الجمعة 2 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المسرح الإلكترونى

المسرح الإلكترونى

إذا قدر لك عزيزى القارئ أن تقف وحيدًا على خشبة المسرح... يفتح الستار فيتم تسليط الضوء عليك.... تبدأ فى النظر من خلال أشعة الضوء  إلى الظلام الدامس أمامك لمحاولة رؤية المشاهدين فلا تستطيع... فقط تشعر بوجودهم من خلال بعض الهمهمات أو السعال... تبدأ فى الشعور بالرهبة وعدم الارتياح... تحاول أن تتذكر ما يجب أن تقوله فلا تستطيع... قد تصاب بشلل تام مؤقت... شلل فى التفكير وفى الإحساس وفى النطق... هذا كله معروف ومفهوم... علميا يأتى ترتيب «مواجهة الجمهور» والتحدث إليهم كثالث أمر يخشاه الإنسان بعد الخوف من الوحدة والذى يأتى فى المرتبة الأولى ثم الخوف من الموت والذى يأتى فى المرتبة الثانية.... أحيانًا يتبادل الموت والوحدة المركزين الأول والثانى ولكن فى أغلب الدراسات يأتى الخوف من مواجهة الجماهير والتحدث فى الأماكن العامة فى المرتبة الثالثة... يأتى بعد ذلك الخوف من المرض والحشرات والشيخوخة والعجز والفقر وخلافه... عودة إلى خشبة المسرح فبعد مرور تلك الهزة الأولى قد تشعر بأنك وحيد تمامًا ولا تحس إطلاقًا بوجود الجمهور... فتبدأ فى الحديث ببطء وتحفظ ثم سرعان ما تنطلق كاسرًا كل الحواجز والمخاوف السابقة... قد تعود للشعور بالرهبة عند إضاءة الصالة فى آخر كلمتك وترى العدد الكبير من المشاهدين الذين ألقيت عليهم أفكارك أو قدمت مشهدك التمثيلى. هذا الأمر مشابه لما يحدث لك عند استخدامك لشبكات التواصل الاجتماعى... ربما فى أول الأمر تشعر ببعض الرهبة أو الإثارة عند وضع منشور جديد أو صورة شخصية... تشعر بانفعال شديد جراء تعليقات الأصدقاء على ما تضعه... ثم ما يلبث أن يسود الظلام الدامس تمامًا مثلما يحدث فى مثال خشبة المسرح السابق الإشارة إليه... فتبدأ فى وضع المنشورات والأفكار والأخبار والآراء والصور ومقاطع الفيديو بدون حساب وبدون الاهتمام بالجمهور... الذين يرونك من حيث لا تراهم ليس المقصود أن كلهم شياطين ولكن بالتأكيد ليسوا جميعًا ملائكة فمنهم الحاقد ومنهم المريض ومنهم الحسود ومنهم من يتضرر لما تضعه... لن يقوم الجميع بالإشارة إلى وجودهم فالبعض يتصفح فى صمت Silent User وهذا المستخدم الصامت هو الأخطر فهو إما غير مهتم أو أنه لا يضمر خيرًا...رأينا أمثلة كثيرة لمصائب حدثت للمستخدمين بعد وضع صور شخصية لهم ولأسرهم.... الحاسد والحاقد لن يتركا تلك الفرصة تمر... بقى أيضًا أن نقول إن التواجد بإفراط يجعل الناس تزهد فى العلاقات الشخصية الحقيقية وربما تكون قد شعرت بهذا عند مقابلة البعض لك... الحماس والحميمية تقل بشدة فهم معك ومع صورك الكثيرة التى تضعها بصورة هستيرية كل لحظة وأحوالك كلها بما فيها طبق السلاطة الشهير والمطعم والشارع الذى تسير فيه ... إلخ.