الأحد 20 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
تشدد النص الدينى أكذوبة 

تشدد النص الدينى أكذوبة 

فى أطار الحرص على قضية تجديد الخطاب الدينى، تظهر العديد من الاجتهادات والآراء للمساعدة فى هذا التجديد لاسيما من قبل المتخصصين من العلماء، بينما تسعى وزارة الأوقاف بكل ما اوتيت من قوة كى يصبح خطابها الدعوى فى المساجد خطابا عصريا معبرا عن الدين وشريعته، وموافقا للعصر الذى نعيش فيه. وبالرغم من الجهود التى تبذل فى عملية تجديد الخطاب الدينى إلا ان الساحة الفكرية قد يقتحمها مصطلحات من قبل بعض المثقفين الذين يعتبرون النصوص الدينية مثل غيرها قابلة للتحليل والنقد فى بعض الأحيان .. الأمر الذى دفع بعضهم إلى القول بوجود تشدد فى بعض النصوص الدينية ويرون أن هذا التشدد عائق من عوائق التجديد فى الخطاب الدينى، بينما لم يحاولوا أن يبذلوا جهدا فى سؤال أهل الدين المتخصصين ليطرحوا عليهم هذا الفهم الذى ادى إلى إطلاق مصطلح خاطئ وهو «النصوص الدينية المتشددة». ولقد اعجبنى رد وزير الاوقاف  د. محمد مختار جمعة فى أحد جلسات النقاش العامة للتحضير لمؤتمر الشأن العام والتى حضرها كتاب ومثقفين حيث قال: «لايوجد نص دينى يوصف بالتشدد فالنصوص الدينية ليست متشددة، وانما هناك فهم وتطبيق خاطيء للنص، فلايمكن ان نقول ان التطرف له علاقة بالدين فالاسلام والمسيحية واليهودية لاتدعو للعنف اوالتطرق، وانما هناك تطبيقات خاطئة ناتجة عن الفهم الخاطيء لنصوصها». وهنا ينتهى توضيح وزير الأوقاف، وهو توضيح كفيل باقناع من لديه حيادية فى الفهم والتفكير تجاه النصوص الدينية، أما ما نراه من وجود من يتمسكون بأرائهم نحو الدين ونصوصه من اجل أن يفرضوا رؤيتهم الخاصة، فهؤلاء لا يعنيهم تجديد فى الخطاب الدينى، أو توضيح حقيقة الدين الوسطى السمح، ومنهجه القائم على احترام العقل، وإنما يريدون هدم الدين من حياة البشرية ليصبح مجرد اسم بلا تطبيق أو معنى فى الحياة. إن الإسلام هو دين ودنيا معا، فلا يمكن القول بان الإسلام منحصر فى العبادات فقط، وأن المسلم يعرف بعبادته وحسب، بل إن الدين يعنى إعمار الدنيا بكل ما هو إيجابى، المسلم هو من يعرف بماعملاته للناس وتعميره للحياة، فالإسلام يحث على العمل وحسن معاملة الغير، واعمار الدينا، والتقدم، وهو امر للأسف يتخاذل الكثيرون فيه، فيعطون صورة غير حقيقية عن الدين، ولذلك لا أجد كلمة أفضل من قول وزير الأوقاف: «لن يقتنع أحد بديننا ما لم نتقدم فى دنيانا». وكلمة حق.. إن عمارة الدينا هى جزء من تقديم ديننا للعالم، فبدون عمل وتقدم لن يمكننا ان نقول ان ديننا يامر بالعمل واعمار الحياة، لأن من حولنا يحكمون على الدين باتباعه وان كان هذا الحكم يعد حكما غير عادل .. إلا أن العقل المعاصر لا يفهم سوى ما يراه بعينه، ومن ثم فعلينا جهدا كبيرا فى ان نقدم ديننا بطريقة صحيحة من خلال عملنا، وسعينا للتقدم، والإتقان، لاسيما وأن أمة الإسلام هى أمة اساسها العمل والإتقان فى العمل، لا أمة الخذلان والكسل.