الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الإخوان الإرهابيون» بين تركيا ومصر

«الإخوان الإرهابيون» بين تركيا ومصر

لماذا يبرر الإخوان الإرهابيون غزو حاكم تركيا لسوريا وليبيا؟ ولماذا يهاجمون فى المقابل موقف مصر وهى تقف بحزم ضد هذا الغزو؟ ولماذا يقبل الإرهابيون بمزاعم الاستعمارى أردوغان حماية أمنه القومى تبريرا لغزو سوريا وليبيا؟ وينتقدون حديث مصر عن حماية أمنها القومى على حدودها من كل جانب؟ إذا فتحنا باب الأسئلة فى هذا الجانب فلن نتوقف، لأن مواقف الجماعة الإرهابية باتت دليلا مقنعا على عمالتها، وعلى انسياقها ضمن تصور استعمارى عثمانلى للمنطقة العربية، فى انسحاق كامل، وانبطاح غير مسبوق، تحولت به الجماعة إلى تابع ذليل، ينفذ ما يصدر له من أوامر، وبدلا من حديث قادة الجماعة لأتباعهم عن توجهات  تخص أهدافهم، تحولت الأحاديث إلى تنفيذ تكليفات تخص الأهداف والمصالح التركية بالدرجة الأولى. ما لا تستطيع الجماعة إدراكه لأنها تابعة وعميلة، هو الفارق فى موقفين عن الأمن القومى... موقف مصرى يدافع عن حدوده وثرواته ومصالحه من دون اعتداء على أراضى الآخرين، وموقف أردوغان المُعتدى والغازى لأراضى الآخرين للاستيلاء على ثرواتهم، وهو فارق ضخم بين من يحمى وبين من يغزو، بين من يدافع وبين من يعتدى. لذلك لا تستغرب من منطق جماعة الإخوان الإرهابية وعملائها وهم يبررون الغزو التركى المتوالى للأراضى العربية فى مقابل تدبير حملات تحريضية ضد مصر وهى تدافع عن أمنها القومى وحدود أراضيها، لأن الفارق بين الاثنين هو فارق بين الوطنية والعمالة . الإخوان الإرهابيون قرروا أن يتحولوا إلى أداة فى يد العثمانلى، آملين أن ينتهى بهم الأمر لحكم مصر، وهم يحلمون بعودة الخلافة العثمانلية، حتى يفوضهم الخليفة على ولاية مصر،  ويحققون حلمهم المفقود وأوهامهم المُضحكة . كل ما سبق ليس نكتة، أو رواية كوميدية مضحكة، إنما هى فعلا حقيقة، وللأسف يعيش فى ظلها «الإخوان الإرهابيون»، بعد أن فشلوا تماما فى جذب انتباه المصريين، وعجزوا عن اختراق الواقع المصرى، فهربوا إلى عاصمتهم الأم اسطنبول، سعيا وراء فرص للنجاح، هى فى الحقيقة فرص وهمية . ما تفعله مصر الآن هو نموذج للدول المدنية المتحضرة، الدول التى لا تندفع وراء مغامرات استعمارية وغزو لأراضى الغير، الدول التى تعرف معانى حقوق الإنسان وتحترم الحق الأسمى وهو الحق فى الحياة، فى مقابل ما يفعله أردوغان وهو يحاول إعادة عجلة التاريخ للوراء، ويُطبق كل مفاهيم ومعانى العدوان والاعتداء ويعيدنا إلى عهد الاستعمار . هذه معانى لا يعرفها الإخوان الإرهابيون ولا مرشدهم العام أردوغان، إنما هم يعلمون ويعملون وفقا لمبادئ استعمارية بالدرجة الأولى، لذلك لا تندهش وهم يبررون لسياسات عدوانية وممارسات إرهابية ترتكبها عاصمة الخلافة الوهمية، ولا ترتبك أو تندهش وهم يهاجمون ويحاربون مواقف مصر المبدئية المدافعة عن الوطن. الإخوان الإرهابيون حركة خائنة وذليلة لأسيادها .