الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
2020.. مصر سفينة النجاة ‏	‏ ‏

2020.. مصر سفينة النجاة ‏ ‏ ‏

يتنفس الشرق الأوسط نسيم عام جديد، وهو يبحث عن السلام ويحلم ‏بتوقف نزيف الدماء، وتستعيد الدولة الوطنية هيبتها واحترامها، ‏وتتوقف التدخلات الدولية الفجة والتحرشات الإقليمية التى تسعى ‏للاستيلاء على ثروته.‏ ‏ تفتش شعوبه عن الأمن والاستقرار المفقود من عقود، تقف على ‏شواطئ جنوب المتوسط وتنظر ‏إلى الأفق الفاصل على نقطة انطباق ‏السماء على البحر وتحمل بداخلها أمنية، أن تتحول البندقية المصوبة ‏إلى صدور اليائسين على مراكب الموت ‏إلى مصنع أو معمل أو ‏مزرعة، فرصة عمل وحياة كريمة فى بلدهم أفضل من ركوب أمواج ‏المجهول.‏ وسط كل ذلك الغضب والجنون تقدم مصر الإجابة، تفرد اشرعتها ‏لدعم الأمن والاستقرار، فى المنطقة وتقدم تجربتها ولا تفرضها على ‏أحد، روشتة العلاج مكتوب فى مقدمتها الإنسان وحياته، تساوى بين ‏كل مواطنيها أمام القانون، وتعمل جاهدة على زراعة الأمل والانتماء‏، وتجتهد من أجل احلال السلام ودعم قيم التسامح، تحمى قوتها ‏العسكرية أمن شعبها وتحافظ على مدنية الدولة واستقرارها.‏ فى سبتمبر 2016 اوقفت مصر مراكب الهجرة غير الشرعية، ‏وقررت حل الأزمة من جذورها، كانت الإرادة السياسية حاضرة، ‏وعازمة على عدم تكرار مأسى غرق سفن الهجرة غير الشرعية، ‏بدأت فى استثمار مواردها فى مشروعات توفر وظائف للشباب، وأن ‏تفتح أبوابها للعمل والحياة أمام الأشقاء الأفارقة والعرب بدلا من ‏ركوب البحر، وبدأت فى دراسة الموقف من كل جوانبه واطلقت ‏استراتيجية وطنية ممتدة حتى عام 2026 لمكافحة الهجرة غير ‏الشرعية والاتجار بالبشر.‏ بحثت مصر عن الإنسان وكرامته، بينما قامت دول أخرى مثل تركيا ‏باستخدام المهاجرين كسلاح وورقة ابتزاز لأوروبا، ‏وقامت بتهديدها ‏بأنها ستقوم بإغراق أوروبا بـ100 ألف لاجئ ‏إذا لم تقم بزيادة ‏المساعدات التى تصل حاليا ‏إلى 6 مليارات يورو.‏ يقف خلف النجاح فى ذلك الملف تنسيق وتناغم كبير بين كل أجهزة ‏الدولة والمجالس الوطنية لتحقيق ذلك الهدف، لم تعتمد على الحل ‏الأمنى فقط ولكن ذهبت لعلاج المشكلة والأساس فيها غياب التنمية ‏وفرص العمل عن المناطق التى خرج منها راغبو الهجرة، فرأينا ‏أكبر مزرعة سمكية فى بركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، وهى من ‏المحافظات التى عانت من الظاهرة لسنوات طويلة.  ‏ لم تتوقف مصر عند نقطة النجاح والإشادة الدولية، فالعمل مستمر ‏حتى تتعافى مصر تماما من آثارها، وكانت توصية الرئيس عبدالفتاح ‏السيسى للحكومة فى ختام منتدى شباب العالم فى نسخته الثالثة بإطلاق ‏مبادرة مراكب النجاة إشارة ‏إلى استكمال الطريق والبدء فى مرحلة ‏جديدة، تقوم فيها وزارة الهجرة بزيارة للمحافظات والقرى التى تعانى ‏من الظاهرة، وتقدم خلالها عروضا لمشروعات صغيرة يمكن تنفيذها ‏وتجارب ناجحة سابقة، وتواصل تقوم به الرائدات الريفيات مع ‏الأمهات لتغيير الأفكار التى ارتطبت بالهجرة، ولم يتبق الا مشاركة ‏القوى الناعمة بأعمال درامية بقوة «أرض الأحلام» و«أمريكا شيكا ‏بيكا» لتغيير الصورة النمطية للغرب وغرس معنى جديد يقول إن الجنة ‏ليست موجودة على الجانب الآخر من المتوسط، الجنة يمكن بناؤها فى ‏الوطن.