الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ليبيا لن تدفع الجزية

ليبيا لن تدفع الجزية

جاء القرار الليبى بمقاومة الاحتلال التركى ليعطى إشارة جديدة إلى سريان الروح فى الجسد العربى، وأن أحفاد المجاهد العظيم عمر المختار لن يستسلموا لمن يريد سرقتهم واحتلال بلادهم تحت رايات دينية زائفة، وأن الخلافة العثمانية الزائلة غير المأسف عليها لن تعود إلى شمال إفريقيا بظلمها وظلامها. رفضت ليبيا دفع الجزية للقرمانللى العثمانى الجديد، لم تنس المذبحة التى وقعت فى برقة قبل 200 عام، وقتل فيها الوالى العثمانى «القرمانللى» أكثر من 10 آلاف ليبى من قبيلة الجوازى فى يوم واحد، القبيلة البطلة لم تخضع للاحتلال العثمانى ورفضت دفع الجزية والضرائب التى فرضها الأتراك المحتلين، وقاومت جنود الاحتلال والانكشارية بضراوة واستبسال. اليوم يتقدم الجيش الوطنى الليبى بعد تحرير إلى سرت إلى مصراته، يرفض جنوده البواسل أن تبقى أرضه تحت احتلال الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، لن يترك بلاده نهباً للمرتزقة الأجانب الذين تحملهم الطائرات التركية من سوريا، لاعوده عن تحرير كامل التراب ووقف جميع أشكال التدخلات الخارجية التى لا تفكر سوى فى مصالحها حتى لو كانت على حساب الشعب الليبى. تقدم الجيش الليبى وضع أى تحرك عسكرى تركى فى موقف صعب، وأنهى على وجود أى دعم يمكن أن يقدم لقواته على الأرض، ذلك بخلاف البعد الجغرافى عن تركيا ورفض تونس والجزائر تقديم أى دعم لتلك القوات أو فتح مطاراتها العسكرية للطائرات الحربية التركية، حتى فرصة استعراض القوات لن تتم لصعوبة تحرك الجيش التركى عبر البحر أو الجو بعد سيطرة الجيش الليبى على الموانئ الاستراتيجية بدعم من القبائل الليبية التى هبت لمساندة الجيش بعدما قرر مواجهة أى إنزال تركى على الشواطئ الليبية. البرلمان الليبى تحرك ونزع آخر ورقة توت عن حكومة الوفاق، لا نجاة للخونة، فالحكومات التى ترهن بقاءها على الأجنبى الطامع مصيرها الزوال يلاحقها العار التاريخى، فما بالك بالخيانة وفتح الباب للاحتلال العثمانى، أى سياسى يستمد شرعيته من الناس والقوى الفاعلة فى مجتمعه، وحكومة السراج كانت نبتًا شيطانيًا ونتاجًا مؤسفًا لاتفاق الصخيرات، قررت بيع ليبيا مقابل بقاء أفرادها فى الحكم، نموذج كاشف لنمط الحكم الإخوانى حينما يستولى على بلد ويسلمه للعثمانيين الجدد، الإخوان يرون الأوطان حفنه من تراب عفن، ولا مانع عندهم من العودة كعبيد فى بلاط حاكم معتوه مثل أردوغان.  تحرك تركيا لتحقيق الحلم العثمانى لم يستهلك مخزونها من القوة الجيوثقافية باعتبارها دولة قريبة من العالم الإسلامى فقط، بل نال أيضًا من وضعها داخل الناتو، فتحركاتها الأخيرة كانت خارج مظلة الحلف العسكرى، كما أنها اقتطعت بالاتفاقية البحرية جزءًا من حقوق اليونان وقبرص فى المتوسط وهما أعضاء فى الاتحاد الأوروبى، وكلا الدولتين من حقهما طلب الدعم من باقى دول الاتحاد بموجب اتفاقية الدفاع المشترك. يراهن أردوغان على أن تحركه بالوكالة فى ملف الايجور لتهديد الصين لصالح الولايات المتحدة، سيجعل العالم يتغاضى عن جرائمه سواء فى سوريا أو ليبيا، هو اختبار شرف حقيقى للسياسة الدولية وللولايات المتحدة تحديدا كقوة مهيمنة، وبالتأكيد هى على علم بحقيقة المشروع العثمانى، وأنه يستنسخ الأدوات النازية فى السيطرة على العالم، تركيا لا تخفى أن لديها طابورًا خامس اسمه تنظيم الإخوان المسلمين، وأنها تتحرك نحو إفريقيا وآسيا بشعار العالم التركى من الادرياتيكى إلى سور الصين العظيم، وأنها فى سبيل ذلك لا مانع لديها من تعريض الأمن والسلم فى الشرق الأوسط  للخطر وهو أمر ضار بمصالح العديد من القوى الدولية على المدى البعيد.