الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
1979-2019

1979-2019

قبل أن ينتهى عام 2019 بسويعات قليلة وأثناء محاولة تناول وجبة العشاء أدرت زر التلفاز إلى قناة «ماسبيرو زمان» فهى القناة المفضلة لجيلى و«ماسبيرو زمان» قناة ثرية جدا ولابد من توظيفها لإعداد الأجيال المقبلة بصورة منضبطة ولكن تلك أمور تحتاج إلى تفصيل ربما فى مقالات قادمة. بمناسبة رأس السنة وجدت برنامج تقديم سمير صبرى... فى الاستوديو ماكيت كبير لرقم 1979 فى الخلف وماكيت فى الأمام لرقم 1980... سهرة رأس السنة لعام 1979 والانتقال إلى عام 1980... أربعون عاما بالتمام والكمال...استضاف البرنامج الفنان عبدالمنعم مدبولى وتحدث عن أمنياته للعام الجديد ومنها وضع القمامة فى أكياس وعصر الغسيل قبل نشره... استضاف الفنان هانى شنودة وفرقة المصريين ثم استضاف الفنان الراحل أحمد زكى مع تهنئة بنجاح مسلسل الأيام وعرض فقرات منه... الجزء المعروض كان طويلا جدا... ربما أطول من اللقاء الأصلى مع بطل المسلسل... بعد ذلك كان اللقاء مع الفنانة شيرين.... اسمها الأصلى أشجان.... كنت قد انتهيت من وجبة العشاء فأغلقت التلفاز وتوجهت للنوم. قبل النوم خطر ببالى ذلك الزمن الهادئ الجميل... مقدم البرنامج وأيضا الضيوف فى قمة التلقائية والبراءة مقارنة بما نراه اليوم فى الأغلب الأعم من تصنع وافتعال وعمل بروفات عديدة ليخرج البرنامج براقا وفى غاية الجاذبية ولكن يفتقد للروح والمصداقية.... البروفات والافتعال والتصنع من موروثات الثقافة الأمريكية فى الإعلام فلا شىء يحدث بالصدفة حتى الصدفة والاندهاش والإحراج الذى نراه على الشاشة يتم التدريب عليه كثيرا ويتم تدريب الجمهور على ردود الأفعال المصطنعة... إطار عام من الاحترافية والشكل الجذاب مع غياب للروح والتلقائية. وعلى الرغم من انتمائى لجيل برنامج 1979 إلا أننى شعرت بالملل وشعرت ببطء الحركة... تمنيت للحظة أن أشاهد هذا البرنامج على اليوتيوب حتى يكون لى مطلق الحرية فى الانتقال إلى الفقرة التالية بدون الحاجة إلى انتظارها. حتى قراءة الكتب والصحف حاليا لم يعد الذهن قادرا على التركيز كما كان فى الماضى... السن ليس هو السبب حتى الآن ولكن السبب هو التعرض لهذا السيل الكبير من المعلومات والأخبار المتنوعة والكثيرة مع إمكانية الإبحار فيها والتحكم بها وليس أن تجلس مستسلما مثلما كان الوضع فى عصر الراديو والتليفزيون. ما يحدث للذهن من أنشطة وانتباه وتعرض لأخبار متنوعة وكثيرة لها مخاطر كثيرة ربما أبسطها على المدى القصير هو ضعف التركيز والانفعال الزائد والتوتر... نحتاج إلى دراسات اجتماعية ونفسية وطبية متعمقة وكثيرة لدراسة الآثار على المدى الطويل على جميع فئات المجتمع... ربما ببساطة إن استطعنا أن نمارس رياضة المشى لنصف ساعة يوميا وتقنين أوقات استخدام شبكات التواصل الاجتماعى وعدنا إلى الاستماع إلى الموسيقى وقراءة الكتب الشيقة... ربما استطعنا استعادة الذهن قبل فقدانه نهائيا.