أمنيات جديدة لعام جديد
استهل مقالى هذا العام بتهنئة أوجهها إلى شعب مصر العظيم بمناسبة حلول العام الجديد بكل طوائفه فهم مواطنون مصريون فى المقام الأول، بعيدًا عن أية تصنيفات اكتشفنا بمرور الأيام إلى أى مدى كانت مغرضة تبتغى الفرقة والتقسيم؛ بل التفتيت أيضًا بحقارة الخونة والعملاء وصانعى الدسائس، لكن هيهات فشعبنا كان وسيظل لحمة واحدة فى نسيج أمة عظيمة وجدانا وإيمانا ورباطا غير قابل للفكاك والانفراط مهما كانت الضغوطات والمؤامرات والحمد لله. وتنسحب تهنئتى لتشمل أمهات وآباء وزوجات وأبناء وبنات؛ بل وأحفاد وحفيدات شهداء مصرنا المحروسة من القوات المسلحة المصرية والشرطة البواسل، كما أشد على أيديهم ليس تعزية فيمن استشهد لديهم؛ بل تعزيز لتهنئة على نيل جنات الخلد وارتقاء يتمناه كل مقاتل مغوار يدفع بروحه إلى خط النار؛ دفاعًا عن أهله وذويه بروح قتالية تؤمن بدورها المقدر لها والجزاء الذى أعده الله لهؤلاء البواسل مكافأة لهم على تضحياتهم وتفانيهم فى حب الوطن. وللجميع أقول كل عام وأنتم ومصر قيادة وشعبا بألف خير وسلام وأمان.. لقد احتفلت مصر بقدوم العام الجديد بفرحة عمت الشوارع والمتنزهات براحة وغياب تام للتوجس مخافة أعمال إرهابية قد تقع هنا أو هناك لإفساد فرحتنا بهذه المناسبة السارة، فقد شعرنا بالأمان ونحن نسلم مقدراتنا لدروع الدولة من الجيش والشرطة الذين كرسوا مجهوداتهم ووضعوا خططا أمنية محكمة طوقت الاحتفالات بسياج من الأمن والسلامة أتاحت للجميع ممارسة طقوسه فى استقبال العام الجديد بالفرحة والتفاؤل وطيب الأمنيات والتمنيات؛ لذا وجب الشكر لكل جهد لمسناه منهم حفظهم الله وحفظ مصر بهم. وأتوقف معكم لحظة الآن أطلعكم فيها على بعض مما أتمناه متحققًا فى عام التفاؤل ٢٠٢٠م - كما أحب أن أطلق عليه تحقيقًا لثقافة التفاؤل التى أدعو إليها دوما - بدءًا من منظومة الأخلاق التى هى أساس كل فعل يصدر عن الإنسان؛ فالسلوك القويم يفتح الباب على مصراعيه أمام كل عمل صالح وعلم نافع. أتمنى أن نصبح رقباء على أنفسنا نحاسبها على كل صغيرة وكبيرة تصدر عنا، فى يقظة ضمير تبعدنا عن الفساد الذى تعانيه البلاد فى كثير من المواقع، علينا أن ندرك مدى حاجتنا إلى استعادة مصر مكانتها الثقافية والعلمية، وأن نحرص على ما نؤمن به من مبادئ وأخلاق وقيم تسهم فى تحقيق المكانة المرموقة التى كنا نعتلى قمتها على مر الحقب. وأتمنى أن نضع نصب أعيننا القانون ونبجله؛ تأكيدًا على دوره فى استقرار مهابة وسيادة الدولة المصرية فى مواجهة أى خلل مجتمعى يطرأ. مستقبل الإنسان فى خطر فتَّاك.. يرافق الإنسان على كوكب الأرض أنواع لا تحصى من الحيوانات والحشرات والنباتات، ويكاد يكون حقها فى الحياة فى يد الإنسان، وبعضها حيوانات متوحشة ونباتات برية.. لكن وحشية الإنسان تجاوزت وحشية الكائنات البرية بمئات السنوات الضوئية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تنقرض الحيوانات المتوحشة، وتختفى تدريجيًا الحياة البرية، فى حين يزداد توحش الإنسان، ويتحول لكائن برى يهدر كل منجزات الحضارة فى مذابح جماعية أحيانا وفردية أحايين أخرى؛ لذلك لزاما علينا أن ننبذ الخلافات، وأن نحترم الاختلافات التى هى من طبيعة الأشياء التى فطر الله مخلوقاته عليها بأن نستوعب بعضنا بعضا فنتخذ الحوار المتزن المتوازن سبيلا نحو الفهم والإفهام وحل المشكلات فى هدوء. وأن تولى الدولة اهتماما حقيقيا بالفنون، وتحكم رقابتها على الهابط من الأعمال التى تؤثر سلبا على المجتمع والشباب؛ بل الأسرة المصرية، كما أتمنى أن نفعل سريعا دون تباطؤ فى مناهجنا الدراسية مادة احترام الآخر، والبعد عن التنمر؛ لتسود المحبة بين الأقران منذ نعومة أظفارهم؛ مصداقا لوعد الرئيس فى لقائه مع ذوى الهمم. وأن نحافظ على منشآت الدولة العامة والخاصة على حد سواء فهى تقوم بدور خدمى مهم لا غنى عنه. كما أتوق وانتظر بكل ثقة نهضة وطفرة إعلامية كانت دوما فى حيز التمنى لدى، أظنها أصبحت وشيكة! أتمنى أن يقف الشعب وراء قيادته السياسية بكل ما أوتى من قوة، أمام ما يهدد الأمن القومى المصري، وأن تخفت أو تختفى تمامًا كل نغمات المعارضة النشاز، فعند الخطر وفى الحروب المعارضة والحياد كلاهما خيانة عظمى، فلا مكان لهما بيننا وقد وضعنا أيدينا فى يد جيشنا فى حفر القبور لكل معتد أو إرهابى، إن مصر كانت وستظل مقبرة للغزاة.. كانت تلك بعضا من كثير من الأمنيات التى يموج بها صدرى أختتمها بالدعاء لرئيسنا عبدالفتاح السيسى بأن يحفظه الله لمصرنا المحروسة، ويسدد خطاه فيما ينتظره من تحديات لا تنتهى، لكننا كلنا ثقة فى وطنيته وإخلاصه وسلامة قراراته التى تصب فى صالح محروستنا الغالية مصرنا حماها الله.. وحماه! وختاما انشدوا معى وتوعدوا المعتدين: ما رمانى رام وراح سليماً.. من قديم عناية الله جندى كم بغت دولة عليّ وجارت.. ثم زالت وتلك عقبى التعدى وعامنا الجديد الأجمل بإذن الله!