الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الحرب الإلكترونية الأولى

الحرب الإلكترونية الأولى

بالرغم من أن البشرية لم تنعم بالكثير من لحظات السلام إلا أن تقسيم الحروب من حيث نطاقها الجغرافى وإعداد الدول والمحاربين والضحايا يجعل لدينا حربين عالميتين فقط، الحرب العالمية الأولى  استمرت أربعة سنوات (1914-1918) شارك بها نحو70 دولة (مستقلة ومحتلة) خلفت 17 مليون قتيل و21 مليون جريح. الحرب العالمية الثانية استمرت ست سنوات (1939-1945) مع عدد وفيات يتخطى حاجز الـ55 مليونا هذا بالإضافة الى المرضى والمفقودين.. هذا على مستوى الأفراد.. الخسائر المادية جسيمة وأيضا إعادة تشكيل الخريطة العالمية بعد كل حرب كان كبيرا ومؤثرا. مع نهاية 2019 وبداية 2020 تصاعد الصراع فى منطقة الشرق الأوسط بين أطراف متعددة فى العراق وسوريا وليبا.. تحركات وتصريحات وتنفيذ فعلى لعمليات.. يتصاعد الحديث عن اقتراب حرب عالمية ثالثة يكون مسرح العمليات بها منطقة الشرق الأوسط.. أطراف الصراع موجودة وأسباب الصراع كثيرة ومتشعبة والجوائز والعوائد معروفة ومحددة ولاغنى عنها. وسط ذلك الصراع وبعد مقتل قائد عسكرى إيرانى فى بغداد بغارة جوية أمريكية بدأ تصاعد الحديث والتوقعات والتكهنات عن الحرب.. هذا بالطبع مدعوم ومستنتج من التصريحات بعد تلك الحادثة. خبراء الأمن القومى فى الولايات المتحدة الأمريكية يتوقعون أن يكون الهجوم السيبرانى متوقعا كجزء مما أسموه «الانتقام لمقتل الجنرال الكبير». الهجوم السيبرانى فى 2012 على عدد من البنوك الأمريكية وأيضا الهجوم على شركة أرامكو السعودية والذى أصاب أكثر من 35 ألف جهاز حاسب إلى بالشلل التام وأدى إلى توقف المنظومة بالكامل. المعلومات المتاحة حول تلك الهجمات ليست بالكافية.. الكثير منها يتم التعتيم عليه أو ذكره بدون تفاصيل.. بعض هذه الهجمات يبقى مجهول السبب أو الفاعل. ولكن يمكن من خلال الأخبار المتناثرة وحجم الاستثمار فى الخبراء والأجهزة والأنظمة الفنية للتأمين والهجمات الإلكترونية.. يمكننا أن نرسم خريطة تشمل سبعة دول رئيسية هى  الولايات المتحدة الأمريكية.. المملكة المتحدة.. روسيا...الصين.. إيران... إسرائيل.. كوريا الشمالية ...هذا على مستوى الدول.. بالإضافة إلى العديد من العملاء والمرتزقة ومطورى الهجمات نظير من يدفع أكثر. البعض يعتبر الهجمات السيبرانية الحالية هى بالفعل الحرب العالمية السيبرانية الأولى.. البعض الآخر يراها مناوشات هنا وهناك لضرب المصالح جزئيا.. مناوشات تجعل الجميع يرى ويعتبر الأمن السيبرانى أمر واقع وخطير وينبغى الاهتمام به وخاصة مع تزايد الانغماس فى أدوات الثورة الصناعية الرابعة. الأيام القليلة القادمة ستحمل الكثير من الأخبار والوقائع المرتبطة بالحروب والهجمات السيبرانية.. وما بين التصريحات والتوقعات والحسابات المعقدة بالنسبة للحروب التقليدية وبين الغموض والخفاء وتسريب المعلومات وتعطيل الخدمات بالنسبة للحروب السيبرانية.. بين هذا وذاك سنقضى على الأقل الشهر الأول من هذا العام. تغريدة: هل تسبق الحرب السيبرانية مثيلتها التقليدية؟