الخميس 10 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«برايڤت نمبر» ضياء رشوان! «2-1»

«برايڤت نمبر» ضياء رشوان! «2-1»

أثناء جلوسى صباحا فى مكتبى أتصفح الجرائد ممسكا سيجارتى بينما فنجان القهوة لا زال ملتهبا لدرجة أجبرتنى على تأجيل احتسائه.. دخل على رئيس التحرير دون موعد مسبق مستغلا مساحة العلاقة التى تسمح بذلك، كنت قد عرفت بقرب قدومه حيث سبقته إلى المكان رائحة عطره المميزة.



جلس رئيس التحرير أمامى يحدثنى عن حجم التفاعل مع سلسلة المقالات الثلاثية التى نشرها رشدى أباظة تحت عنوان «مدى مصر.. محطة الاتحاد الأوروبى»، والتى كشفت عن حجم غزير من المعلومات حول التواصلات الأجنبية لهذا الموقع الذى تجاوز العمل الصحفى مهنيا ليدخل فى مساحة تماس مع حدود الأمن القومى المصرى كأداة للاتحاد الأوروبى تتجاوز أعراف الدبلوماسية، وانتهت سلسلة المقالات بتوجيه نداء لنقيب الصحفيين ضياء رشوان لتفعيل دوره فى مواجهة تلك الكيانات من منطلق مسئوليته ومن منطلق كونه رئيسا للهيئة العامة للاستعلامات، خاصة أنه كان قد التقى بالقائمين على الموقع حسام بهجت ولينا عطا الله بعد بيان النيابة العامة الذى أكد إخوانية الموقع، وهو اللقاء الذى كشف عنه حسام بهجت وتفاخر به محمد سعد عبدالحفيظ عراب الموعد داخل وخارج النقابة وتداولته حساباتهم الإلكترونية التى كانت تريد أن تستغل اللقاء للإيحاء بإضفاء الشرعية على هذا الموقع، أو بأن الدولة قد تراجعت عن موقفها من الموقع فيظهر أصحابه بمظهر الضاغطين المؤثرين على موقف دولة ٣٠ يونيو فيتحولون إلى أيقونة لغيرهم ممن على شاكلتهم إيذانا ببناء محطات مماثلة لتشتيت الدولة المصرية باستخدام ما تتيحه حرية العمل الصحفى من فرص وآليات لاختراق وتسريب التمويل، هنا يقفز السؤال هل كان اللقاء بترتيب مسبق تم بين ضياء رشوان ومحمد سعد عبدالحفيظ. الأخير أحد أهم رجاله فى المجلس، والذى يتقاضى راتبا شهريا من موقع مدى مصر الممول أوروبيا؟ فاجأنى السيد أحمد باشا رئيس التحرير بالقول عن تلقيه اتصالا من السيد الأستاذ الباحث الدكتور ضياء رشوان نقيب الصحفيين.. ورئيس هيئة الاستعلامات.. مقدم البرامج بقناة الغد.. مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بمؤسسة الأهرام سابقا.. الكاتب الصحفى بالأهرام.. عضو مجلس إدارة العديد من الهيئات والمؤسسات التعليمية والبحثية فى مصر والكاتب بعدد من الصحف العربية والدولية.. فاجأنى بالاتصال من خلال هاتف يحمل خاصية «الرقم الخاص» التى تحجب الأرقام «برايڤت نمبر».. كان مقصد البداية الهاتفية تلك للإيحاء بحيثية معينة يضيفها لذاته المتعددة المنتشرة فى كل هذه المناصب التى تحتاج لـ«سبايدر مان» فضلا عن رغبته فى إحداث حالة من الترهيب للسيد رئيس التحرير -حسب تفسيره- وذلك تمهيدا للهجوم التليفونى الذى كان متحفزا له قبل الاتصال «البرايڤتى»!

لم يتطرق الأستاذ الباحث المذيع الدكتور ضياء للمعلومات الواردة بالمقالات التى نشرتها فى سلسلة مقالات عن موقع مدى مصر المشبوه قبل أيام، والتى تمس الأمن القومى المصرى فقط.. فقط كان انزعاج سيادته مما تضمنته السلسلة من تعرض لمهام وظائفه الأخطبوطية، وليس شخصه، واستخدم نوعا من التهديد الايحائى لرئيس تحرير جريدة «روزاليوسف» متوعدا إياه بأنه سيتلقى اتصالات من جهات سيادية عليا ستوجه له اللوم والتقريع!

 الأمر الذى لا يحدث فى دولة تحترم حرية الصحافة والتعبير كالدولة المصرية العريقة. 

المكالمة السلطوية «البرايڤتية» الأخطبوطية تطرح عددا من الأسئلة التى تفرض نفسها:

١- لماذا يعتقد السيد ضياء رشوان أنه فوق النقد الموضوعى؟

٢- لماذا يثور السيد ضياء لنفسه أكثر مما يثور للدولة المصرية التى قال إنه أحد بُناتها العظام فى ٣٠ يونيو؟!

٣- لماذا يصر على مزج العام بالخاص مدعيا أن تحركاته قد تمت بتنسيق مسبق مع قيادات سيادية ما كان يجب له ذكر أسمائها، وهو أمر عار من الصحة ويخالف منطق سلوك الدولة المصرية المعلن تجاه موقع «مدى مصر»؟

٤- من أخبر السيد ضياء رشوان أن السيد رئيس التحرير «روزاليوسف» يسمح بنشر جريدته خواطر أو ترهات خارج سياق السياسة التحريرية المستهدفة.. والتى لها حجم اتصالات يفوق ما يتخيله السيد ضياء المعتقد بالخطأ أن رئيس التحرير ينشر عن الهوى الصحفى.. وليس له وحى معلوماتى متعدد المواضع والتواصلات والحيثيات فى مؤسسات مختلفة من الدولة؟

٥- هل وقع السيد ضياء أسيرا لتياره السياسى الناصرى القومجى المخالط لتنظيم الإخوان فأصبحت تحركاته وانفعالاته محكومة بردود الأفعال المتوقعة من حمدين صباحى أو عبدالله السناوى مثلا.. أم أنه رضى لنفسه أن يكون مندوب اتصال هذا التيار مع الدولة؟

غدا نكمل