
رشدي أباظة
الجريمة التركية على الجبهة الغربية (١-٢)
تتشابه أحوال الدولة المصرية فى هذه اللحظات من عمرها الفارق مع أحوال «دولة المدينة» فى غزوة الخندق والتى كانت فارقة فى حياتها آنذاك.
محاوطة من كل اتجاه وأخطار لاتراوح مكانها وتأبى إلا أن تحيق بالدولة المصرية.. تمامًا كما فعل أعداء دولة المدينة.
بيد أن دولة المدينة اهتدى قادتها العسكريون إلى حفر خندق حول حدودها يحميها من حوط أعادى الجزيرة العربية.. تمامًا كما يحدث الآن للدولة المصرية.
يحيطها الأعداء من غزة وإسرائيل على حد سواء فى الشمال الشرقى.. ومن الجنوب الفوضى والهجرات الإفريقية جراء السيولة التى حدثت فى السودان.. وفى الغرب من الحدود المفتوحة لعصابات الإرهاب والإجرام مع ليبيا المنفلتة أمنيًا.. ومن الشمال عبر البحر المتوسط يتقدم المرتزقة الأتراك فى محاولة تهديد واضحة للأمن القومى المصرى بالاتفاق مع الإرهابى المطلوب أمنيًا فايز السراج قائد كتائب الوفاق الميليشياوية فى طرابلس. هل أتاك حديث الحرب إذن؟
هل توقفت عند الرؤية الاستشرافية للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وضع منهجًا استباقيًا لإعادة تأهيل وتسليح الجيش المصرى.. هل أدركت الآن مفهوم «الميسترال» ورفع كفاءة القوات البحرية؟
هل أدركت الآن ما الذى فعله تنظيم الإخوان الإرهابى على مدار سنوات انتهاء بدفع المقاول الهارب للتقول على الجيش المصرى لجعل جمهوره ينفض من حوله إذا ما أزفت الآزفة.. هنا يظهر المتولّون يوم الزحف خيانة أو خذلانا أو تورطًا فى إنهاك الدولة أو خيانة بالترك والسخرية! على الجبهة الغربية تفتح تركيا الآثمة سبيلًا لمواجهة حتمية مع الدولة المصرية.. تسلح إرهابيين على أرض ليبيا وتمولهم وتدربهم.. وتنقل المقاتلين إلى قواعدهم المؤمنة فى ليبيا أيضًا والجميع قبلته قلب القاهرة!
لا تكتفى تركيا بذلك.. بل تُمارس جريمة قطع الطريق الدولية وتواصل سلوكها العصابى فى المياه الإقليمية لتكشف عن أهدافها الحقيقية وتحركها لنهب الثروات والموارد وليس دفاعًا عن الإسلام، هنا تعلن تركيا عن الاستخدام المهين لتنظيم الإخوان ضد أمن بلادهم المثبتة جنسيته فى السجلات.. وليست فى القلوب الإخوانية المريضة.
الحرب أمر لو تعلمون عظيم، ولكنها لاتقوم إلا لدرء أمور أشد خطورة.. كل ما تفعله تركيا هى خطوات استدعاء للحرب.. ١- تهديد الثروات الطبيعية ٢- تهديد الحدود الغربية ٣- دعم الإرهاب الإخوانى ٤- تمويل قنوات الإرهاب ٥- احتلال جزيرة سواكن ٦- تحريض إثيوبيا يحسبون الأحزاب لم يذهبوا؟. غدًا نكمل