمال وهو ما يتيح قانونا إقالتها فى أى وقت لأن القرار ليس تعيينا كمديرة لقصر الثقافة.. بل قائم بالأعمال.

٢- الموظفة المذكورة بالدرجة الثالثة.. وهناك من هو أحق منها لكونها بالدرجة الثانية.. أى أن إسناد القيام بالأعمال كان مخالفًا للقانون منذ البداية.. وقرار استبعادها هو تصحيح لخطأ إدارى وقع.  

٣- تعيينها تم من خلال لجنة شكلت دون صدور قرار من رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة.. وبالتالى فهى باطلة وكل ما صدر عنها يشوبه البطلان!

التعامل مع حالة السيدة المنقبة تم بتسييس دينى متعمد، كما لو كان الهدف هو الاستفتاء على تقبل «الحالة السلفية الرجعية» فى المجتمع، واستدرجت برنامج توك شو شهيرًا  ليعلن استطلاعًا للرأى عن مدى أحقية تعيين المنقبة؟ ثم أعلنت نتيجة تظهر تعاطفًا مجتمعيًا مع حالة النقاب.  وهو خطأ مهنى جسيم لأن السؤال طرح منقوصًا ومفصلًا وموجهًا.. لأنه استطلع الرأى حول قبول النقاب من عدمه وهى حرية شخصية.. لكن المهنية كانت تقتضى أن يطرح السؤال حول مدى صلاحية المنقبة للتواصل مع الأطفال داخل قصر الثقافة وهو اتصال إنسانى ووجدانى يستلزم كل الجوارح والمشاعر والأحاسيس لأنه اتصال فنى لا يمكن أن يحول بينه وبين المتلقى حجاب للوجه أو للعقل! الشائعات والجهل والغرض واستخدام الميديا فى هؤلاء الثلاثة هو الأخطر الآن على الهوية المصرية.