الجمعة 13 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
وفاء «صلاح نظمى»

وفاء «صلاح نظمى»

رخم ودمه تقيل، هكذا وصف العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الفنان الراحل الكبير «صلاح نظمى». القصة بدأت عندما حل العندليب، ضيفا على الإعلامية القديرة سناء منصور ببرنامجها الشهير على إذاعة الشرق الأوسط وقتها «أوافق.. امتنع»،  من ضمن الأسئلة التى وُجهت لعبد الحليم حافظ وقتها كان سؤال: «من هو الممثل صاحب أثقل دم فى السينما المصرية؟»، فوافق عبد الحليم على الإجابة وكانت إجابته «صلاح نظمى». «صلاح نظمى» استشاط غضبا، وقرر رفع قضية سب وقذف على عبدالحليم، وأثناء الجلسة التى كان سينطق بها بالحكم، وقف عبدالحليم أمام القاضى وقال ليبرئ نفسه إنه لم يقصد إهانته ولم يتحدث بشكل شخصى، ولكن قصد الأدوار التى يؤديها الرجل، وأنها ادوار لشخص  ثقيل الدم ويؤديها صلاح نظمى بنجاح، وبالفعل تمت تبرئة العندليب والذى انتظر صلاح نظمى خارج قاعة المحكمة، واعتذر له وأكد له أنه لم يكن يقصد، وأصر أن يشاركه فيلم «أبى فوق الشجرة». «صلاح نظمى» ثقيل الظل فى نظر الكثيرين منا له وجه آخر لا يعرفه أحد، الرجل كان نموذجا للوفاء والصبر وطيبة القلب.. أحب فتاة أرمنية، وحاول يتقرب منها فنهرته بشدة، تابعها حتى تعرف بشقيقها وطلب يدها للزواج سنة 1951. عاش «صلاح نظمى» مع زوجته، قصة حب وصلت للعشق وأنجب منها ولدهما الوحيد حسين وللأسف بعد مرور 11 عاما أصيبت زوجته بمرض أقعدها الفراش وحرص صلاح نظمى على خدمة زوجته على كرسى متحرك، لمدة ثلاثين عاماً كاملة، رافضاً أن يتزوج غيرها. 30 سنة ينفق كل ما يتقاضاه من أموال على علاجها، لم يمل يوماً لطول مرضها، يخرج من الاستديو جرى على البيت ليقوم على خدمتها ويؤدى الأعمال المنزلية كاملة، استمر على هذا الوضع حتى توفاها الله فى بداية 1990 ويدخل فى حالة من الاكتئاب الشديد وينقل بعدها بفترة قصيرة إلى المستشفى، حتى فاضت روحه إلى بارئها فى ديسمبر عام 1991. وفاء «صلاح نظمى» مثال حى ينم عن أخلاق راقية.. فالوفاء أصبح عملة نادرة فى زماننا هذا الذى كثر فيه الغدر والخيانة. ففى زمن اللاوفاء الذى نعيشه الآن تتكشف حقائق البشر وتسقط الأقنعة، وتتضح معادن الرجال وتظهر على واقعها الحقيقى. الوفاء مع الناس يأتى فى كل الظروف، وليس كمداهنة ونفاق وقت وجود الأشخاص فى مناصبهم، وإنما الوفاء يبقى مع الطيبين الأخيار حتى ولو جار الزمان عليهم ووقعوا بالمحن والشدائد. نحن نصير أكثر بؤساً كلما قابلنا وجوها كالملائكة تخفى الشياطين بداخلها، الخداع صار أسلوب حياة، الأصدقاء يخدعوننا ويتظاهرون بالوفاء ،كثيريين يخدعون الناس باسم الدين ، ونحن أحيانا نخدع أنفسنا أحياناً باسم الحب. الوفاء هو الحفظ والصون للعهود والوعود، مع الحرص على أداء الأمانات والحقوق لأصحابها، والاعتراف بما قدّموه من الأفعال الحسنة، والاعتراف بفضل الناس والحرص على صيانة المودّة والمحبّة. لا تحكم على أى شخص وأنت متعرفش حياته الشخصية ولا إيه اللى بيمر به؛ احسنوا الظن بالناس ودعوا العباد لرب العباد.