الإثنين 7 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حد شاف جوزى!

حد شاف جوزى!

شاب وزوجته من أقربائى فى الإسكندرية نشب بينهما خلاف حاد يقف الآن على حافة الطلاق. دخلت حكمًا بينهما بعدما طلبت الأسرة وساطتى نظرًا لكونهما رفقاء أولادى منذ الصغر.



كانت المشكلة غريبة وعجيبة ولم أقابلها فى حياتى والسبب «جروب» على الفيسبوك للسيدات يضعن فيه صور أزواجهن ويطلبن من أعضاء «الجروب» ما إذا كان هذا الزوج له علاقة بإحداهن أو على علاقة بإحدى السيدات!

«الجروب» ينتهك خصوصية العلاقات الإنسانية بصورة غير مسبوقة وبه تجاوز منحط يوقع بعض السيدات فى أزواجهن سيما وأنه يقع فريسة لبعض صفات النسوة اللائى يمتزن بالكيد والكذب! وقعت زوجة الشاب أسيرة لجريمة الجروب البشعة، إذ نشرت إحداهن صورة قديمة لزوجها أثناء العمل.. وكتبت ناشرة الصورة: هذا الشاب على علاقة بصاحبة الصورة!

يرتكب الجروب جريمة أسرية تخريبية كبيرة فضلًا عن الخوض فى الأعراض وقذف السيدات الطبيعيات اللائى يجتمعن مع زملائهن فى العمل والدراسة وغيرهما.

لا أعرف من وراء فكرة الجروب السيئة التى تغوص فى أعماق التدمير الذاتى للأسر المصرية. فقد تحولت الشبكات الإلكترونية إلى وسيلة للتفسخ الاجتماعى.. وليس للتواصل بعدما انطلقت حملة يبلغ فيها الأزواج عن بعضهم البعض بعدما أصبح كلاهما أو أحدهما خائنًا للعشرة الزوجية إلى أن يثبت العكس!

الحملة فى البدء أطلقتها سيدة نشرت من خلالها صورة زوجها لكى تكون وسيلة للتعرف عليه فى الأماكن العامة حال مشاهدته فى وضعية توحى أنه يخون زوجته.. ولو كان لقاء عابرا على رءوس الأشهاد.

الحملة التى تعبر عن خلل سلوكى انتقلت بمساحات الخاص إلى العام، وأهدرت قدسية الرباط الزوجى القائم على المودة وحولته من أساسه القائم على الرحمة إلى حالة ندية بغيضة. حالة الخلل النفسى الإلكترونى التى عبر عنها سلوك سيدات الجروب تكشف عن خطورة حملات التواصل على السلوك العام وعلى السلام الاجتماعى وعلى الاستقرار الأسرى.. بل وعلى حالة النضج التى يجب أن يبدو عليها الآباء فى مواجهة أبنائهم، لكن هذه الحالة تعبر عن تطور خطير يغل يد الآباء عن تقويم السلوك الإلكترونى لأبنائهم الذين سيرصدون سلوكًا إلكترونيًا معيبًا لجيل يفترض فيه أن يكون قدوة فإذا به يتورط فى التفاصيل الصبيانية التى كان يعيبها عليهم. لم أجد بدًا من تعقيل الشابة التى كانت تصر على الطلاق بعد أن أقنعتها أن خراب بيتها يبدأ من الشك اللا مشروع.